يوميات الشهادة

مسيرة التضحيات الجسام متواصلة
إعداد: نينا عقل خليل

يوميات الوطن مدوّنة بدماء الأبرار وشجاعة الأبطال

شهداء جدد سقطوا في مواجهة الإرهاب، لتتواصل مسيرة التضحيات الجسام التي يبذلها الجيش في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ البلاد.
فبين أواخر أيلول والثلث الأول من تشرين الأول، شيّع الجيش عددًا من شهدائه الأبرار، وواصل رجاله قطع طرق الفتنة وسدّ المنافذ في وجه الارهابيين بقاعًا وشمالًا. هؤلاء كثّفوا محاولاتهم لإحداث خرق ما. مدوا أياديهم الآثمة من بوابتي طرابلس وعكار مجددًا. والمواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة بين رجال الجيش ومجموعات الإرهابيين القتلة، خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول، أسفرت عن ارتفاع مزيد من الأبطال إلى جوار ربهم شهداء أنقياء، فضلًا عن استشهاد عدد من المدنيين. أما المجرمون الجبناء فتلقوا الضربات الموجعة في ظل اصرار واضح من الجيش بقيادته وعسكرييه على ملاحقتهم والاقتصاص منهم.
في ما يلي يوميات، سال فيها الكثير من الدماء الشريفة في مواجهة مشاريع التكفير والترهيب والتخريب...

 

بين أواخر أيلول وأوائل تشرين
بعميق مشاعر الحزن والأسى، ودّع الجيش والأهالي خمسة شهداء جدد من الشمال الحبيب، خزان الجيش ومقلع أبطاله: الجندي محمد خالد حسين الذي استشهد من جرّاء الإعتداء المسلّح على مركز الجيش في محلة البداوي في طرابلس، والجندي ميلاد محمد العيسى الذي استشهد من جرّاء إطلاق مسلّحين النّار في اتجاهه مع زميله الجندي محمد فخر الدين حيدر الذي جرح، وذلك عند مفرق بلدة الريحانية في عكار. بينما استشهد الجندي علاء الدين العويك من جرّاء إنفجار عبوة ناسفة كان يعمل على تفكيكها في المنطقة الحرّة في طرابلس. كذلك، استشهد الجندي جمال جان هاشم إثر إقدام مسلّحين على إطلاق النار باتجاه حافلة عسكرية في محلة البيرة - عكار. أما المجنّد الممدّدة خدماته محمود علي فاضل فاستشهد متأثرًا بجراحه من جرّاء الإنفجار الإرهابي الذي تعرّضت له آلية عسكرية في بلدة عرسال (19/9/2014).
وقد نعت قيادة الجيش الشهداء، لافتة إلى أن «الرد الواضح والأكيد على تمادي الإرهابيين والمجرمين في عبثهم، يكمن في عزم المؤسسة على إنقاذ الوطن وملاحقة هؤلاء القتلة من دون هوادة والقبض عليهم وإنزال القصاص العادل بهم».
ووسط غضب كبير وحزن لفّ قرى عكار والشمال ودّع الجيش والأهالي أبناءهم الشهداء، حيث لفّت النعوش بالعلم اللبناني وأدى رفاق السلاح التحيّة العسكرية وعزفت موسيقى الجيش لحن الموت والخلود، وحملت النعوش على أكف المحبين وصولًا إلى بلداتهم، حيث استقبلهم الأهالي والأقرباء مؤكدين «أن أبناءهم هم شهداء الجيش وكل الوطن»، داعين الدولة إلى «كشف الفاعلين ومعاقبتهم».
 

الجندي الشهيد محمد خالد حسين
في 23/9/2014، شيّعت القيادة وأبناء بلدة تكريت في عكار، الجندي الشهيد محمد خالد حسين في حضور العقيد حسين الحسن ممثلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، النائب نضال طعمة ممثلًا الرئيس سعد الحريري، وفاعليات سياسية وأمنيّة.
وكان جثمان الشهيد وصل إلى منزل العائلة في بلدته في تكريت وسط أجواء من الغضب والحزن. بعد ذلك انطلق موكب التشييع إلى مسجد الكبير حيث جرت مراسم التشييع. وألقى ممثل قائد الجيش كلمة جاء فيها: «تتواصل مسيرة التضحيات الجسام، التي يبذلها الجيش في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ البلاد. قد تتنوّع المواقع والساحات، لكنّ الأخطار نفسها تلازم رجالنا في كل مكان، والأيادي العبثية المجرمة هي نفسها التي تعمل بلا كلل على إثارة الفتنة وتعميم الفوضى، للنّيل من وحدة لبنان وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، وللنّيل أيضًا من المؤسسة العسكرية التي تشكل ضمانة الوطن وحصنه المنيع».
وأضاف: «إن ردّنا الواضح والأكيد، على تمادي الإرهابيين والمجرمين في عبثهم، يكمن في عزم هذه المؤسسة على إنقاذ الوطن كائنة ما كانت الأخطار والتضحيات، كما في ملاحقة هؤلاء القتلة من دون هوادة، حتى إلقاء القبض عليهم وإنزال القصاص العادل بهم. وكونوا على ثقة تامة بأن ضريبة الدم الباهظة التي قدّمها الجيش ولا يزال، لن تذهب هدرًا، فهذه الدماء الزكية هي التي صانت لبنان من التفكّك والإنهيار، وحافظت على الدولة ومؤسساتها، ومعها سينبلج فجر الخلاص في القادم من الأيام».
الشهيد حسين، من مواليد 1/1/1988 في عيات، قضاء عكار، محافظة الشمال.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 27/12/2008.
- من عداد لواء المشاة العاشر – الكتيبة 103.
- حائز:
• وسام مكافحة الإرهاب.
• تنويه العماد قائد الجيش مرّتين.
• تهنئة العماد قائد الجيش مرّتين.
• تهنئة قائد المنطقة.
- متأهل بدون أولاد.
- رُقّي لرتبة أعلى بعد استشهاده، ومُنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري وتنويه العماد قائد الجيش.

