- En
- Fr
- عربي
حوار مع متقاعد
فتحنا طريق عيناتا الأرز برفوشنا والسواعد
الجندي الأول المتقاعد ضاهـر مخايل, يروي لنا قـصة تطوّعـه وتدرّجـه وتشكـيلاته في المؤسسـة العسـكرية: من فـوج الخـيالة إلى فوج الآلـيات إلى ثكـنة طرابلـس, مواقـع خدم فيها الوطـن ونقرأ أخبارهـا في هـذه السطور...
في العام 1950 تطوعت في الجيش في فوج الخيالة وبعد فترة تمّ إلغاء هذا الفوج واستحداث فوج الآليات إلاّ أن دورته كانت باللغة الفرنسية ولم يكن بالإمكان إلحاقنا به في فترة قصيرة, فسرّحنا وبقينا في المنزل لمدة تراوح الأربعة أشهر. بعدها إلتحقنا في أبلح وبقينا لمدة 15 يوماً, أرسلت على أثرها إلى ثكنة بهجت غانم في طرابلس حيث خضعت وزملائي لدورة أغرار, فُصلنا بعدها كلّ إلى قطعته. كان نصيبي أن أبقى في ثكنة طرابلس. وفي هذا الوقت كانت قد تألفت في الجيش الأفواج الخمسة, وفصل لكل منها كوكبة مصفحات, فعملت في الثكنة كقائد مصفحة بعد أن خضعت لدورة تدريب على القيادة وكنت في ذلك الوقت برتبة جندي.
وفي العام 1959 تمّ تأليف فريق رياضي شاركت فيه إلاّ أني وأثناء جولة المقاتل التي يتم تنفيذها أثناء التدريب أصبت في كتفي وضلوعي بكسور عندما انهار أحد الحواجز. قضيت على أثرها فترة طويلة في العلاج, عدت بعدها واستلمت مكتب السير في الثكنة إلى أن تمّ تسريحي في العام 1970.
وعن الأحداث التي شهدها خلال خدمته العسكرية, أخبرنا العسكري المتقاعد مخايل قائلاً: “كانت الخدمة العسكرية في الماضي أصعب, أذكر مرّة كان الجيش مدعواً للإلتحاق بتدريبات في منطقة عيون أرغش, وكانت الأوامر ان نقطع المسافة بين طرابلس وعيون أرغش مشياً على الأقدام, وصلنا “بالمارش” إلى سير الضنية, وتقرر أن يلتقي الجميع في أعلى جبل عيناتا, وتأخر بعضهم فيما جدّ البعض الآخر في سيره؛ وتأخرت مع رفيق لي إلاّ أننا وبعد فترة ضعنا في المنطقة حتى لقينا راعٍ مع قطيعه فقضينا الليلة معه وشربنا الحليب الطازج وشاركناه طعامه, وقدمنا له بعض الأطعمة المعلّبة التي كانت بحوزتنا. وكانت ليلة مميّزة قضيناها في الجبل تحت النجوم ووسط الطبيعة الموحشة. عدنا في اليوم التالي, بعدما دلنا الراعي على الطريق الصحيح. فالتحقنا بباقي الجنود, ووصلنا الى عيون أرغش حيث قمنا بمنـاورة جماعية, تفرّق بعدهـا العسـكر كلّ إلى وجهة سيره فيما قام فوجنا بفتـح طريق عيناتا الأرز المعروفة اليوم, بعد أن كانت طريقاً لا يمكن ان تسير عليها الآليات... مرت آلياتنا بعدها على الطريق الجديد الذي فتحناه بمعداتـنا من رفـوش و”مهدّات” لتكسـير الصخور, وعدنـا بواسطة الشاحنات العسكرية إلى ثكنتنا في طرابلس”.