نحو مجتمع أفضل

السالفيا هلوسة قد تنتهي بمأساة

سمعنا في الآونة الأخيرة عن مخدّر السالفيا المُهَلوس الذي ينتشر تعاطيه بين الشباب في لبنان، ما دعا الجهات المعنية إلى دقّ ناقوس الخطر.

فعندما نتكلّم عن المخدّرات المهلوسة التي تؤثر على النظر والسمع، نعني أخطر أنواع المخدرات، لأنّها تؤثّر بشكل مباشر في تصرفات الإنسان ويمكن بالتالي أن تشكّل خطرًا على حياته وحياة آخرين.
السالفيا نبتة موطنها الأصلي في غابات سييرا مازاتيكا في المكسيك، تحتوي أوراقها على مركبات شبيهة بالمواد الأفيونية التي تسبب الهلوسة. لاستهلاك هذه النبتة تأثيرات خطيرة على المديَين القصير والبعيد. وهذا الاستخدام يتمّ عن طريق مضغ أوراق النبتة أو تدخينها أو بعد إعداد شراب منها، لكنّ الشائع في استخدامها لدى الشباب اللبناني هو تعاطيها عبر التدخين مثل الحشيشة.


الآثار على المديَين القصير والبعيد

على المدى القصير، يؤدي استخدام هذا المخدّر إلى تشويش النظر ورؤية أضواء قوية وأشكال وألوان غريبة، وشعور بالضياع في ما يتعلّق بالزمان والمكان، بالإضافة إلى الفقدان التام للتوازن والتركيز.

ولهذا المخدّر آثار جسدية سلبية مزعجة مثل الغثيان، الدوخة القوية، فقدان الذاكرة، الضياع، الهلع والخوف.

أما على المدى البعيد فيؤدي استخدام هذا المخدّر إلى ارتفاع نسبة خطر تطوير أمراض عقلية دائمة، مثل ازدواجيّة الشخصية أو الاكتئاب أو القلق، بالإضافة إلى ضرر دائم يُصيب أنظمة أعضاء أخرى مثل الرئتين والكبد والكلى.

ومن آثار تعاطي مادة السالفيا، الصداع، الرعشة، تهيّج الرئتين مع احتمال الإصابة بسرطان الرئة، الأرق، زيادة ضغط الدم والقلق الدائم.

بسبب التأثير المهلوس، قد يؤدي تدخين السالفيا إلى سلوك خطير للغاية بغية الهروب من العوارض التي يعانيها المتعاطي ولا يستطيع احتمالها، مثل أخذ جرعة مفرطة من مادة أخرى أو محاولة الانتحار.

وتشير الأبحاث إلى أنّ المهلوسات الكلاسيكية تعمل جزئيًا على تعطيل الاتصال مؤقتًا بين أنظمة الدماغ الكيميائية والحبل الشوكي. وتتداخل بعض المواد المهلوسة مع عمل السيروتونين الكيميائي في الدماغ، والذي ينظم المزاج، الإدراك الحسي، الشعور بالنعاس، الجوع، درجة حرارة الجسم، السلوك الجنسي والسيطرة على العضلات المعوية.


خطر الموت

قد يؤدي تأثير الهلوسة على المدى القصير إلى خطر الموت في حالة القيادة تحت تأثير المخدّر، أو افتعال مشاكل مؤذية للفرد وللآخرين بسبب تخيّله أمورًا غير موجودة. كما ينبغي أن نشير إلى أنّ التشوّش الذهني المستمر و«الفلاش باك» (العودة بالأحداث إلى وقت تأثير المهلوس) هي من الآثار طويلة الأجل المرتبطة بالسالفيا.

والأخطر من ذلك، هو اجتماع عدد من الشباب لتدخين السالفيا معًا، عندها لن يستطيع أحد مساعدة الآخر على تخطّي آثار الهلوسة التي تختلف من فرد إلى آخر،  وردّات الفعل قد تكون مؤذية لدرجة مأساوية.