- En
- Fr
- عربي
الواجب خلف الحدود
ممتعـة الخدمـة في لبنـــان... ورؤية البحر والثلج
القوات الإسبانية:«مرحبا وأهلاً وسهلاً»
واصلنا جولتنا على قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.
هذه المرة كانت زيارتنا تشمل مقر القوات الإسبانية في بلدة إبل السقي الجنوبية، حيث تنتشر قواعد لكل من القوات الهندية والماليزية والإندونيسية والنيبالية.
لدى وصولنا الى المقر، استقبلنا عدد من الجنود الإسبان، أحدهم رحّب بنا باللغة العربية، قائلاً: «مرحبا، أهلاً وسهلاً»، وبعد التفتيش، توجّهنا الى قاعة في مقر الكتيبة الإسبانية حيث اجتمع ممثلون عن الدول الأربع، وكان كل منهم قد حضّر ملخصاً عن كتيبته بهدف تعريفنا الى مهامها ونشاطاتها.
الكتيبة الماليزية:مهام حراسة ومساندة
وقفتنا الاولى كانت مع الرائد محمد حاريس من القوات الماليزية الذي أخبرنا بداية أن وحدة بلاده تتألف من 43 ضابطاً و317 جندياً من مختلف الرتب، معظمهم من القوات الخاصة (البحرية - الجوية - المشاة)، وصلوا الى جنوب لبنان ضمن فريقين: الأول في 2 كانون الثاني 2007 والثاني في 22 من الشهر نفسه.
إنها المرة الأولى التي يشارك فيها الماليزيون بمهمة في لبنان لكنهم سبق أن شاركوا في الكونغو وفي البوسنة، وكوسوفو والصومال.
على شاشة الحاسوب الموضوع أمامنا، كان الرائد حاريس يعرض لنا صور النشاطات والمهام التي قام بها جنود كتيبته، شارحاً بالتفصيل كل واحدة منها. فمهمة القوات الماليزية ترتكز على تأمين الحراسة للمخيم، ويتمّ ذلك عبر برج المراقبة الخاص بهم. ليس لهم قطاع انتشار يتولونه وحدهم، فهم يساندون القوات الأخرى على إتمام مهامها، وهم يشغلون قاعدة في كوكبا شبيهة بالقاعدة في إبل السقي. مثلاً حالياً، يساعدون القوات الهندية في الدوريات ونقاط المراقبة ضمن منطقة برغز.
مع عرض صور للقادة العسكريين الماليزيين مع القادة العسكريين اللبنانيين، تحدّث الرائد حاريس عن العلاقات مع الجيش اللبناني، إذ إنها تتم عبر الكتيبة الهندية، وتقوم على زيارات متبادلة بين الطرفين.
في ما خص النشاطات التي يمارسها الجنود في أوقات الفراغ، قال حاريس: يمارسون الرياضة داخل المركز، يتصلون بعائلاتهم عبر الانترنت مرة في الأسبوع، ومجاناً عبر الهاتف لمدة 3 دقائق مرة كل أسبوعين...
وفي الختام عبّر الرائد حاريس عن شعور شخصي مستعيناً باللغة الفصحى التي تعلمها في بلاده، فقال «أنا أحب اللبنانيين».
الكتيبة النيبالية: من دواعي سرورنا رؤية البحر في لبنان!
النقيب براكاش هابا من القوات النيبالية، أحب أن يعرفنا أولاً ببلاده قال: «النيبال بلد صغير يقع في قارة آسيا، بين الهند والصين»، مضيفاً، وقد علت وجهه ابتسامة لطيفة، «وبما أنه ليس لدينا بحر في النيبال، فمن دواعي سرورنا رؤية البحر في لبنان».
بالعودة الى الموضوع، حدد النقيب هابا القطاع المسؤولة عنه الكتيبة النيبالية، ويشمل مناطق: حولا وميس الجبل وبليدا وعيترون، مصرحاً أنه سبق أن كانت لهم مهام مماثلة في الكونغو، وهاييتي والعراق، ويوغوسلافيا، وسيراليون، وبروندي، وتيمور الشرقية، وسيشاركون في قوات حفظ السلام في السودان.
