- En
- Fr
- عربي
عبارة
ليس لأيّ قوّة أن تتمكّن من عدوّها، من دون أن تستعلم عنه، وتتحقّق من أماكن وجوده، ونقاط تمركزه ومكامن قوّته. كما أنّه ليس لها أن تتّقي خطره، وتردّ اعتداءاته، وتحمي بلادها منه، من دون أن تقف على ما يكفي من تفاصيل استعداداته ومخطّطاته ونواياه، وصولاً إلى النقاط التي يحاول التسلّل منها، والتوقيتات التي يميل إلى التحرك خلالها. هذا ما تدأب وحداتنا العسكرية عليه في مواجهتها الخطر الإرهابي، هذا الخطر الذي يقوم على مجموعات سرّية، في مرّة تظهر وفي مرّة تختفي، وفي مرّة تعلن، وفي مرّة تترك الأمر للافتراض والتخمين.
والإرهاب هنا هو كالغبار الدائم، يجب أن نرفع مظلّتنا الواقية في وجهه، سواء هبّ أو هدأ. فقد يهبّ في أي لحظة، وقد يهدأ لفترة وجيزة، ليعود بعدها إلى الهبوب. وما هدوؤه في بعض الأحيان إلاّ تحضير لإجرام جديد، وفي اتّجاه جديد. ولا ينفع على الإطلاق أن نرفع المظلّة في وجهه بعد أن ينطلق ويتفشّى، في وقت يتوزّع المواطنون على كلّ مكان من وطنهم المستهدف، وتقوم مؤسساتهم، العامة منها والخاصة، فوق كل حبّة من ترابهم الوطني، وبذلك، فإنّ أذى مهيأ لأن يصيبهم، إذا نجح مرتكبوه في إطلاقه، وكلّ إخلال قد ينال منهم، وهم موعودون دائمًا من جيشهم بالأمان والاستقرار.
أمّا القيادة، فإنّها تؤكّد باستمرار، بالقول المختصر، والعمل المكثّف الوفير، إنّ وحداتها سوف تواصل تنفيذ عملياتها الاستباقية لشلّ قدرات التنظيمات الإرهابية عند الحدود الشرقية، وتفكيك بنيتها، من دون أن يشغلها ذلك عن المهمّات الداخلية المعروفة، ومن دون أن يحول بينها وبين جهوزيتها الدائمة عند الحدود الجنوبية، في مواجهة الخطر الإسرائيلي، وهي في الوقت نفسه، تطلب الاستمرار في اليقظة والاستعداد المعتادين لدى جنودها، تحسّبًا لأي ظرف طارئ أو استحقاق منتظر.