- En
- Fr
- عربي
جيشنا
لا تحيدوا عن روحيّة القَسم الذي أدّيتموه
احتفلت كلّية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بتخريج ضباط دورة قائد كتيبة السابعة والأربعين في حضور قائد الكلّية العميد الركن الطيّار بسام ياسين ممثّلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، والضباط المدرّبين وضباط ملاك الكلّية.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ تُليت النتائج النهائية للدورة، وأسماء لائحة الشرف، وتهنئة طليع الدورة الرائد رشاد بو كروم.
بعد تسليم الشهادات للضباط المتخرّجين، جرى تبادل الدروع بين قائد الكلّية وطليع الدورة، ثم ألقى العميد الركن الطيّار ياسين كلمة استهلّها قائلًا:
بكلّ فخر واعتزاز، تخرّج اليوم كلّية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، دفعة جديدة من دورات قائد كتيبة... لا شكّ في أنّكم اليوم وبعد متابعتكم دورة قائد كتيبة، بمناهجها الشاملة والمكثّفة، وأعبائها ونشاطاتها المختلفة التي تحتاج من الضباط تكريسًا تامًا للوقت والجهد والتفكير، تدركون جيدًا أنّ ممارسة القيادة ليست بالأمر البسيط والمتيسّر للجميع، بل دونها الكثير من الصفات القيادية، الكفيلة بجعل الضابط أكثر قدرة على التكيّف مع تبدّل الظروف وتنوّع العمليات التكتيّة، والتحكّم بمنظومات القيادة والسيطرة، وبالتالي أكثر قدرة على مواجهة مختلف المعضلات والاحتمالات في الميدان، وعلى صنع القرار وتنفيذه في الوقت المناسب.
وأضاف: إنّ القرار غير المبني على قاعدة علمية صلبة، ورؤية واضحة ودقيقة، غالبًا ما يؤدي إلى نتائج وخيمة، أمّا القرار الشجاع السليم، فهو الوسيلة الأولى لتحقيق النصر في المعركة، والحفاظ على سلامة القوى، والتقليل من الخسائر البشرية والمادية إلى أبعد حدّ ممكن.
إنّ دورة قائد كتيبة هي بمنزلة جسر إلزامي للعبور من شخصيّة الضباط المنفّذ إلى شخصيّة القائد المخطط، وهي أيضًا محطة أساسية في رحلة لم تنته بعد، استكمالًا لمسيرة تطوير الذات وإعدادها لتبوّء مسؤوليات أعلى وأشمل ضمن مؤسستكم.
وانطلاقًا من قول مأثور مفاده: «إنّ المرء يشيخ عندما يتوقّف عن التقدّم والتطوّر»، أدعوكم وأنتم تغادرون أبواب الكلّية أن تلتفتوا إليها بنظرة امتنان، وأن تعدوها، بل تعدوا أنفسكم بالعودة إلى قاعاتها ثانية لمتابعة دورة الأركان، لأنّ مسيرة العلم في الجيش مسلسل من الاجتهاد المستمرّ، سعيًا إلى بلوغ قمة المعرفة، التي قد ندنو منها أكثر، ولكن أنّى لنا إدراكها...
وختم قائلًا: باسم العماد قائد الجيش أتوجّه إليكم بالتهنئة وأوصيكم وأنتم تغادرون مقاعد الدراسة، أن لا تحيدوا عن روحية القسم الذي أديتموه حين تقلّدتم سيوف الحق، فذلك هو الطريق الوحيد لصون وطننا، وإنقاذه من الأخطار التي تهدّده بين الحين والآخر...