أبرزت الصحف مراوحة الاتصالات حول تشكيل الحكومة، مكانها، وترقّب جلسة المجلس النيابي لانتخاب اللجان النيابية غداً الثلاثاء، واجتماع البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس مع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

 

جلسة انتخاب اللجان

قالت "اللواء": عشية الجلسة النيابية المخصّصة لانتخاب اللجان النيابية غداً، يترأّس الرئيس نبيه برّي قبل ظهر اليوم اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس، يهدف إلى جوجلة الترشيحات وتوزيع التقسيمات على الكتل  بالنسبة لرئاسة اللجان وعضويتها، بما يحافظ، حسب مصادر نيابية، على الحد الأقصى من التركيبة السابقة، سواء لجهة حفظ حق كل تيّار سياسي أو كتلة في المواقع السابقة أو تنظيم التوزيعات بشكل لا يتعارض والتقسيمات الطائفية السابقة، دون أن يعني ذلك عدم إمكانية تبديل المواقع بين الحلفاء بشكل توافقي، بما يسمح بتمثيل كل الكتل على مستوى رئاسة اللجان والمقرّرين في الكتل الكبرى، ويسمح باستمرارية العمل التشريعي السابق بالحد الأدنى.

وكشفت المصادر أن خريطة رؤساء اللجان باتت شبه منجزة بإبقاء القديم على قدمه، لا سيما لجهة لجان: المال والموازنة، الدفاع، الأشغال والإدارة والعدل والخارجية والاتصالات، فضلاً عن الزراعة والمهجرين، التي ستذهب لكتل "التيار" و"المستقبل" و"القوات" و"التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" و"اللقاء الديموقراطي".

وقالت "الجمهورية" إنّ الخريطة النيابية هي نفسها التي أُعيد إنتاجها مع المجلس الجديد، إلّا أنّ أمراً طفيفاً قد يطرأ عليها من خلال إسناد لجنة الإدارة والعدل إلى "القوات" على أن يترأّسها النائب جورج عدوان، ويأتي ذلك كتعويض معنوي على خروج "القوات" من هيئة مكتب المجلس الذي كان يشغل عضويتها النائب السابق أنطوان زهرا، كأمين للسر. أمّا البارز الآخر فيتمثّل بإسناد رئاسة لجنة الشؤون الخارجية إلى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر. أمّا لجنة المال والموازنة فتبقى مع "التيار الوطني الحر"، ولجنتي الأشغال والدفاع تبقيان مع "المستقبل" والإعلام مع "حزب الله"، بمعنى بقاء القديم في معظمه على قدمه مع تعديلات بأسماء الأعضاء، نظراً لدخول ما يزيد عن 70 نائباً جديداً إلى البرلمان.

 

تفاؤل الرئيس الحريري

حافظ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري على تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة، فبعد زيارة وفد مصغّر من الهيئات الاقتصادية برئاسة رئيسها محمد شقير لبيت الوسط، قال شقير: لقاؤنا مع الرئيس كان ممتعاً، وقد ساده تفاؤل كبير للغاية. ونحن سنمضي عطلة نهاية أسبوع ونحن في غاية الراحة، فالرئيس الحريري متفائل بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة جداً، وهذا التفاؤل ينعكس علينا جميعاً كقطاع خاص ورجال أعمال ومستثمرين. نحن مؤمنون بهذا البلد ومتفائلون به، وكل ما نطالب به كهيئات اقتصادية وقطاع خاص هو أن تتألف حكومة بأسرع وقت ممكن، لكي نتمكّن من السير بكل المشاريع التي بدأتها الحكومة، وأولها مؤتمر "سادر". وأضاف: أتمنى أن يترجَم التفاؤل الذي سمعناه بالأمس من الرئيس نبيه بري والتفاؤل الكبير من قبل الرئيس الحريري بولادة حكومة في الأسبوع المقبل.

