- En
- Fr
- عربي
باختصار
صحيح أن خيرة من اللبنانيين انضووا في «فرقة الشرق» التي أنشأها الحلفاء في بلادنا العام 1916 كأحد وجوه النضال الوطني، وشرطهم أن يدوّن على عقود تطوّعهم انهم انخرطوا لتحرير لبنان وحسب.
وصحيح أن أربعين ضابطاً لبنانياً وقّعوا العام 1941 وثيقة شرف ربطوا في مضمونها استئناف مهماتهم العسكرية بالحصول على وعد قاطع من سلطات الانتداب الفرنسي باستقلال وطنهم.
وصحيح أيضاً أنه بدعم من الضباط اللبنانيين تم تشكيل حكومة مؤقتة انضمت اليها مجموعة من الشباب شكّلت ما يشبه الحرس الوطني.
وصحيح أن الجيش والشعب تلاحما في تظاهرات أدت إلى تحقيق استقلال لبنان مع دم شهداء أهرق.
وصحيح أخيراً، أن لبنان يحتفل حكومة وشعباً وجيشاً كل سنة بعيد الاستقلال.
في زمن الإستقلال، أو موسمه إن جاز التعبير، هذا الموسم الذي يمتد سحابة ثلاثة أشهر على الأقل، ينهمك لبنان كله، ولكن من خلال الجيش، بعيد الإستقلال. فهذه سفارة لبنانية تفتقد النشيد الوطني فتجده بعد طلبه من قيادة الجيش؛ وهذه مؤسسة رسمية ترغب برفع علم لبناني على ساريتها فتلقى طلبها، من غير سؤال وبحث، عند قيادة الجيش؛ وتلك بلديات تودّ المشاركة بالإستقلال عبر تزيين قراها وبلداتها بأعلام لبنان مرفقة بأعلام الجيش، فتحصل على ما تريد من الجيش؛ وهذه جامعات ومدارس ومعاهد وغيرها من المؤسسات التربوية والثقافية على امتداد لبنان تبحث عند الجيش عمّن يشرح معاني الإستقلال لروادها، فينبري ضباطه للمهمة؛ وهؤلاء فنانون يريدون التغني بالإستقلال فيتطوّع الجيش منتجاً أعمالهم. حتى أن طرقات لبنان يوم الإستقلال تزهو وحسب بملصقات أعدها الجيش عن الإستقلال.
وغير كل ذلك الكثير الكثير.
كل هذا من غير أن يحيد الجيش، قيد أنملة، عن دوره المقدس في الدفاع عن الحدود بمواجهة العدو الاسرائيلي، والحفاظ على الأمن، ومكافحة الارهاب والتجسّس.
نعم الجيش في كل مكان وزمان، باني الاستقلال وحارسه، نبع الشهداء الذي لا ينضب، ومانح المعنى والهيبة والإكرام لضريح الجندي المجهول.
وإزاء هذه الحقيقة الساطعة لم يجد غير قسمه يرفعه عالياً ملصقاً على امتداد الوطن: «أقسم باللّـه العظيم أن...»