الجندي الشهيد علاء الدين العويك
في 8/10/2014، استقبلت بلدة الفوّار في قضاء زغرتا ابنها الجندي الشهيد علاء الدين العويك، ورُفعت اللافتات وصور الشهيد على مدخل البلدة وعلى طول الطريق المؤدية إلى منزل ذويه في بلدة الفوّار.
وقد رفع الجثمان عند مدخل البلدة، على الأكف ملفوفًا بالعلم اللبناني، وسط إطلاق المفرقعات النارية ونثر الأرز والورود، ثم تابع الموكب طريقه إلى مبنى البلدية حيث كان استقبال رسمي للشهيد من رفاق السلاح، وعلى وقع لحن الموتى عزفته ثلة من موسيقى الجيش.
وبعد تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وإقامة الصلاة على جثمانه، ألقى العقيد حسن حسن ممثلًا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي كلمة جاء فيها: «نودّع بإكبار وإجلال أحد أبطالنا الميامين، الجندي علاء الدين العويك الذي قضى وهو يحاول انتزاع خطر الموت عن أهله ورفاقه، من تلك العبوة الخبيثة التي زرعتها أصابع الشر والإرهاب في جسم الوطن بقصد القتل والترهيب، فكانت دماؤه الزكية، عنونًا لانتصار الحقّ على الباطل، وفداءً لكل مواطن من أبناء وطننا الحبيب».
وأضاف: «في زمن المصاعب والأخطار التي تحيط بلبنان من كلّ جانب، آثر شهيدنا الغالي أن ينضمّ إلى قوافل شهدائنا الأبرار، ويمضي إلى المجد والخلود، فخورًا بوفائه للقسم وبما قدّمه من أجل وطنه، وها هي رسالة استشهاده تخبر كلّ ذي سمع وبصر، أن جيشًا كجيش لبنان، يسارع أبناؤه إلى الاستشهاد بقناعة ورضى، هو جيش جدير بالدفاع عن الوطن، وإنقاذه من مخالب الفتنة والإرهاب، ولن يتنازل قيد أنملة عن دوره المقدس في حماية البلاد والعباد، والعودة بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان والاستقرار».
وفي ما يلي نبذة عن حياة الجندي الشهيد:
- من مواليد 1/1/1984، حارة الفوّار – زغرتا.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 26/12/2009.
- من عداد فوج التدخل الأول.
- حائز:
• تنويه العماد قائد الجيش مرّتين.
• تهنئة العماد قائد الجيش.
• تهنئة مدير العمليات.
- عازب.
- رُقّي لرتبة أعلى بعد استشهاده ومُنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري، وتنويه العماد قائد الجيش.

الجندي الشهيد ميلاد محمد العيسى
في 9/10/2014، ودّعت القيادة وأهالي بلدة الريحانية وعكار، الجندي الشهيد ميلاد العيسى. وحضر مراسم التشييع ممثلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد توفيق يزبك الذي وبعد تقليد الشهيد أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ألقى كلمة بالمناسبة أثنى فيها على تضحياته ومناقبيته العسكرية.
وممّا قال: «في حضرة الشهيد والأهل والرفاق، نؤكد اليوم مجددًا بأن الجيش لن يخضع لأي تهديد يأتي من هنا أو هناك، أو أي عمل إرهابي أو إجرامي جبان، يطال العسكريين في أثناء قيامهم بالواجب أو في أثناء تنقّلاتهم. هذا هو الوعد الذي أطلقته قيادة الجيش منذ سنوات، سهرًا متواصلًا، وشهداء وجرحى، بذلوا أرواحهم الطاهرة ذودًا عن وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، في مواجهة عصابات الإرهاب والإجرام الغريبة عن نسيج مجتمعنا اللبناني العريق».
وأردف قائلًا: «ما كان شهيدنا الغالي في سنوات خدمته العسكريّة، إلّا مثالًا للمناقبيّة والانضباط ونكران الذات. وكان بالتأكيد يضع نصب عينيه قدر الشهادة في يوم من الأيام وذلك بحكم إيمانه العميق برسالة مؤسسته التي تقوم على مبادىء الشرف والتضحية والوفاء، وبحكم تربيته النقيّة الصالحة منذ نعومة أظافره، في أحضان عائلة وطنيّة، يعرف الجميع تاريخها المشهود له، في محبّة الوطن والارتباط بالجيش، والتمسّك بالقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة السمحاء».
الشهيد العيسى من مواليد 28/1/1991 في عيّات، قضاء عكار، محافظة الشمال.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 4/2/2010.
- من عداد أركان الجيش للعديد – المكتب الإداري.
- حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.
- متأهل بدون أولاد.
- رُقّي لرتبة أعلى بعد الاستشهاد، ومُنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري وتنويه العماد قائد الجيش.
 