يبلغ عدد الكتيبة النيبالية في لبنان 850 جندياً موزعين ضمن فرق تنتشر في القطاع الشرقي. وتساند الجيش اللبناني في تعزيز انتشاره على طول الخط الأزرق. ومن نشاطاتهم ذات الطابع المدني: تنظيم دورات لتعليم الكومبيوتر للمدنيين اللبنانيين، إقامة حدود الطريق في حولا لمنع حوادث السير، احتفالات في مناسبات مختلفة ومباريات في الفنون القتالية في حولا وميس الجبل. الى ذلك تقدم الوحدة الخدمات الطبية للمدنيين وفق حاجاتهم.
وفي كلمة أخيرة يقول النقيب هابا: العمل ضمن قوات حفظ السلام في لبنان شرف لنا، وهذه تجربة فريدة من نوعها، لم يسبق أن شاركنا في واحدة مثلها، نحن ننتمي الى حضارة شرقية وثمة نوع من التقارب بيننا وبين اللبنانيين.
الكتيبة الهندية:يوغا وخدمات طبية ثابتة وجوّالة
وحان دوره، فسلّم علينا معرّفاً باسمه، «الرائد سوميت شارما من الكتيبة الهندية». جلس أمام الحاسوب، كما فعل قادة الكتائب الأخرى من قبله، ليقدم لنا عرضاً مصوراً لأبرز المهام والنشاطات التي اضطلعت بها كتيبته.
في البداية، قدّم لنا نبذة عن الكتيبة الهندية التي وصلت الى لبنان في كانون الأول 2006، وهي تضم 850 جندياً ينتشرون في القطاع الشرقي، (شبعا ضمناً)، بهدف حفظ السلام في المنطقة.
سبق للهند أن شاركت في القوات الدولية في عدة بلدان منها: أثيوبيا، كونغو، إستونيا، إريتريا، السودان. والكتيبة العاملة حالياً في اليونيفيل شاركت سابقاً في عدد من العمليات في قناة السويس وفلسطين... وتقوم هذه الكتيبة بالعديد من النشاطات في لبنان، وخصوصاً في المنطقة التي تنتشر فيها. فهي تنظم دورات لتعليم الكومبيوتر واللغة الإنكليزية، ومخيمات يوغا تبعاً للطريقة الهندية، وحملات توعية من خطر الألغام. كما تنشئ يومياً مخيمات طبية تضم طاقماً طبياً مؤلفاً من طبيب وممرضة وستة مساعدين طبيين وطبيب أسنان و3 معاونين. هؤلاء يقدمون خدمات طبية للمواطنين في مناطق جنوبية وفقاً لبرنامج محدد.
الى ذلك أقامت الكتيبة الهندية مستشفى ثابتاً ضمن المنطقة، فيه أطباء متخصصين في مختلف المجالات. المستشفى يقدم خدماته للمواطنين ولعكسريي اليونيفيل العاملين في الكتائب الأخرى.
في ما خص العلاقات مع الجيش اللبناني، يقول الرائد شارما، إنها ممتازة، فهم يشتركون في الدوريات، ليلاً ونهاراً، ويتم التنسيق بينهم على مستوى تقني عالٍ. وإذا لاحظوا أي تحرك غير طبيعي، يبلغون الجيش اللبناني فوراً ليقوم بما يلزم. الى ذلك ثمة مباريات رياضية تجري من وقت الى آخر وهي بدورها تساهم في تعزيز العلاقة بين الطرفين.
• بين لبنان والهند مسافات وبحور... فماذا عن الشعور بالغربة والحنين الى الوطن والأهل؟
- التكنولوجيا تقرّب المسافات وتخفف من وطأة الشعور بالبعد، يقول الرائد شارما، ويضيف: هل تعلمون أن ثمة تقارباً بين اللغة العربية واللغة الهندية؟ إذا هناك أكثر من 300 كلمة متشابهة مثلاً: شكراً هي بالهندية شكرياً...
