- En
- Fr
- عربي
مقال الوزير
منبّهاً من الأخطار المحدقة بالمنطقة
ركّز معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي في حديثه الى مجلة “الجيش”, على الأخطار المحدقة بالعالم العربي من البوابة العراقية, داعياً العسكريين الى الحفاظ على جهوزية عالية للدفاع عن لبنان.
وتطرّق وزير الدفاع في حديثه الى معطيات الوضع العراقي والإقليمي عامة, فأشار الى أن التقديرات تشير الى أن إحتمالات وقوع الحرب على العراق ارتفعت بقوة مؤخراً, وإن كان هذا الخيار مرفوضاً من جانب الشعوب والدول العربية قاطبة يؤيدها في ذلك الكثير من دول العالم, لما لهذه الحرب من تداعيات مدمرة على مستقبل العالم العربي ككل, وعلى آمال شعوبه بالتقدم والإزدهار والحياة بسلام وإستقرار في دولهم. فلقد رأى معالي الوزير أن حرباً أميركية منفردة على العراق, تستبق استنفاد الوسائل الدبلوماسية كافة لتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بنزع أسلحة الدمار الشامل وتهدف الى السيطرة على هذا البلد وفرض التغيير عليه بالقوة, ستكون مغامرة غير محسوبة النتائج, منبّهاً من أن التغيير الديموقراطي المنشود لا يمكن أن يكون وليد الحرب ونتيجة حكم الآلة العسكرية, بل على العكس فإن هذا الواقع سيؤدي الى تعزيز الشعور بالاستهداف والقمع لدى الشعوب نتيجة غياب الخيار المحلي البديل المنبثق من تطلعاتها والمعبّر عن طموحاتها, وسيدفعها نحو التطرّف في مواجهة الحكم الأجنبي, ما سيؤدي الى تنامي الحالة الأصولية وخطرها على المنطقة والعالم.
ودعا زير الدفاع الى يقظة عربية شاملة تستنهض الإمكانات العربية الكامنة لمواجهة المرحلة المقبلة بكل الإحتمالات حرباً وسلماً, لإعادة بناء الواقع العربي المتصدّع الآن تحت وطأة الصراعات الداخلية والضغط الخارجي, على أسس صلبة تقوم على التوافق وحل الخلافات لتعزيز التضامن وإحياء دور العرب الحضاري.
واشار الوزير الهراوي الى أن هذا العمل يبدأ داخل كل دولة ومجتمع ليتعمم لاحقاً. ومن هنا نعي في لبنان أهمية تحصين الوحدة الوطنية وتخطي التجاذبات السياسية, والإلتفاف حول ثوابت الوفاق الوطني, وحول مؤسسات الدولة الدستورية ولا سيما منها مؤسسة الجيش الوطني, منوهاً بالجهود التي يبذلها الجيش في الدفاع عن الوطن في وجه العدو الإسرائيلي على الحدود, ومشيداً بالإجراءات الأمنية والعسكرية التي يتخذها الجيش في تحصين الحدود, بوجه محاولات رئيس حكومة إسرائيل آرييل شارون استغلال الظروف الدولية والإقليمية لتنفيذ مخططاته بترحيل الفلسطينيين.
ولقد نبّه معالي الوزير من خطورة التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان عقب فوز شارون على رأس اليمين المتطرف في الإنتخابات الإسرائيلية, موضحاً أن الخروقات اليومية للأجواء اللبنانية, والتحليق على ارتفاع منخفض وغيرها تهدف الى استفزاز لبنان, وافتعال مواجهة تستقطب التدخل الدولي تحقيقاً للأهداف الإسرائيلية على حساب حقوق لبنان ومصالحه, وهذا ما نواجهه بوسائلنا الديبلوماسية والعسكرية والأمنية وبنجاح. فلقد استحق لبنان ثناء مجلس الأمن الدولي على إجراءاته الأمنية وبسط سلطته في المناطق المحررة, كما جاء قبل أيام في قرار مجلس الأمن لتجديد عمل قوات الطوارئ الدولية في الجنوب. وأضاف أن لبنان يبني موقفه على توجيهات مجلس الأمن الدولي, الذي يطالب إسرائيل بوقف خروقاتها الإستفزازية للأجواء اللبنانية وباحترام الخط الأزرق, ويسعى لدى الدول الفاعلة والشرعية الدولية للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها, مستفيداً من وجود سوريا الحيوي في هذا الظرف في مجلس الأمن, الذي يؤهلها لإبراز الحقوق العربية والدفاع عنها بفعالية أكبر, والحؤول دون فرض “الأجندة” الإسرائيلية الخاصة على وسائل معالجة الوضع في المنطقة عامة.