- En
- Fr
- عربي
توعية
تلتهم الحرائق سنوياً مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية والمراعي، مما يؤدي الى تقلّص الرقعة الخضراء تدريجاً في لبنان لتصبح أراضٍ قاحلة ميتة.
وبما أن مسؤولية الحرائق في لبنان لا تنحصر بجهة معينة، بل تتوزّع على الإدارات العامة المختصة والبلديات وعلى كل فرد من المجتمع، قامت وزارة البيئة بإعداد دراسة إحصائية عن حرائق الغابات العام 2008 في لبنان، فتبيّن للباحثين أن نمط انتشار الحريق يتسارع بمعدل 2.3 ضعفاً بعد حوالى الدقيقة 54 لاندلاع الحريق.
ليبقى أخضر
أصدرت وزارة البيئة بياناً صحفياً بعنوان «معاً لإطفاء الحريق قبل الدقيقة الـ54»، إيماناً منها باهتمام كل مواطن بالمحافظة على الثروة الحرجية والحرص الدائم على إبراز أفضل وجه للبنان.
وجاء في البيان أن الحرائق تعدّ من الأخطار الأساسية التي تهدّد الرقعة الخضراء في لبنان أي الغابات التي تشكّل مأوى للحيوانات على اختلاف أنواعها، مما يعطيها دوراً هاماً في صون التنوّع البيولوجي. كما أن هذه الغابات هي مصدر لإنتاج الأوكسيجين (O2) ومصب لامتصاص ثاني أوكسيد الكاربون (CO2) مما يقلّل من حدّة التغيّر المناخي. كذلك، تساهم الغابات في ضبط النظام المائي وتزويد خزانات المياه الجوفية بالمياه.
إضافة الى ذلك، تحمي الغابات التربة من الإنجراف والإنهيارات الأرضية وتعتبر مصدر رزق لأهالي المناطق المجاورة لها.
وبالتالي، فإن تقلّص مساحة الغابات يؤدي الى: تدهور التربة، التصحّر، خلل في الأنظمة الإيكولوجية وتقلّص في التنوّع البيولوجي، ناهيك من الزيادة في حدّة التغيّر المناخي.
وأشار البيان الى أن الغابات كانت تشكّل في الستينيات من القرن الماضي حوالى 35٪ من مساحة لبنان، والعام 2005 أصبحت تشكّل 13.3٪ منها والرقم منذ ذلك الحين في تدنٍ مستمر بحيث التهمت الحرائق حوالى 10.100 هكتاراً من الغابات أي 101 كلم2 في الأعوام بين 2004 الى 2009.
تضافر الجهود
تعتمد عمليات مكافحة الحريق بشكل فعّال على تعاون كل من عناصر الدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي والجيش وموظفي البلديات ومأموري الأحراج والجمعيات الأهلية، فضلاً عن سكان المنطقة نفسها التي يحصل فيها الحريق. هؤلاء المتعاونون هم شركاء أساسيون في تفعيل عمليات مكافحة الحرائق، إضافة الى الوقاية منها وإعادة تأهيل الرقعة المتضررة بعد الحريق.
بعد الحرائق الكارثية التي اندلعت أواخر سنة 2007، زوّدت قوى الأمن الداخلي وزارة البيئة «باقة التعريف الموحّدة للأراضي المحروقة» التي عمّمها رئيس مجلس الوزراء بتعميم حمل الرقم 259/ص تاريخ 1/3/2008 وبدأ العمل بها. وتحتوي هذه البطاقة على معلومات مفيدة ومفصّلة عن الحريق، من بينها مساحة المنطقة المحترقة ومدة اندلاع الحريق.
ولما كان الحريق فعل امتداد وانتشار في المكان، فإن من أهم عناصر التعاون أن يكون الشركاء جميعاً على دراية بنمط توسّع الحريق وتمدّده مع الزمن. لذا، فإنه من المنطقي التفكير بأن هناك ارتباطاً إيجابياً «Positive Correlation» بين المساحة المحترقة والمدة الزمنية للحريق، إذ كلما ازدادت أو قلّت المدة الزمنية لاندلاع الحريق، ازدادت أو تقلّصت مساحة المنطقة المحترقة.
أهمية الوقت
بعد تحليل البيانات لحرائق العام 2008، تمكّنت مصلحة التخطيط والبرمجة في المديرية العامة للبيئة في وزارة البيئة من إيجاد معادلتين رياضيتين تفيدان بأن «مدة الحريق تفسّر لنا مساحة المنطقة المحترقة». وبالتالي، يمكن فصل نمط توسّع الحريق الى مرحلتين:
الأولى تمتد من بدء اندلاع الحريق حتى حوالى الدقيقة 54 لاندلاعه والثانية بعد حوالى الدقيقة الـ54 لاندلاع الحريق، حيث تصبح سرعة انتشاره أكثر بحوالى 2.29 مرة.
لذلك يمكن اعتبار «الدقيقة الـ54» هي نقطة الفصل التي لو استطعنا احتواء الحريق قبلها تقلّصت الخسائر الى الثلث تقريباً.
من هنا، فإن مسؤولية كل مواطن لبناني بيئي صالح، التبليغ عن الحريق فور حدوثه أو رؤيته لتقليص الأضرار.
كما وأنه من مسؤولية كل مواطن بيئي صالح أن يتجنّب السلوكيات التي تسبّب حرائق الغابات كإشعال النار والتقشيش ورمي النفايات في الغابات.