- En
- Fr
- عربي
الصراع في مسرحة الطبيعي
الانتفاضة الجارية حالياً في فلسطين ضد الاحتلال الاسرائيلي سلطت الأضواء على حقيقة النزاع في المنطقة وأظهرت جوهره، وهو صراع عربي اسرائيلي على فلسطين يتمثل بنزاع فلسطيني اسرائيلي داخل الأراضي الفلسطنية.
بدأت الانتفاضة في الأراضي المحتلة 1967 حيث قمعت القوات الاسرائيلية بوحشية بالغة التظاهرات الشعبية الفلسطينية ووجهت إرهابها نحو الأطفال، وبدت صورة الطفل محمد جمال الدرة مثلاً على إرهاب الدولة المنظم في اسرائيل. ثم امتدت الانتفاضة إلى الأراضي المحتلة عام 1948 عندما فوجئ السكان العرب بهجوم المستوطنين من القرى المجاورة على القرى العربية وإقدام بعض الصهانية على تدمير وإحراق محلات تجارية عربية في حيفا وعكا ثم قمع المتظاهرين في الناصرة وأم الفحم وغيرها.
اسرائيل أقامت الدنيا ولم تقعدها. استنفرت اعلامها ونفوذها السياسي والاقتصادي والمالي وكل علاقاتها وبدت خائفة مما يجري، ومصدر خوفها ان الصراع يعود إلى حقيقته وعلى مسرحه الطبيعي وحيث يجب أن يكون. اعتادت اسرائيل أن تنقل المعارك إلى أراضي العرب وبين اطراف عرب وهي تتفرج وتصب النار على الزيت وتذكي الفتنة، أما اليوم فها هي بمواجهة الحقيقة، فإلى أين المفر؟ أية تسوية لما يجري سوف تتناول حتماً التطرق إلى لب المشكلة: الشعب الفلسطيني وحقوقه. الرد العربي بتأييد الانتفاضة يجب أن يكون هو منع الفتنة من الاشتعال في أي بلد، ذلك ان أي فتنة من شأنها إراحة اسرائيل وإنهاء الانتفاضة وانحراف النزع عن حقيقته.
اسرائيل تطرح عودة الأمن ووقف العنف، والإعلام العالمي يردد طروحاتها، لكنها لم تسأل نفسها لماذا اختل الأمن ولماذا حصل العنف. لم تتطرق إلى لبسبب السياسي للإنتفاضة، ولم تعرض حلاً سياسياً إنما عرضت حلاً أمنياً أي القمع والإخضاع.
بعد عودة الصراع إلى مسرحه الطبيعي يجب أن تكون الحلول سياسية عادلة وشاملة ودائمة.