وقبل أن نودّعه يقول: «الشعب اللبناني ودود ومضياف وتجربتي في بلدكم أمر ممتع، لقد تعرفت الى أناس من مختلف القارات والى حضارات ولغات عديدة «وهذا أمر أحبه جداً...».
الكتيبة الأندونيسية:اختبرنا البرد ومتعة التزلج...
إحتفلت قوات حفظ السلام الإندونيسية هذا العام باليوبيل الذهبي لمضي خمسين عاماً على مشاركة بلادها في عمليات حفظ السلام في العالم.
المشاركة الأولى كانت في مصر في العام 1957 تلاها محطات في إفريقيا، البوسنة، الكونغو، وأخيراً في لبنان حيث التحقت بقوات اليونيفيل في تشرين الثاني من العام 2006.
يحتل الأطفال أولوية خاصة في لائحة إهتمامات القوة الإندونيسية وذلك كما أكد لنا المسـؤول الإعلامي الإندونيسي الرائد كوسوما، الذي أشار الى أن عناصـــر القوة يسعون الى خدمة الأطفال في لبنان عبر وسائل مختلفة من بينها سيارة «Smart Car» التي تجوب القرى الجنوبية لتوزيع الكتب والألعاب التثقيفية على الأولاد.
وأضاف: تندرج المساعدات الإجتماعية والإنسانية في صلب مهام القوة الإندونيسية. وأشار في هذا الإطار الى البرنامج الطبي المعتمد لديهم، والذي يتولى بمقتضاه فريق مؤلف من طبيب ومساعد وعدد من الممرضين زيارة مناطق جنوبية وإجراء المعاينات الطبية للمرضى المدنيين.
من جهة أخرى تحدث الرائد كوسوما عن دور القوة الإندونيسية في عملية حفظ السلام فأوضح أنها تقوم بعمليات مراقبة ودوريات نهارية وليلية ضمن قطاع مسؤوليتها، كما تشارك بشكل فعال في عمليات الكشف عن الألغام، لافتاً الى التنسيق الدائم مع الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701.
في سؤال عن الإختلاف في العادات بين إندونيسيا ولبنان أجاب الرائد كوسوما أن الإختلاف البارز يكمن في الطعام والمناخ وليس في السلوك أو طريقة التعاطي مع الآخرين. وأشار الى أن الشعب اللبناني ودود ومضياف ومن السهل التعامل معه خصوصاً وأن بعض الجنود الإندونيسيين يتكلمون اللغة العربية. وأضاف: شهدنا في لبنان عدة تجارب فقد صادف وصولنا في فصل الشتاء واختبرنا البرد لأول مرة، لكننا تأقلمنا مع الوضع، وقد أحببنا بشكل خاص منتجع التزلج لأننا لا نملك مثله في إندونيسيا وهو تجربة رائعة.
وتابع: في الواقع جميع ما اختبرناه في لبنان رائع للغاية من الطعام الذي يختلف كلياً عن الطعام الإندونيسي ذي المذاق الحار، الى المناطق السياحية التي قمنا بزيارتها من صيدا الى طرابلس فجبيل القديمة وفاريا ومغارة جعيتا الرائعة الجمال!
في الختام تحدث الرائد كوسوما عن التسهيلات التي تقدمها القوة الإندونيسية لعناصرها، فأشار الى إمكان الإتصال الدائم مع عائلاتهم عبر الإنترنت موضحاً أنه عند الضرورة يسمح للعسكريين بالسفر الى إندونيسيا والعودة الى لبنان. كما لفت الى النشاطات الرياضية التي يمارسها عناصر القوة في أوقات فراغهم داخل القاعدة أو ضمن مباريات تجمعهم مع الرفاق في اليونيفيل، معتبراً أن هذه النشاطات ترفع من الروح المعنوية للعسكريين وتساعد في بناء علاقات ودية بين عناصر القوات الدولية.
تصوير: راشيل تابت