- En
- Fr
- عربي
ملف العدد
أرشيف صدام سيجعل من روسيا الغريم الأول للولايات المتحدة حول مستقبل العراق
بانتظار حل لغز سقوط بغداد, واختفاء القيادة العراقية كلها دفعة واحدة من مسرح العمليات وعلى رأسها صدام حسين, ربما لا لشيء إلا لإشباع الفضول الشعبي لجهة معرفة نهاية نظام, يسعى الشعب العراقي على وجه الخصوص والمنطقة العربية عموماً للقيام من حالة الذهول والصدمة, لاستئناف مسيرة الحياة سيما أن الجميع متفق ولا سيما الغالبية العظمى من الشعب العراقي تنظر لجيوش الولايات المتحدة وبريطانيا على أنها قوات احتلال يجب رحيلها, أو طردها. وقد عبّرت عن هذا الاتجاه تحركات سياسية وتظاهرات, وحتى بعض الأعمال العسكرية غير المتبلورة حتى الآن من خلال هجمات متفرقة تعرض لها الجنود الغزاة, إن في بغداد أو نواحي البصرة, أو تكريت وغيرها.
من بين النهرين الى ما بين النارين!
لعل السرعة في رد الفعل للقيام بعمليات عسكرية ضد القوات الأميركية على وجه الخصوص يعود لأسباب عدة, أولها المشهد السياسي القاتم الذي قد يؤدي الى تحول بلاد ما بين النهرين الى بلاد ما بين النارين قبل الوصول الى نهاية النفق والعودة الى الضوء مجدداً.
السبب الثاني, ترسخ المفهوم الشعبي العام أن واحداً من أهداف الحرب كان تدمير الذاكرة العراقية بما تختزنه المتاحف في كل مدينة وبلدة عراقية, إن كان حرقاً أو سرقة أو تلفاً, لتصبح بلاد الحضارات وسلّة الخيرات مجرد بلاد بلا تاريخ ومسلوبة الخيرات.
من هنا قامت الضجة العالمية بعد نهب متاحف العراق رغم أن القطع الموجودة فيها مسجلة على أشرطة وأقراص مدمجة, لكن القطع الأصلية والمهمة اختفت وألصق الأمر بتجار الآثار, رغم معرفة الجميع أن القوات الأميركية هي أول من دخلت الى المتاحف والقصور, ومن ثم اللصوص الذين كانوا يوصون بضرورة إحراق ما تبقى بعد انتهاء عمليات النهب, وخصوصاً المكتبات النفيسة والكنوز الإنسانية, تماماً كما فعل التتار حين ألقوا نفائس مكتبة بغداد في نهر دجلة الذي أصبحت مياهه سوداء من الحبر.
والواضح أن الولايات المتحدة تريد من العراقيين أن يقطعوا أي صلة مع تاريخ بلادهم وجغرافيتها, وتراثها الممتد الى 9 آلاف سنة, على أن يكتب التاريخ الجديد من الغزوة الأميركية واستعادة ˜الديموقراطية المفقودة في بلاد الرافدين.
السبب الثالث, وقد بدأت الولايات المتحدة المباشرة به فور وضع يدها, وهو أحد السببين الرئيسيين غير المعلنين في الحرب على العراق, وهو اقتصادي بحت وله جوانب عدة:
أ- السيطرة على النفط وقد حدث الأمر.
ب- إعادة بناء المنشآت العراقية عبر الشركات الأميركية وإعطاء فتات لبعض الدول المؤيدة للولايات المتحدة.
السبب الرابع, عدم الوثوق في الوعود الأميركية حول فترة البقاء في العراق, لأن فترة الشهور الـ18 التي كانت أعلنت قبل بداية الحرب تبددت, وأصبحت ثلاثين ثم لم يعد هناك فترة زمنية محددة, وبات اليقين أن الولايات المتحدة ستبقى في المنطقة الى الأبد إذا لم تجابه وتجبر على المغادرة, لأنها ستبدأ بعد فترة بإقامة قواعد عسكرية تضمن لها حكماً موالياً بصورة دائمة يمكن استخدامه لتهديد أي بلد مجاور يتمرد على الطغيان الأميركي وبالأخص سوريا وإيران.
