- En
- Fr
- عربي
طب و صحة
ضيق في التنفس، سعال متكرر، صفير في الصدر، وتزايد في إفراز البلغم، أعراض تشير الى مرض الإنسداد الرئوي المزمن، وهو داء لا يجب الإستهانة به، كما يؤكد الأطباء، لا سيما وأنه يحتل المرتبة السادسة بين الحالات المرضية المسببة للوفاة.
أسباب المرض، أعراضه، وعلاجه، يشرحها للقراء الإختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور جورج خياط.
أسباب المرض
الإنسداد الرئوي المزمن (COPD) هو مجموعة أمراض تصيب الرئة، بما في ذلك الالتهاب الشعبي المزمن (Chronic Bronchitis) والنفاخ الرئوي (emphysema)، والإلتهاب الربوي المزمن (Chronic Asthma).
والمرض كما يعرّف به الدكتور جورج خياط، عبارة عن إنسداد في القصبات الهوائية ناتج عن سببين، أولهما تقلص العضلات المحيطة بالمسالك الهوائية وانكماشها، والثاني الإفرازات المكثفة للبلغم والالتهاب الذي يؤدي الى انسداد غشاء التنفس. ويشير الدكتور خياط الى أن تسعين في المئة من حالات الإنسداد الرئوي المزمن ناتجة عن التدخين، في حين أن عشرة في المئة فقط من الحالات مردها الى التلوث البيئي، والعمل ضمن مصانع تعبق بالغبار والدخان، أو نتيجة بعض أنواع الإلتهابات التي تصيب الرئة لدى الأطفال وتخلّف رواسب، تؤدي مع مرور الزمن الى الإنسداد المذكور.
وتظهر الدراسات أن نسبة المصابين بمرض الإنسداد الرئوي المزمن في تزايد متواصل في العالم. وبحسب الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية، فإن هذه النسبة في ارتفاع مستمر في لبنان أيضاً. أما توقعات منظمة الصحة العالمية فتشير الى أن الداء المذكور سوف يقضي على شخص واحد كل ثماني ثوان بحلول العام 2020.
على أي حال، فإن المرض المذكور، بالرغم من خطورته، من الممكن تفادي تفاقمه وتطوره لا سيما في مراحله الأولى وذلك بالتوقف عن التدخين كما يشدد الدكتور خياط، مؤكداً أن التدخين هو المسؤول عن الإفرازات المتزايدة للبلغم والسعال والمتكرر في المرحلة الأولى للمرض، وهو الذي يؤدي في المرحلة الثانية الى نقص في أداء الرئتين على صعيد إدخال الأوكسيجين الى الجسم والتخلص من ثاني أوكسيد الكربون، فيظهر ضيق التنفس الذي قد يستدعي في الحالات المتقدمة للمرض وضع أقنعة أوكسيجين ودخول المستشفى بشكل منتظم.
ويحذر الدكتور خياط من عواقب ضعف الأوكسيجين في الجسم الذي يمكن أن يؤدي الى ضعف في القلب وفي الكلى، فينتقل بذلك المريض من داء رئوي الى مرض شامل.
التشخيص والعلاج
تشير الدراسات والتقارير الطبية الى أن مرض الإنسداد الرئوي يظهر عادة في سن الأربعين عبر ضيق في التنفس، إلا أن ذلك لا يعني أن المرض وليد الساعة وإنما هو نتيجة حتمية لسنوات متواصلة من التدخين أدت الى تغلغله تدريجياً في الرئتين من دون علم المريض.
وفي هذا الإطار يشير الدكتور خياط الى أهمية الإنتباه الى الأعراض الأولى للمرض وهي إفرازات البلغم والسعال المتكرر، مؤكداً أنها أعراض يعاني منها معظم المدخنين غير أن غالبية هؤلاء لا يعيرون الموضوع أهمية فيتفاقم المرض الى أن تظهر أعراض ضيق التنفس في المرحلة المتقدمة، وتولد عندها الحاجة الى علاج دائم.
ويشدد الدكتور خياط على ضرورة إجراء الفحوصات اللازمة لدى ظهور الأعراض الأولية، لأن التشخيص المبكر والتوقف عن التدخين في هذه المرحلة يؤديان الى شفاء المريض قبل تفاقم حالته. ويشير الى أن التشخيص يتم عبر فحص بسيط وغير مؤلم يسمى قياس التنفس، يحدد من خلاله مقدار الهواء الذي تنفخه الرئتان وسرعته، ما يتيح معرفة مدى إنسداد مجرى الهواء وتحديد العلاج الأنسب.
يخضع المصاب بمرض الإنسداد الرئوي المزمن لعلاج متكامل، بحيث يؤخذ في عين الاعتبار كل من الأسباب المؤدية للمرض، والأدوية المناسبة للعلاج، والعوامل الضرورية لإعادة تأهيل المريض. ويشمل العلاج، بحسب الدكتور خياط النقاط التالية:
- إلغاء العوامل المسببة للمرض وأولها التدخين، مع البحث في إمكانية العيش ضمن بيئة نظيفة نسبياً.
- العلاج بالأدوية الخاصة بتوسيع القصبات الهوائية، وتلك التي تعالج الإلتهاب في القصبات المذكورة، إضافة الى المضادات الحيوية إذا اقتضى الأمر ذلك.
- العلاج الفيزيائي الذي يشمل تمارين في التنفس، وأخرى تساعد في التخلص من البلغم وعدم تراكمه في الرئتين.
- إعادة التأهيل عبر التمارين الرياضية المنتظمة بما فيها رياضة المشي والسباحة وغيرها من التمارين التي تعمل على تفعيل عضلات التنفس.
وتجدر الإشارة الى أنه في المراحل المتقدمة للمرض قد يستدعي الأمر استعمال أقنعة الأوكسيجين ودخول المستشفى بشكل منتظم للعلاج.
في توصيات ختامية، يؤكد الدكتور خياط أن ممارسة الرياضة بانتظام والإبتعاد عن التدخين نهائياً، إضافة الى تناول وجبات منتظمة، تساعد المريض في مختلف مراحل المرض على اكتساب صحة أفضل والتعايش مع المرض بحد أدنى من الأضرار والأوجاع.