من الأرض

تبقى العين على الجنوب وعلى أبنائه في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الراهنة وفي سائر الظروف، إذ تقع مطامع العدو الإسرائيلي في أرضنا ومواردنا على رأس لائحة المخاطر التي تُهدد وطننا.
يصمد عسكريونا في مواقعهم التي تتعرض للاعتداءات، يواجهون التحديات الجمة إلى جانب مواطنيهم ويروون بدمائهم تراب بلادهم، فيما تتابع قيادة الجيش الأوضاع على الأرض لحظة بلحظة مثمّنة تضحيات عسكرييها وتفانيهم في أداء مهماتهم.
في هذا السياق تأتي الجولة التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد جوزاف عون يوم عيد رأس السنة لقيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين، حيث اطّلع على المهمات المنفَّذة في سياق التطورات عند الحدود الجنوبية. كما التقى الضباط والعسكريين وقدم لهم التعزية بالرقيب عبد الكريم المقداد الذي استشهد جرّاء تعرّض مركز عسكري تابع للجيش في العديسة - الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي بتاريخ 5 /12 /2023، ما أدى أيضًا إلى إصابة عدد من العسكريين. وقد اعتبر العماد عون أنّ صمود عناصر الفوج وسائر الوحدات المنتشرة في الجنوب أمام التحديات الراهنة مهم لأبناء المنطقة، مشيدًا بتضحياتهم ولافتًا إلى أنّ تفانيهم مع رفاقهم في أداء مهماتهم طمأن اللبنانيين خلال الأعياد.
كذلك زار قائد الجيش قيادة وحدة احتياط قائد اليونيفيل في دير كيفا، حيث التقى وزير الجيوش الفرنسية SÉBASTIEN LECORNU الذي كان في زيارة للوحدة. ونوّه العماد عون بجهود عناصر الوحدة وسائر عناصر اليونيفيل، واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، مشددًا على أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار ١٧٠١، وبخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.

شهيد الجنوب الصامد
وبالعودة إلى الوقائع الميدانية، فقد انضم في الخامس من شهر كانون الأول الفائت الرقيب عبد الكريم المقداد إلى قافلة طويلة من الشهداء الأبرار الذين سقطوا في مواجهة العدو الإسرائيلي، إذ استهدف قصف جيش العدو مركزًا عسكريًا في بلدة العديسة، ما أدّى إلى استشهاد الرقيب المقداد وإصابة عدد من رفاقه بجروح.
وقد شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة شمسطار الرقيب الشهيد في موكبٍ مهيب وسط مشاعر الحزن والأسى. انطلق موكب الوداع من أمام المستشفى الحكومي في زحلة، حيث أجريت مراسم التكريم اللازمة، وجرى تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم نُقِل الجثمان إلى بلدته شمسطار حيث أُقيم التأبين في حضور العميد عبد الناصر الحلبي الذي مثّل وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وكانت له كلمة قال فيها: "بطلٌ آخر من أبطال الجيش على طريق الشرف والتضحية والوفاء، هو الرقيب الشهيد عبد الكريم المقداد الذي نودّعه بعدما جاد بروحه في الجنوب الصامد في أثناء أداء واجبه، دفاعًا عن لبنان ضدّ العدوّ الإسرائيلي".
وفي وقت لاحق، قدّم قائد الجيش العماد جوزاف عون التعازي بالرقيب الشهيد في بلدة شمسطار مؤكدًا أنّه شهيد المؤسسة العسكرية والوطن، وأنّ المؤسسة لا تتخلى عن شهدائها وعائلاتهم. كما اعتبر أنّ التضحية الأغلى والأسمى هي أن يقدّم الإنسان حياته من أجل وطنه.
كذلك عاد قائد الجيش العسكريين الجرحى الذين أصيبوا نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي لمركز الجيش في العديسة، واطّلع على وضعهم الصحي مشيدًا باندفاعهم وتضحياتهم لأداء مهمتهم ومتمنيًا لهم الشفاء العاجل.

 
الرقيب الشهيد عبد الكريم المقداد
- من مواليد 7 / 5 / 1996 في لاسا – قضاء جبيل.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 25 / 10 / 2018.
- حائز عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- متأهل من دون أولاد.