- En
- Fr
- عربي
على خطى القائد
في ذكرى المقاومة والتحرير
أحداث الشمال تؤكد رهان الجميع على دوركم في وأد الفتنة
في «أمر اليوم» الرقم 62 الذي أصدره بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نوّه قائد الجيش العماد جان قهوجي بأداء العسكريين المسؤول ودعاهم إلى البقاء كالبنيان المرصوص في مواجهة الصعاب، مشددًا على أن مهمتي الدفاع والأمن الموكلتين إلى الجيش تتكاملان معًا في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد.
في ما يلي نص «أمر اليوم».
أيها العسكريون
إثر عدوان تموز، وبعد أن انتشرتم في موقعكم الطبيعي على الحدود الجنوبية للوطن، كان نصب أعينكم قسمٌ وعهد، قسمٌ في الدفاع عن أهلكم وأرضكم في مواجهة العدو الإسرائيلي، بما لديكم من إمكانات وقدرات، ومن استعداد للتضحية ونكران الذات، وعهدٌ في الحفاظ على إنجاز التحرير التاريخي، الذي تخضّب بدماء أبناء الوطن، شعبًا وجيشًا ومقاومة، هذه الدماء الزكية التي رسمت حداً فاصلاً بين لبنان المستباح لأطماع العدو في أرضه ومياهه وخيراته، وبين لبنان القوي السيد المستقل، والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها الفتن والمؤامرات.
أيها العسكريون
لقد كان لأدائكم المسؤول، وشجاعتكم في مواجهة العدو الإسرائيلي، لا سيّما في موقعتي العديسة العام 2010 والوزاني العام 2011، إلى جانب تلاحمكم مع المواطنين وتعاونكم إلى أقصى الحدود مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، بالغ الأثر في ترسيخ استقرار الجنوب وإحباط مخططات العدو الذي طالما سعى إلى تصدير رياح الفتن إلى لبنان، وتحيّن الفرصة تلو الأخرى لإرباك ساحتنا الداخلية والانقضاض على إنجاز التحرير، وبالتالي إشاحة النظر عن استمرار احتلاله مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر.
أيها العسكريون
اعلموا أن مهمتي الدفاع والأمن الموكلتين إليكم، هما مهمّتان تتكاملان معاً في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد، فكما لا يجوز على الإطلاق، التفريط بذرّةٍ واحدةٍ من ترابنا الوطني، وقطرةٍ واحدة من مياهنا وثرواتنا الطبيعية، كذلك لا يجوز لأي كان العبث بأمن المواطن ورزقه وكرامته، واستغلال مناخ الديمقراطية والحريات العامة التي ينعم بها لبنان، وما يعصف بالمنطقة العربية من أزمات، للإيغال في تهديم أركان الدولة وتصديع وحدة الوطن، وضرب مكتسباته والتلاعب بمصير أجياله. وقد جاءت أحداث منطقة الشمال العزيزة بالأمس القريب، لتؤكد مرّةً أخرى رهان الجميع على دوركم في وأد الفتنة وفرض الاستقرار. فكونوا على قدر هذا الرهان، واحرصوا أشدَّ الحرص على أرواح أهلكم، من خلال أداء مهماتكم بمنتهى الدقة والمسؤولية.
في الذكرى الثانية عشرة للمقاومة والتحرير، أدعوكم مجدداً إلى البقاء كالبنيان المرصوص في مواجهة الصعاب، مستعدين لبذل العرق والدم تلبيةً لنداء الواجب. واظبوا بكلّ عزمٍ واندفاع على القيام بواجباتكم، متسلّحين بقوة الحق والإيمان، وبثقة شعبكم والتفافه حولكم، وتطلّعوا دائماً إلى الغد بعين الأمل، فمعكم لا مكان للتراجع والإحباط، وبكم يصان إرث الشهداء وتشمخ راية الكرامة والتحرير.