السبب الخامس, سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة من بوابة العراق ومحاولة فرض نظم سياسية على الدول المجاورة لإسرائيل, أو شروط سياسية على النظم القائمة بحيث لا تتعرقل الخطة الأميركية بحل مسألة الصراع العربي الإسرائيلي لصالح الدولة العبرية وضمان أمنها على قاعدة ˜خريطة الطريق.
إرادة القوة
لا يفسر هبوط الرئيس الأميركي جورج بوش على متن حاملة الطائرات الأضخم إبراهام لنكولن بثياب عسكرية في أحدث طائرة التي تحمل اسم ˜فايكنغ 1Œ, وهي آخر ما توصلت إليه التقنيات الأميركية, إلا استعراضاً للقوّة والإستناد عليها في حل القضايا التي تواجه السياسة الأميركية, وهو ما فسّر بأنه رسالة الى العالم أجمع فحواها أن القوة وحدها ما ستلجأ إليها أميركا لفرض ما تريد إذا لم تنصع الإرادات الى إرادة القوة. والاعتزاز الأميركي بسياسة القوة من دون النظر الى تاريخ المنطقة سيؤدي الى كارثة بالولايات المتحدة, وهو ما جعلها تعود الى سياسة الحوار مع سوريا ولبنان رغم القول أن على الجميع النظر الى التغيرات بعدما حل بالعراق الدمار.
ورغم مرور نحو شهر على سقوط بغداد والسيطرة على العراق, فإن الشعار الذي رفع لشن الحرب وهو البحث عن أسلحة الدمار الشامل, لم تتمكن الولايات المتحدة من العثور على ملغرام واحد رغم الإعتقالات التي طالت كبار علماء العراق الاختصاصيين في هذا المجال والمسؤولين العسكريين ورجال الاستخبارات إضافة الى قادة كبار من السياسيين.
وعليه فإن الاعلانات الأميركية المتتالية بدأت تغيب عن التصريحات وخصوصاً أسلحة الدمار الشامل, لتنتقل الى القول أن المدة التي يستغرقها وجود القوات الأميركية في العراق غير معروفة قبل تأمين أوضاعه, تماماً كما قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي وصف الوضع في العراق بعد زيارته له بأنه متسيّب وخطير.
وبالفعل فإن الوضع متسيّب وخطير, ولذلك بدأت الولايات المتحدة استدراج العديد من الدول للمشاركة في قوات حفظ السلام, كي يكونوا الواجهة في أي عمليات يمكن أن تستهدف القوات الأجنبية بعد المجازر التي ارتكبتها القوات الأميركية في الموصل والفلوجة, وذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى مما زاد حالة الكراهية للأميركيين.
وزد على ذلك, فإن أي سلطة لم تر النور بعد في العراق, والحكومة الموعودة لن تولد قبل أشهر وستكون على ما يبدو خاضعة للمندوبين الذين عيّنتهم الولايات المتحدة كمسؤولين, في أعقاب قيامها بتقسيم العراق الى 3 مقاطعات, أو مناطق إدارية (عسكرية) تعمل جميعها تحت امرة قائد القوات في الحرب الجنرال تومي فرانكس, ولا يتوقع أن يشهد العراق أي إدارة فعلية قبل شهرين, وبالتالي فإن الاستقرار الموعود لا يزال مؤجلاً.
تداعيات الحرب
أولى تداعيات الحرب على العراق هو اهتزاز الثقة الدولية بالمستقبل بعد الفوضى التي انتشرت في العلاقات الدولية, ما يمكن أن يحوّل النظام العالمي الى عالم بلا قوانين يشبه الى حد بعيد غابة يباح فيها كل شيء للأقوى.
وأدى اهتزاز هذه الثقة الى تراجع في حركة التجارة العالمية والاستثمار والسياحة والنقل مع ارتفاع أسعار التأمين والنفط, فضلاً عن ازدياد معدلات البطالة ما يمكن أن يؤدي الى توترات اجتماعية في العديد من الدول. ومن ضمن هذه الدول الولايات المتحدة نفسها التي تقول بعض التقارير أن هناك خسارة نحو 470 ألف فرصة عمل خلال شهرين.