الجندي الشهيد جمال جان هاشم
بحضور حشد من الأهالي ورفاق السلاح، شيّعت قيادة الجيش الجندي جمال جان هاشم، الذي استشهد إثر إقدام مسلحين على إطلاق النار باتجاه حافلة عسكرية في محلة البيرة - عكار (17/10/2014)، حيث أجريت له مراسم التكريم اللازمة أمام مستشفى عكار - رحال، وتمّ تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم أقيمت الصلاة على روحه الطاهرة في كنيسة الشهيدة مورا في بلدة القبيات - عكار.
وقد ألقى العقيد وليد الكردي ممثلًا دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني والعماد قائد الجيش كلمة بالمناسبة، نوّه فيها بالمزايا العسكرية والأخلاقية للشهيد ومما قاله:
 «إن تكرار الاعتداءات الغادرة بحق عناصر الجيش، سواء كان المعتدون من الغرباء المرتزقة، أو ممن يدّعون زورًا الانتماء إلى الوطن، بعد أن تخلوا عن مواطنيتهم وباعوا أنفسهم للجماعات الإرهابية التي لا تعير أي قيمة لحياة الإنسان وكرامته وحريته، لن تفلح على الإطلاق في إضعاف عزيمة الجيش وإصراره على استئصال آفة الإرهاب والإجرام من جذورها، فالأرض أرضنا والشعب شعبنا، ولن تستطيع قوى الشر مهما استخدمت من وسائل وأساليب قتل وترهيب، أن تثنينا عن التزامنا ودورنا في حماية الوطن، ولن تزيدنا التضحيات الجسام التي يبذلها جنودنا يوميًا، إلاّ مناعة وقدرة على مواجهة المصاعب والتحديات».
الجندي الشهيد جمال جان هاشم من مواليد 22 /7 /1995 القبيات - عكار.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 3/7/2013.
- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.
- عازب.
- رُقّي لرتبة أعلى بعد استشهاده، ومُنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري وتنويه العماد قائد الجيش.

المجنّد الممدّدة خدماته الشهيد محمود علي فاضل
كذلك، شيّعت القيادة وأبناء الضاحية الجنوبية المجنّد الممدّدة خدماته الشهيد محمود علي فاضل، وسط غضب كبير وحزن لفّ كامل الأحياء والمنطقة. وبعد أن لُفّ نعش الشهيد بالعلم اللبناني، وأدت ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية، وعزفت موسيقى الجيش لحن الموت والخلود، حُمل على أكف المحبّين وأبناء العائلة المفجوعة وصولًا إلى مدخل منزله العائلي فكان في انتظاره العائلة والرفاق.
ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد حسن حيدر ألقى كلمة في حضور شخصيات سياسية وفعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير، أكّد فيها أن «الجيش وكعادته، لن يخضع لأي تهديد يأتي من هنا أو هناك، أو أي عمل إرهابي جبان يطال العسكريين أثناء قيامهم بالواجب. هذا هو الوعد الذي أطلقته قيادة الجيش، وترجم على أرض الواقع، بحجم التضحيات، التي قدّمها جنودنا على امتداد مساحة البلاد، سهرًا متواصلًا، وشهداء وجرحى، بذلوا أرواحهم الطاهرة ذودًا عن وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، في مواجهة عصابات الإرهاب التي لا دين ولا هوية لها سوى الإجرام والقتل والتخريب».
وتابع قائلًا: «إن المصاعب كبيرة، لكن إرادة الصمود أكبر، والعزم على استئصال الإرهاب من جذوره، يبقى غاية الجيش وغاية كل مواطن شريف، ولن تزيدنا دماء الشهداء التي أهرقت في سبيل لبنان، إلا قوّة ومناعة، وإصرارًا على استكمال مسيرة الإنقاذ، كائنة ما كانت الأخطار والتحديات».
وفي النبذة التي وزّعتها القيادة، إن الشهيد من مواليد 9/3/1995، في يونين.
- مُدّدت خدماته إعتبارًا من 29/3/2014.
- من عداد لواء المشاة السادس – الكتيبة 63.
- عازب.
- رُقّي لرتبة أعلى بعد استشهاده، ومُنح وسام الحرب، وسام الجرحى ووسام التقدير العسكري وتنويه العماد قائد الجيش.