- En
- Fr
- عربي
عبارة
الاستقلال على مستوى الفرد هو التخلصُ من التبعية والقدرةُ على اتخاذ القرارات بناء على القناعة والمبادئ الشخصية، بهدف تحقيق الطموحات، وعلى مستوى الدول، يعني الاستقلالُ سيادة الدولة على كامل أراضيها وتفرّدها بالقرار وإدارة شؤونها الداخلية وسياستها الخارجية وفق آليات داخلية خاصة بها.
يرتبط معنى الاستقلال بالكرامة وعزة النفس والحرية، وإنّ غاية الإنسان من حيث كونه كائنًا مفكرًا ومبدعًا أن ينفرد برسم مسار حياته ويسعى إلى تحقيق أحلامه. كذلك الشعوب تطمح إلى استثمار تملكه من مقومات لبناء واقع ومستقبل يضمنان حقوق الأفراد ويجسدان تطلعات الأجيال.
لا بد أيضًا من توافر شروط ضرورية لإنجاز الاستقلال واستدامته، أولها على مستوى الفرد الاقتناع بأهمية هذا الاستقلال وبكونه أحد أوجه كرامة الإنسان. وعلى مستوى الشعب، تبرز من بين شروط الاستقلال الوحدةُ ونبذُ التعصب بجميع أشكاله والانفتاحُ على أبناء الوطن بروحيّة الأخوّة واتحاد الجهود لخدمة مصلحة البلاد.
كانت كل تلك المعاني حاضرة في أذهان اللبنانيين حين التقوا حول علم بلادهم في العام ١٩٤٣ وانتزعوا استقلالهم عن الانتداب الفرنسي وكرسوا لبنان بحدوده المعروفة اليوم وطنًا نهائيًا لهم. وعلى مدى السنوات، بذلوا الأرواح لصون هذا الإنجاز إدراكًا منهم أن الاستقلال لا يدوم بالمجان، فتصدوا للعدو الإسرائيلي وحروبه العدوانية ودحروه في العام ٢٠٠٠ عن معظم الأراضي التي كان يحتلها، وحاربوا الإرهاب وأفشلوا مخططاته الواحد تلو الآخر إلى أن نجحوا في اقتلاعه من الحدود الشرقية غداة معركة فجر الجرود في العام ٢٠١٧.
كلها محطات مصيرية كان الجيش رأس الحربة فيها، والمُدافع الأول عن سيادة لبنان والحامي لأرواح بنيه، وهو لا يزال حتى اليوم يضطلع بهذا الدور بكل مهنية وإخلاص وسيبقى متمسكًا بواجبه مهما بلغت الصعوبات.
واليوم، يمضي الوطن في مواجهة التحديات الجمة المحيطة به، شامخًا بدماء شهداء الجيش عزيزًا بإرث شعبه، مدفوعًا بوحدة أبنائه وبإدارة جيش يعي مسؤولياته ويدرك أنه بالبذل والعطاء والتضحيات تصان الأوطان وتبقى أمانة الاستقلال شعلة تهزم العواصف.