- En
- Fr
- عربي
كلمتي
يطلّ عيد المقاومة والتّحرير هذا العام، والبلاد تطلّ على نموّ واستقرار، خصوصاً مع استعدادها لاستقبال صيف واعد، يلي خروجها من الاستحقاق البلدي والاختياري الجاري.
ويتجدّد العيد سنة بعد سنة، كما أنّه لا يغيب لا في الشّهور والأيّام... ولا في السّاعات أيضاً، ليس لأهميّته أو لدلالته ورمزيّته فحسب، إنّما لارتباطه الدّائم بحاضر الوطن. فإسرائيل، الدّولة العدوّة الّتي ارتفعت في مواجهتها يد المقاومة، فتمّ بذلك التّحرّر من جورها واحتلالها، هي دائمة الحضور في عدوانها والتّعبير عن أطماعها، وهي دائمة الحضور في تنفيذ انتهاكاتها أجوائنا ليل نهار. كما أن التّوقّعات الّتي تتردّد من هنا وهناك حول عمل عسكري أرعن قد تقترفه ضدّ لبنان، لا يدعها تغيب من أيّ حساب من حساباتنا، وإن يكن من المنتظر ألّا يكون ذلك في مصلحتها في أيّ حال من الأحوال.
ويبقى العيد في الأذهان ترسيخاً للثقة في النّفوس، شعباً وجيشاً، في أيّ مواجهة محتملة، وتعزيزاً للقدرة على الصّمود والمواجهة والمقاومة، وهل غاب عن البال ما أعلنه قادة العدوّ في لحظات هزيمتهم واندحارهم وغياب فلولهم عن أرض الوطن العام 2000: «ليس المهمّ من ربح ومن خسر، المهمّ أنّنا وضعنا حدّاً للكابوس الّذي إسمه لبنان».
ونحن نتطلّع في عيد المقاومة إلى الخارج، تماماً كما نتطلّع إلى الدّاخل. فإلى الخارج عين على ذلك العدوّ المتربّص بنا شرّاً عند الحدود وفي كلّ مكان، وإلى الدّاخل عين نتأمّل من خلالها مواطنينا وهم يلتفّون حول جيش بلادهم، يدعمون خطواته، ويتعاونون مع وحداته، ويوكلون إليه أمور مجتمعهم، بخاصّة في ما يتعلّق بأمنهم واستقرارهم. ولم تكن أيّ خطوة لتحيد بالمؤسّسة العسكريّة عن خطوة أخرى، فكلّ ما تكلّف إيّاه هذه المؤسّسة مهمّ وملحّ، ولا يحتمل الانتظار، وله أفضليّته وأسبقيّته، فلا الاهتمام بالشّأن العسكري يلغي الاهتمام بالشّأن المدني، ولا الاهتمام بالشّأن الرّياضي يلغي الشّأن البيئي. وتلك وحداتنا منتشرة هنا وهناك بين الأحياء، وحول القرى، وعلى الطّرقات وعند السّفوح والغابات، ومن أراد البرهان حظي به متى شاء، وتلمّس حقيقته بأمّ العين.
ويجيء تكريم بعض الهيئات الثّقافيّة قائد الجّيش، هذا الشّهر، كأفضل قيادي لمؤسّسة رسميّة العام 2010، ليزيد في تأكيد ذلك، وليعبّر عن شكرٍ وامتنانٍ لقائد المؤسّسة وعناصرها جميعاً، هؤلاء الموزّعين على مساحة الوطن، يزيدون من وسعها، وتزيد هي من عددهم، فلا قيمة الوطن محدودة، ولا إرادة أبنائه تعرف التّعب.