كما أن الصفقات التي وزعتها الإدارة الأميركية على الشركات الأميركية بدأت تهدد أنظمة التجارة العالمية, خصوصاً أن العقود التي وزعت على شركات أميركية بمئات ملايين الدولارات, معروفة بعلاقاتها مع الإدارة الأميركية وأجهزتها الإستخباراتية, تثير احتجاجات في العالم أجمع نتيجة خرق "السيادة" التي يرتكز عليها النظام الاقتصادي العالمي, لا سيما أن القوات الأميركية لا تزال بالأعراف والقوانين الدولية مصنّفة كقوات احتلال. وقد بدأت فعلاً تتكشف الأهداف الأميركية رغم نفي الإدارة, بعد إدخال مجموعة "˜باكتل" للبناء والأشغال في أكبر صفقة قيمتها 680 مليون دولار تحت شعار المساعدة على إعادة إعمار العراق, (ترميم بنى تحتية رئيسية ومطارات وطرق ومحطات حرارية وأنظمة توزيع المياه). وهذه الشركة نفسها التي كادت أن توقع في الثمانينات حين كان نظام صدام حسين صديقاً قوياً للولايات المتحدة لإقامة ˜مشروع العقبة لنقل النفط العراقي عبر الأردن وإسرائيل الى الأسواق الغربية, لكن ملاحظات عراقية وأردنية في حينه أبطلت المشروع الذي زار بشأنه وزير الدفاع الحالي دونالد رامسفيلد بغداد والتقى صدام حسين وكان في ذلك الوقت مبعوثاً شخصياً للرئيس الأميركي رونالد ريغن.
وكشف معهد الدراسات السياسي الأميركي في تقرير نشر مع انطلاق العمليات العسكرية في العراق, العلاقة بين مجموعة باكتل والحزب الجمهوري منذ عهد إدارة ريغن والتي كانت العنصر الأساسي في رسم العلاقات بين واشنطن وبغداد بين عامي 1983 و1985؛ ويشير التقرير الى أن الهم الأهم لأركان الحزب الجمهوري ومنذ عهد ريغن هو وضع خطط استراتيجية لتأمين عمليات نقل النفط العراقي, وهو الأمر الذي طالبت فيه إسرائيل مع الأيام الأولى للحرب.
المصالح الأميركية في العراق
يرتبط اسم "˜باكتل" بتاريخ سيئ السمعة من التعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) أدى الى إطاحة أنظمة غير متعاونة مع الطموحات التجارية الأميركية, والإتيان بحكومات متعاونة, مثل خلع نظام مصدّق في العام 1953 في إيران والمجيء بالشاه محمد رضا بهلوي, وخلع نظام سوكارنو في أندونيسيا والمجيء بسوهارتو.
ويقول لاتون مكارتني في كتابه "أصدقاء" في مراكز عليا.. قصة باكتل": إن علاقة الشركة الوثيقة بوكالة الاستخبارات المركزية ساهمت في إزاحة العديد من الحكومات الأجنبية غير المتعاونة مع الأهداف التجارية الأميركية, والإتيان بحكومات بديلة صنيعة أميركا, سمحت للشركة بأن تكون في المكان والزمان المناسبين للحصول على فرص تجارية جديدة.
ويستعرض مكارتني العلاقات التاريخية بين "باكتل" و "السي. آي. إيه" ويقول أن هذه العلاقة نمت بين نائب مدير وكالة الاستخبارات ألن دالاس ومستشار ستيف باكتل المالي جون سمبسون؛ وعمل ستيف كمنسق للعلاقات بين السي. آي. إيه والمجلس التجاري وعدد من المنظمات الأخرى المرتبطة مباشرة بالاستخبارات الأميركية.
ويشير بالاسم الى كل من كاسبار واينبرغر وزير الدفاع السابق, وجورج شولتز, وزير الخارجية السابق أيام ريغن. كما أن وليم كايسي الذي تبوأ مراكز مدير الاستخبارات ومستشار لعهود اميركية (فورد ريغن) فقد كان أحد مستشاري شركة باكتل. وكذلك ريتشارد هلم الذي كان مديراً للاستخبارات في عهد نيكسون فقد كان مستشاراً في باكتل.
