- En
- Fr
- عربي
ذكراهم خالدة
بحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون وعدد من الضباط، أقيمت في المستشفى العسكري المركزي مراسم تكريم الرائد الشهيد محمد فرحات. وحضر التكريم ذوو الشهيد وأفراد عائلته وعدد من أبناء بلدته، ثمّ نُقل الجثمان إلى بلدة رشعين - زغرتا حيث أقيم حفل التأبين، إذ شارك قيادةَ الجيش في مراسم التشييع أهالي بلدتَي دير قانون رأس العين - صور ورشعين – زغرتا. وألقى ممثل العماد قائد الجيش كلمة جاء فيها: «ليس غريبًا على شهيدنا أن يسطر صفحات ناصعة من البطولة في سجل المؤسسة العسكرية، وهو ابن بلدة دير قانون رأس العين الجنوبية المعروفة بوطنيتها وولائها لهذه المؤسسة فضلًا عن صمودها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية. لقد عرفناك يا شهيدنا مثالًا في الشجاعة والعطاء، فكنتَ رجل المهمات الصعبة الذي وقف ثابتًا قويًّا أمام جنود العدو الإسرائيلي دفاعًا عن أرضه، وكنت أيضًا النموذج المشرّف في الأخلاق الحسنة والنخوة والنُّبل والمناقبية». وتعبيرًا عن الوحدة الوطنية التي جسّدتها شهادة الرائد فرحات، توجّه ممثل القائد إليه قائلًا: «ها أنت اليوم أصبحت عنوانًا للوحدة الوطنية، يجتمع لتأبينك أبناء وطنك من جنوبه إلى شماله ومن مختلف فئاته، إذ نُودِعُ جثمانك الطاهر في بلدة رشعين العزيزة التي تحتضنك كواحد من أبنائها ريثما تستقر في مسقط رأسك».
طوباك أخي محمّد
طوباك، مزدوج النعمة في شهادة الفداء وعزّ الانتهاء للبقاء، عن الجيش ولبنان، عن الروح والتراب، عن الأرض والسماء، بالاحترام والعرفان ننحني لإسمك، شهيد الوطن، ونغنيك، ما أنبلك.
لقد اقتلعت ذاتك من كنف أهلك وعائلتك وتأبّيت نعيم الحياة لتتصدّى لعدوٍ مجرم سفّاك للدماء لا يأبه بالمقدّسات والمحرمات، فكنت السبّاق بالذّود عن الحدود والحفاظ على كل شبرٍ من وطننا غير آبه بوحشية هذا العدو.
تقدّمت بكل بطولة لمساعدة المواطنين والذّود عنهم، فكنت مع رجالك الشهداء الشرفاء تلقّنهم أمثولات الكرامة والعنفوان، وأصبحت مع رفاق السلاح الشهداء أمثولة العزّة في الحياة.
سبقك النقيب محمّد زغيب شهيدًا واليوم أنت، وغدًا كل حرّ وشجاع يقدّس تراب لبنان، وبينكما كوكبة كبيرة من الرجال العسكريين ضباطًا ورتباء وأفرادًا، بذلوا الدماء المقدسة على أرض الوطن لتمتزج مع دماء شعبهم.
شهادتك هي الفضيلة العظمى لأنك أقدمت عليها بحافزٍ من ذاتك وتحدٍّ جبارٍ للأعداء، لا بإغراء أو نداء.
يومك هو يوم لبنان الأبقى على الدهر، يرسّخ الكيان بالعنفوان ويزيّن التاريخ ببطولات تشغل الإنسان وتهزّ الزمان، بطولات يبتدعها قليلون في الدنيا من أمثالك، ليبقى وطنهم سيدًا حرًا مستقلًا مدى الأزمان.
هنيئًا لك يا أخي محمّد في عليائك، عاش الجيش اللبناني سيد الحمى، يحيا لبنان.
العميد الركن نقولا صفير