- En
- Fr
- عربي
جندي الغد
القبّرة والفيل
وضعت القبّرةً يومًا بيضها في حفرة في الأرض، فمرّ الفيل من فوقها ودهس البيض. حزنت المسكينة وطارت فوق رأسه باكيةً، ثمّ سألته: «أيّها الملك! لِمَ هشّمت بيضي وقتلت فراخي؟ هل فعلتَ هذا لأنني ضعيفة وصغيرة؟» ردّ الفيل هازئًا: «نعم، وماذا عساكِ تفعلين؟.فتَرَكَته وذهبت إلى جماعة الطّير، وشكَت إليها ما أصابها، فأجابتها الطّيور: «كيف نستطيع مواجهة الفيل ونحن طيور ضعفاء؟
فكّرت القبّرة قليلًا، ثم قالت للغربان: «أريدك أن تأتي معي إليه فتفقئين عينيه». وهذا ما حصل، فلم يعد الفيل قادرًا على تأمين الطعام والماء. ولمّا صار على هذه الحال، جاءت القُبّرة إلى غديرٍ فيه ضفادع كثيرة فشكت إليها ما أصابها من الفيل. وقالت الضّفادع: «ما حيلتنا نحن أمام عظمة الفيل؟ ردّت القبّرة: «أريدك أن تذهبي إلى هوّةٍ قريبةٍ منه، وتنقّّين فيها بصوتٍ عالٍ، فكان لها ما أرادت.
وعندما سمع الفيل نقيق الضّفادع ظنّ أنه قريبٌ من المستنقع، فأسرع باتجاه الصوت لأنه كان عطشانًا، وإذا به يقع في الحفرة، ويكاد يموت! عندها جاءت القبّرة تُرفرف فوق رأسه، وقالت له: «أيّها المستبد الذي يحتقر الضعفاء! أرأيت كيف تفوّقت عليك بالذكاء على الرغم من صغر حجمي وضخامة حجمك؟» تعلّم إذًا أن تحترم الآخرين مهما صغر شأنهم!