وهذا يؤكد بالطبع فرض واقع دولي جديد يطيح بالقوانين الدولية, ويبيح للمحتل اتخاذ ما يخدم ليس فقط مصالحه السياسية, بل والاقتصادية بالدرجة الأولى, وذلك خلافاً للموجبات التي حددتها معاهدات جنيف ولا سيما معاهدة جنيف الرابعة, وهي تتناول العلاقة بين القوة القائمة بالاحتلال والمدنيين, ولا تستتبع أي امتـداد لصلاحيـات القوة المحتلة, بأن تعدل في الأنظمة السياسية, أو أن تقوم بإبرام العقود سواء اندرج العقد في إطار القانون الدولي الخاص عقد بترول, أو كان عقداً يتمثل توقيعاً على اتفاقية أو شطب اسم دولة من اتفاقية ذات طابع سياسي مثلاً.
وبناء عليه, يقول خبراء القانون الدولي إنه لا يجوز للقوى القائمة بالإحتلال بتوقيع أو بتعديل أو بتبديل العقود, سواء في إطار قانوني دولي خاص أو عام.
الانتصار العسكري ورمال الصحراء المقبلة
لا شـك أن الولايات المتحدة سجلت نصراً عسكريـاً, ربما أرعب الكثيرين على مدارات الكـرة الأرضية, لكن يبقى المقلق لها هو الواقـع العراقي, ولذلك نـرى تغييرات مستـمرة في الاتجاهات الإدارية السياسية في العراق, لتركيب نظام يمثل المذاهب والأعراق, مع محاولات دؤوبة لاستيعاب الطائفـة الأكبر (الشيعة), والذين يشـكلون حسب آخر إحصاء 54 بالمئـة من المجتـمع العراقي يقابلها 23 بالمئة (من السنّة) عـرب و21 بالمئة سـنة أكراد و2 في المـئة سريـان مسيحـيين مع التركـمان.
لكن حتى الآن لم تصدر إشارات من أي من زعماء الطوائف والأعراق تؤيد الولايات المتحدة علانية, ووحده السيد عبد المجيد الخوئي الذي جاهر بالتأييد قتل ومزّق إرباً.
وتواجه الولايات المتحدة في هذا الإطار تحدياً قوياً لإرساء نظام مقبل خصوصاً أن القيادات المعارضة المعروفة غير موثوقة إن لدى الشعب العراقي, أو حتى لدى القوات الغازية, يضاف الى ذلك الصراع بين وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين في فرض أنصارهما على السلطة العراقية. ويبدو أن أوّل مرشح للقيام بدور مستقبلي كمرشح لوزارة الدفاع وهو أحمد شلبي قد انتهى دوره, ليس بسبب ماضيه المالي غير المشرّف, بل لأنه أيضاً لا يمتلك الكاريزما القيادية المطلوبة, الأمر الذي يفتح المجال على صراعات أخرى بين الأجهزة الأميركية نفسها وبين الأميركيين والعراقيين الذين يصرون على انتخاب قيادة لهم بأنفسهم لا أن تفرض الإدارة الأميركية عليهم إدارة لا يعرفونها, وخصوصاً من المعارضة التي كانت في الخارج. وإذا لم يحصل هذا الأمر, فإن القوة العراقية بدأت بتنظيم نفسها للإنتقال الى مرحلة جديدة من الصراع يرجح أن يكون ˜الكفاح المسلح أحد أبرز أدواتها, وإن كانت هذه الأرجحية تستلزم وقتاً لا يقل عن شهور ستة وبالأخص مع دخول الولايات المتحدة مدار الإنتخابات الرئاسية.
من هنا يرى محللون أميركيون أن الولايات المتحدة ستتعمق أزمتها في العراق كلما طال أمد بقاء قواتها هناك, وكلما كان رحيلها سريعاً كلما ازدادت الفوضى, ويتخوف هؤلاء أكثر ما يتخوفون من نشوء أصولية وخصوصاً شيعية متحالفة مع أصولية سنية. وتقول عميدة كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون: ˜كلما طال بقاؤنا كلما أصبحت القومية العراقية أكثر تنظيماً, وتحولت قوّة موحدة يعبّر عنها من خلال معارضة شديدة ومتزايدة للوجود الأميركي, لكن إذا غادرنا قبل الأوان فإن خطر ظهور حكومة يقودها رجال دين شيعة تتحالف مع إيران وتدعو الى حكم ديني معاد لأميركا يظل قائماً.
ولا شك أن الأميركيين أخذوا بعين الإعتبار التجمع الشيعي الذي قارب الملايين الخمس حسب المنظمين في ذكرى أربعين الإمام الحسين التي كان النظام السابق يمنع إحياءها.
