مناسبات

مؤسستا اللواء الركن الحاج والمقدم عاقوري احتفلتا بالأعياد في ضيافة المغاوير

«سوبر بابا نويل» ذلك الذي زار ثكنة المغاوير في رومية بمناسبة الأعياد هابطاً من طوافة حاملاً الهدايا والفرح الى مئات الأطفال من أبناء الشهداء، مخصصاً الأمهات ايضاً بهدايا.
«البابا نويل» المغاوير، كانوا كثراً، كانوا أسخياء وأهدوا ضيوفهم يوماً من الفرح والبهجة في إطار برنامج كانت كل فقرة من فقراته عيدية.

نتنفس حياته والشهادة
بدعم من قيادة الجيش، نظم فوج المغاوير، بالتعاون مع مؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ومؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، حفلاً لمناسبة الأعياد المباركة.
«أردنا أن نكون مع عائلات الشهداء، أولادهم وزوجاتهم، في كل عيد... رغبناها لفتة وفاء لأننا نفهم معاناتهم والجرح البليغ». بهذه الكلمات تصف السيدة لودي فرنسوا الحاج النشاط الذي أقيم في ضيافة فوج المغاوير بالتعاون مع السيدة ليا زوجة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري.
وتضيف: «غايتنا أن تبقى الذكرى حية مع محاولة متواضعة لشفاء الجرح... فشعور الولد بميزة أنه ابن شهيد، هي جزء من شفاء جرحه».
وعن التحضيرات تقول السيدة لودي الحاج: «تعَبنا هو جزء صغير جداً أمام تعب رجالنا في الجيش. زوجة العسكري تعيش كل مراحل حياته الصعبة بل تتنفس حياته العسكرية. أما بالنسبة الى زوجة الشهيد، فهي تتنفس شهادته».

«فرحهم يطمئننا...»
العقيد الركن شامل روكز، قائد فوج المغاوير يوضح أن لجنة شكّلت في الفوج لتعمل بالتعاون مع مؤسستي الشهيدين (اللواء الحاج والمقدم عاقوري) على إنجاح النشاط.  
ويقول: عُني عناصر الفوج بتحضير المكان ليليق باستقبال أولاد شهدائنا الأبرار، وتحضير برنامج يتضمن نشاطات تستهويهم، فرحهم يطمئننا ويهمّنا أن يأتوا دائماً الى القطع العسكرية لكي يشعروا بوجود آبائهم وكأنهم يرعونهم من علٍ، وهذه واجبات كل عسكري.

الاحتفال
أقيم الاحتفال برعاية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة وحضورها الى جانب قائد فوج المغاوير العقيد الركن شامل روكز وعقيلة قائد الجيش السيدة مارلين صفير قهوجي، كما حضرت عقيلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج وعقيلة اللواء الركن الشهيد خليل كنعان وعقيلة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري. وتخلله مراسم تكريم العلم وعرض عسكري وآخر فني شارك في إحيائه كل من الفنانين طوني كيوان، زين العمر ورولا سعد.

كلمات
بعد النشيد الوطني عرض فيلم مقتضب عن فوج المغاوير بعنوان «من نحن»، تضمّن مشاهد من تدريبات الفوج ونشاطاته.
أعقبت الفيلم كلمة مؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ألقتها زوجته لودي الحاج التي قالت: «قدر رجالنا البطولة والشهادة ليبقى لبنان، ونحن زوجات وأبناء الشهداء وأهاليهم، قدرنا متابعة المسيرة من أجل المساهمة في بناء الوطن الذي افتدوه بدمائهم».
وأضافت: «عندما ننشئ مؤسسة على إسم الشهيد فلتخليد ذكراه، والاهتمام بعائلات الشهداء..».
وتوجّهت الى أولاد الشهداء معتبرة أن كلاً منهم يحمل أكبر وسام وطني، وعليهم متابعة المسيرة مؤمنين بالوطن والجيش مبتعدين عن الطائفية، منصرفين الى التحصيل العلمي، ليكونوا فخراً لآبائهم الذين يرعونهم من السماء.
وشكرت السيدة الحاج كل من ساهم في إقامة هذا النشاط بدءاً بالراعي الأول لعائلات الشهداء العماد جان قهوجي وزوجته، كما شكرت قائد فوج المغاوير وزوجة اللواء الركن الشهيد خليل كنعان.
كلمة مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري ألقتها زوجته ليا، التي قالت: «هذا المكان الذي يحتضن رجالاً من خيرة الرجال، ليس مركز عمل عادي. ففيه الشغف والتوق الى صنع المستقبل. في هذا المكان كان لي حبيب، وكان لكم رفيق ومعاً كنتم تصنعون غداً أفضل للوطن».
وخاطبت زوجها: يُخيّل اليّ أنك ما زلت هنا، تركض في الملعب، تجلس وراء مكتبك، بين جنودك... وتوجهت الى نساء أخريات لهن في هذا المكان أو في أماكن أخرى صور وذكريات، لكل منكن أقول: احتضني ذكرياتك بقلبك وروحك، مهما اشتدت عليك الصعاب لا تخافي، فحبيبك يرافقك من عليائه كما يرافقني حبيبي.
وفي الختام حيّت قائد الجيش وشكرت دعمه، كما شكرت كل من ساهم في إنجاز هذا المشروع.
قائد فوج المغاوير وجّه بدوره كلمة، معرباً عن الفرح الكبير بأولاد أعزاء هم أمانة غالية بالنسبة الى الفوج والجيش. وتوجّه الى هؤلاء قائلاً: نحبكم ونريدكم في كل مناسبة سعيدة، ففرحنا لا يكتمل إلا بمشاركتكم... وفي ختام كلمته شكر الجميع.

بابا نويل
مع تحليق الطوافة في أجواء الثكنة أدرك الأولاد أن هداياهم ستهبط مع «بابا نويل» فسادت بينهم أجواء الحماسة والفرح والترقب، فإذ بعدة «بابا نويلات» يهبطون بالحبال لتوزيع الهدايا بمساعدة عناصر من المغاوير. هذا فرِح بدراجته، وذلك بالكومبيوتر، وتلك بالكاميرا، لحظات ملؤها الدهشة والسعادة.
أجواء الفرح اكتملت مع بدء الحفل الفني، زين العمر، طوني كيوان ورولا سعد، تعاقبوا على تقديم أجمل أغانيهم، معايدين الحضور زارعين البهجة في القلوب.

«تبقوا سياج الوطن»
تقدم الفنان زين العمر من المؤسسة العسكرية معايداً وخاطب العسكريين بالقول: «ينعاد عليكم وتبقوا سياج الوطن».
وعبّر عن فرحه بالمشاركة في المناسبة، وقال:
«مناسبات الجيش تعني لي الكثير، أغلى ما أملكه هو صوتي وأنا سعيد بتقديمه للجيش وشهدائه وأولادهم».

تكريم العلم ومشاغل
بعد مراسم تكريم العلم أمام النصب التذكاري لشهداء الفوج قدّم عناصر من الفوج عرضاً عسكرياً ودعوا الأولاد الى المشاغل حيث أتيح للراغبين منهم أن يقلّدوا العسكريين منفّذين جولة المقاتل، والتسلّق والهبوط...
«المغاوير الصغار» كانوا شغوفين بأداء دور المغوار القوي، الشجاع، ولم يكن من السهل إخراجهم من المشاغل عندما حان وقت الغداء.