 

لقاء البطريرك – جعجع

عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الملف الحكومي مع رئيس حزب "القوّات" سمير جعجع، في خلوة جانبيّة على هامش مشاركة الأخير في قدّاس بقاعكفرا أمس.

وقال البطريرك الراعي خلال عظته في قدّاس عنايا: إنّ التشبّث بالحصص وحَصرها بكتل، مع إقصاء أفرقاء آخرين، وأشخاص ذوي كفاءة من المجتمع المدني غير الحزبي والسياسي، لا يبرّران التأخير على حساب الخير العام، بل ويتناقضان مع المعايير الدستورية العامة، ومع روحية الدستور اللبناني ونَصّه، ويُهملان اهتمام المجتمع الدولي والمساعدات المالية المقرّرة في مؤتمر باريس في 6 نيسان الماضي، من أجل الإنماء الاقتصادي وإصلاح البنى التحتية ولا سيما الماء والكهرباء. وقال: الجميع من الداخل والخارج ينتظرون قرار تأليف الحكومة، لأنّ في كل يوم تأخير تداعيات كبيرة وخسائر جسيمة في الاقتصاد بكل قطاعاته، وفي عمل المؤسسات والإدارات، وفي ثقة الشعب بالمسؤولين.

وقالت مصادر "القوات" لـ"الجمهورية": إنّ لقاء الراعي ـ جعجع كان ممتازاً، وتناول أكثر من ملف من التجنيس إلى التأليف. وأكّدا ضرورة الإسراع في التأليف، لأنّ التحديات أكبر من أن تُعدّ وتحصى، ومسؤولية الحكومة كبيرة جداً. وشكّل اللقاء مناسبة للتشديد على أهمية المصالحة المسيحية التي من شأنها، شأن المصالحة الوطنية، ان تُوَلّد ارتياحاً واطمئناناً يجب الحفاظ عليهما. وأكد جعجع تمسّكه بالمصالحة والتفاهم، وشكر للبطريرك اهتمامه ورعايته، شارحاً الأسباب التي آلت إلى هذا الوضع، مؤكداً أنّ هذا التفاهم لا يلغي أحداً ويتعلّق باتفاق سياسي بين "التيار" و"القوات" والهَدف منه أبعد ما يكون عن المحاصصة، بل تشكيل تجربة نموذجية عن طريق إعادة إحياء دور المؤسسات في التعيينات، وهذا تحديداً ما حاولت "القوات" القيام به في تعيينات تلفزيون لبنان. وحرص جعجع على وضع البطريرك في صورة أيّ تطور حكومي أو وطني أو يتصل بالتفاهم.

 

تحضير لتصدير المنتجات الزراعية برّاً

قالت "اللواء": استبشر المزارعون خيراً بإعادة سيطرة الجيش السوري على معبر ناصيب الحدودي مع الأردن وإعادة فتح المعبر رسمياً، بما يوفّر لهم إعادة تصدير منتجاتهم الزراعية عبر البرّ إلى الأردن ودول الخليج، بدل نقلها بحراً بكلفة إضافية سنوية تزيد عن 30 مليون دولار.

وقال وزير الزراعة غازي زعيتر لـ"اللواء"، إن "فتح المعبر أمام انتقال البضائع يحتاج إلى مزيد من الترتيبات والإجراءات التي يفترض أن يقوم بها الجانب السوري من أمور إدارية وإجرائية وأمنية، وأنا على اتصال بالجانب السوري وربما أقوم بزيارة رسمية إلى دمشق، للبحث مع المسؤولين السوريين في الترتيبات والإجراءات المفترض اتخاذها من أجل تحديد موعد لإمكانية إعادة تصدير المنتجات اللبنانية. ولكن من الآن وإلى حين السماح بتصديرالبضائع عبر المعبر، علينا نحن في لبنان أن نجهّز أنفسنا أيضاً مع المعنيين بالزراعة أو التصدير".

Fr
Date: 
Lundi, July 16, 2018