وفي هذا الإطار يشير جوزف برود مؤلف كتاب بعنوان ˜العراق الجديد إعادة بناء الدولة من أجل الشعب.. الشرق الأوسط والعالم الى أن الصلات القائمة بين رجال دين شيعة أخذوا مواقع قيادية في جنوب العراق, وبين أقرانهم في إيران, يهدد بتقصير مدة أي شهر عسل يمكن أن تتوقعه القوات الأميركية.
لكن الولايات المتحدة تمسك بورقة لا تقل أهمية عن الورقة التي تتمسك بها إيران, المتمثلة بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يمتلك القوة المعارضة الأكبر في الخارج كقوى منظمة عسكرية لها امتداد داخل العراق.
وتتمـثل الورقة الأميركية بقوات ˜مجاهدي خلق الذين كانوا يقاتلون إيران من العراق ولهم تنظيم عسكري يمتلك أسلحة مدرعة إضافة الى المدافـع وغيرها من الأسلـحة, وهؤلاء قد تستخدمهم الولايـات المتحدة لزعزعة الوضع في إيران أو على الحدود إذا تبـين لاميـركا أن إيـران سـوف تتدخـل في الوضع العراقي الداخلي.
مصير صدام وأرشيفه الثمين
كثرت التحليلات حول مصير صدام؛ بينها ما يؤكد موتـه وآخر بأنه لا يزال على قيد الحيـاة. ولكن قـول وزير الدفاع الأميـركي دونالد رامسـفيلد ˜بودي أن أعـرف إذا كان حياً أو ميـتاً, زاد من الغمـوض رغـم قـول رامسفيلد بأنه ˜حـي على الأرجح ويخـتبئ في أحد الأنفـاق, وأنه إذا كان على قيد الحياة فسنعـثر عليـه.
ويعـتقد الكثيرون بأن لا مصلحة لواشنطن في الكشـف عن مصير صدام في الحالتين خصوصـاً مع الترجيحات القوية بحصـول صفقة أسقطت بغداد, وسلمتها بلا مقاومـة تذكر مقـابل تأمـين انتقال صدام وبعض المقربين منـه الى الخارج وعـدم محاكمـتهم والسمـاح لهـم بالتصـرف بعـدة مليـارات مـن الـدولارات.
إنما الأخطر للولايات المتحدة هو عدم الكشف عن الوثائق السرية الخاصة بصدام حسين التي كانت مدار صراع بين المخابرات الروسية ونظيرتها الأميركية, ويُقال أن الروس تمكنوا من وضع اليد عليها بعد عودة السفير الروسي الى بغداد في أعقاب تعرض موكبه لإطلاق النار من قبل القوات الأميركية أثناء انتقاله على الخط السريع ما بين بغداد ودمشق.
وتتضمن الوثائق أسرار علاقات الرئيس العراقي بالولايات المتحدة خلال حقبة طويلة وخصوصاً ملف الحرب العراقية الإيرانية وكذلك ملف غزو الكويت وحرب الخليج الثانية وما أعقبها والدعم الأميركي لصدام.
وأوضـح أن أكثر الذيـن أصابهم الذهول من استـيلاء الروس عل الأرشيف العراقي هو الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب ووزير الدفاع رامسفيلد الذي كان زار العراق والتـقى صدام ونائـب الرئيـس ديك تشيني, وهؤلاء لديهم أكثر المواضيع حساسـية في الملـفات والوثائـق والأسـرار.
ويعتـبر ضالعـون في السياسـة الأميركية ومن الحزب الديموقراطي الأميركي بأن الإستيلاء على تلك الوثائق أكبر غنيمة في الحرب, والمعلومات الموجودة داخلها تعادل احتلال القوات الأميركية للعراق ولكن بلا أي طلقة, مما جعل موسكو وواشنطن غريمين في التعامل مع مستقبل العراق والمنطقة.
أسلحة الدمارر الشمال تغيب عن التصريحات الأميركية
القوات الغازية تبرم العقود لشركات متعاونة مع "السي.آي.إيه"
أبرز تداعيات الحرب اهتزاز الثقة الدولية بالمستقبل
الفوضى والتسيب أخطر ما يواجهه الأميركيون في العراق
القوات الأميركية أمام معضلة السلطة...الإنسحاب والفوض والبقاء يجاوره العداء