- En
- Fr
- عربي
موهبة وإرادة
نجم ستار أكاديمي سعد رمضان
من بيت قروي في برجا الشوفية، الى بيت فني أكاديمي ضمن برنامج تلفزيوني، إنطلق الشاب سعد رمضان في عالم الفن، وبلغ حدود الشهرة في مختلف أنحاء الوطن العربي بعد أن وصل الى نهائيات ستار أكاديمي وحلّ ثالثاً في الأكاديمية بعد التصفيات.
سعد البالغ من العمر 21 عاماً، هو إبن المؤهل الأول في الجيش اللبناني محمد رمضان (من عديد اللواء الثاني عشر).
نشأ سعد في كنف عائلة تجمع بين العسكر والفن، وتجربته في الأكاديمية ومشاريعه المستقبلية في هذا اللقاء.
حكم عسكري
استهل سعد حديثه واصفاً الأجواء التي أحاطت به منذ الصغر بالقول: «حكم عسكري، نفّذ ثم اعترض» إلاّ أنه لا يشكو من ذلك بل على العكس فهو يرى أن قسوة والده وصرامته في تربيته وأخوته ساهمتا في إيصاله الى ما هو عليه اليوم ويضيف قائلاً:
«التربية العسكرية هي الأفضل لأنها تصنع الرجال، فلولاها لما واصلت تعليمي خصوصاً وأنني مررت بمرحلة «طيش الشباب» وأردت التخلّي عن الدراسة، لكن والدي تابعني وأرشدني ووضعني على السكة الصحيحة عدة مرات ولم أجدني إلاّ وقد تخرّجت من المدرسة والتحقت بكلية إدارة الفنادق وأصبحت في السنة الثالثة. ويستطرد قائلاً:
«أردت الدخول الى المدرسة الحربية كضابط موسيقي إلاّ أن الظروف عاكستني لسوء الحظ».
• هل شجّعك أهلك على الدخول الى ستار أكاديمي؟
- عندما فاتحتهم بالموضوع طلب مني والدي إنهاء دراستي الجامعية أولاً، ومن ثم الإلتفات الى عالم الفن والغناء. لكنني عندما نجحت لم يصدّق أنني أستطيع القيام بذلك حتى رآني على شاشة التلفزيون. أما والدتي فقد نمّت فيّ حب الفن، وحرصت أن أتعلّم ومنذ صغري العزف على آلة موسيقية اخترتها بنفسي (البيانو) وذلك لمدة 10 سنوات. ووالدتي خرّيجة ستديو الفن (1988) عن الفئة الطربية، وهي اليوم معلّمة موسيقى وتغني في حفلات ثقافية خاصة. وقد شجعتني كثيراً على خوض هذه التجربة لأنها تعرف قدراتي الفنية وتعلم ما يقدّمه عالم الفن من سعادة وشهرة وثقة بالنفس، وقد تمنّت أن أحقّق طموحاتي في هذا المجال من خلال برنامج ستار أكاديمي.
تجربة حياة
يصف سعد تجربة ستار أكاديمي بالرائعة و«كتير حلوة» إنها تجربة حياة بكل معنى الكلمة فهي علّمته العيش مع أناس غرباء عنه وتقبّل اختلافاتهم والتأقلم مع التغييرات وأنماط الحياة الجديدة، والتعرّف في الوقت ذاته على لغات وعادات وثقافات جديدة؛ ويختصر كل ذلك بالقول: خلال مدة 4 أشهر يتعلم الإنسان ما لن يتعلّمه طوال حياة كاملة!
في الأكاديمية، اجتهد سعد وعمل بكد فكان قبلة أنظار الجميع وقد ترجم هذا الجهد والمثابرة باحتلاله المركز الأول لأفضل أداء مرتين، في الأولى كوفئ بالسفر الى موسكو 4 أيام لدى أصدقائه، وفي الثانية نال منحة دراسية لمدة ثلاث سنوات لدراسة الموسيقى في جامعة الروح القدس. كما تميّز سعد بعلاقاته الجيدة مع رفاقه وأساتذته في الأكاديمية ما خوّله الحصول على مركز «صديق الأسبوع» ثلاث مرات وبالتالي دعوة 500 شخص من أهل بلدته برجا لحضور حفلة «البرايم» الأخير التي عمّت أصداؤها أرجاء الوطن العربي كله، كما استحق فرصة الذهاب مع تسعة من أصدقائه لزيارة بلدته والتعريف بها.
الى ذلك، أطلق أستاذ الرياضة في الأكاديمية مسابقة رياضية لمدة 3 أيام تضمّنت تدريبات عسكرية حضّرت خصيصاً لسعد (بما أن والده عنصر في الجيش) واشترك فيها شباب الأكاديمية وحصل في نهايتها سعد على «كأس أقوى رجل» وقميص كتب عليه «صخرة برجا».
• حدّثنا عن أسعد الأوقات في هذه التجربة...
- فرحتي الكبرى كانت عندما وقفت على خشبة المسرح بانتظار زميلتي شهيناز عبدالله لأداء أغنية لمحمد عبد الوهاب «يا مسافر وحدك»، وإذا بي أفاجأ بصوت أمي ومن ثم ظهورها قربي على المسرح، فلم يسَع قلبي الفرح الذي شعرت به. وأكملنا الأغنية سوياً، كانت سعادة لا توصف.
وقد بكيت خلال إقامتي في الأكاديمية فرحاً أكثر من مرة. المرة الأولى كانت في الحفلة الافتتاحية للبرنامج حين وقف الجمهور وصوّبت الكاميرات نحونا وشعرت بحلمي يتحقّق، فدمعت عيناي تأثّراً تحت القناع الذي أخفى وجوهنا يومها.
والمرة الثانية كانت حين شاهدت ريبورتاجاً عن استعداد أهالي بلدتي برجا وفرحهم بالتوجّّه الى حفلة «البرايم» لمشاهدتي وتشجيعي.
ما بعد الأكاديمية
عن مشاريع ما بعد الأكاديمية يقول سعد:
- «كانت أولى حفلاتي بعد الخروج من الأكاديمية في المهرجان الذي أقيم في وسط بيروت لمناسبة انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودعاني اليه الفنان العالمي «مساري Masari»، وقد اختارني بعد أن غنينا معاً خلال أحد «البرايمات» في الأكاديمية. شكّلت هذه الحفلة محطة جديدة في حياتي لأنني كنت وللمرة الأولى مغنياً مستقلاً وليس تلميذاً ضمن مجموعة من التلاميذ. فكأنني متخرّج دخل الحياة العملية للمرة الأولى، فإضافة الى التوتر والرهبة والمسؤولية شعرت بالحرية والفرح العارم.
وعن خطواته التالية أخبرنا الفنان رمضان أنه وقّع عقد عمل لمدة 7 سنوات مع الشركة الفنية التابعة للأكاديمية. وشرح أنه من المتوقّع أن يحضّر أغنيتين ويصوّر إحداهما على طريقة «الڤيديو كليب» بعد أن يذهب في جولة الى البلاد العربية مع ستة من زملائه الرابحين في الأكاديمية لمدة شهرين ونصف يحيون خلالها حفلات في هذه البلدان.
وفي نهاية حديثه وجّه الفنان الصاعد سعد رمضان كلمة الى الجيش «فليحمه الله، ليبقى سداً منيعاً أمام التحديات كافة».