معرض

معرض "صُنع في لبنان"
إعداد: د. نزار منصور

يواصل القطاع الصناعي اللبناني مسيرة التحدي مثبتًا تصميمه على تجاوز الصعوبات وقدرته على الابتكار، ومؤكدًا مكانته في الاقتصاد اللبناني الذي أثبتت الظروف والأزمات حاجته الملحّة إلى التوجّه نحو الإنتاج بعد أن اعتمد لعقود على الخدمات.

أهمية هذا القطاع وجودة منتجاته أكّدهما من جديد معرض «الصناعة في لبنان» الذي جمع بين شعارَي «صُنع في لبنان» و«نبض لبنان صناعتو»، إذ عَرض نحو 3000 صناعي منتجاتهم المتنوعة العالية الجودة التي توزّعت على مساحة 14 ألف متر مربع في الفوروم دو بيروت، واستقطبت آلاف الزائرين.

من المنتجات الغذائية والمشروبات، إلى الألبسة الجاهزة والأزياء والمجوهرات والتصاميم والمفروشات والبرمجيات والتكنولوجيا وسواها، أظهرت الصناعة اللبنانية قدرتها على التنوّع والصمود من خلال المعرض الذي نظّمته شركتا Media Trade وWedding Mall بالتعاون مع وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين اللبنانيين من 9 إلى 13 أيار الفائت، وجاءت النتيجة إيجابية ومشجّعة، إذ زار المعرض نحو عشرة آلاف زائر، بمعدل ألف زائر يوميًا، وفق القيّمين عليه، مع العلم أنّ الهدف الأساسي للمعرض هو تعريف المجتمع اللبناني إلى المنتجات الصناعية الحديثة.

 

الجيش شريك منتج

كان لمشاركة الجيش في المعرض والمنتجات التي عرضها أثرٌ فاعلٌ، إذ أدرك الزائرون أنّ الجيش ممثَّلًا باللواء اللوجستي يشارك كصناعي لبناني، وقد أثارت منتجاته الحرفية (لوحات، صوانٍ خشبية، أرائك…) الإعجاب ولاقت إقبالًا كبيرًا من زائري المعرض. ويشير قائد اللواء اللوجستي العميد الركن جوني عقل إلى أنّ للمشاركة في المعرض ثلاثة أهداف: الأول إبراز القدرات الإبداعية للجيش، ولا سيّما أنه يصنع منتجاته من الخُردة، كالأواني والحرفيات. والثاني هو تحويل الجيش إلى قطاع منتج على صعيد الوطن، ووضع خطة استراتيجية طويلة الأمد في هذا المجال، خصوصًا أنّ جميع مصانع اللواء اللوجستي قد حازت على الترخيص الرسمي. وفي هذا السياق، أُعلن عن التحضير لإنشاء مصنع لتدوير النفايات الصلبة الخاصة بالمستشفيات بتمويل أوروبي.

ويبقى الهدف الثالث الذي يصبّ في خانة توطيد العلاقة بين المجتمعَين العسكري والمدني، وقد برزت بأبهى تجلّياتها في المعرض من خلال الإقبال الكبير على جناح الجيش وإعراب الزائرين عن دهشتهم بما رأوه، فاليد القابضة على الزناد هي نفسها التي تجعل من مواد منفّاة تحفًا جميلة.

 

جولة وانطباعات

تبدأ جولتنا في المعرض من زاوية القهوة حيث تعبق الرائحة في المكان موجّهة دعوة مغرية للتذوّق، بينما يشرح لنا العارض أنّ المشاركة أتاحت له فرصة للتعريف بمنتجات جديدة، إضافة إلى تبادل الأفكار مع التجار المختصين في هذا المجال.

من القهوة إلى الشوكولا والسكاكر التي يعرضها أحد ­المصانع في لبنان ويحتل اسمه مساحة واسعة في ذاكرة أجيال، وقد تطوّر ونما وبات يُصدّر  منتجاته إلى العالم. وها هو اليوم يشارك عارضًا الأصناف الجديدة التي ينتجها. في ناحية أخرى، تستوقفنا مشهدية الازدحام أمام برّادات الألبان والأجبان، حيث استمتع الحاضرون بتذوّق أصناف متنوعة.

بعدها نتّجه إلى قطاع شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، إنّه قطاع صناعة الأدوية الذي عرض أصنافًا جديدة، وقدّم للزائرين عيّنات منها.

باختصار كانت الأجواء إيجابية ومشجّعة، وعكست آراء الزائرين الثقة والفخر بالصناعة اللبنانية، والأمل بنموها وتطورها وتوسّع دورها في دعم الاقتصاد اللبناني.

 

شهادات تقدير

أشاد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان بمعرض الصناعة في لبنان، مؤكدًا نجاحه وواعدًا بإعادة إقامته خدمةً للصناعة والصناعيين ولبنان، ومنح المشاركين شهادات تقدير لعطاءاتهم وإسهاماتهم.