مقال الوزير

محذراً من الأخطار المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط

وزيـر الدفاع يدعـو اللبنانيـين الى تعزيـز الوحـدة حول الثـوابت الوطنية وقيم لبنـان الحضارية ونشرها في العالم

هنأ وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي اللبنانيين بإنجاز مشروع ضخ مياه نبع الوزاني الى القرى اللبنانية, معتبراً أن أهمية هذا الحدث الإستراتيجية تتمثل في تثبيت سيادة لبنان على أرضه, وفي تأكيد عودة المناطق المحررة الى شرعية الدولة اللبنانية. وقال أن أبعاد تدشين مشروع الوزاني سواء الداخلية التنموية منها, أو الإقليمية السيادية, تتكامل مع حدث انعقاد القمة التاسعة للدول الفرنكوفونية في بيروت, التي أعادت تظهير صورة لبنان البلد الآمن المستقر صاحب الدور الريادي في محيطه والعالم. فكلا الإنجازين شكّلا دليلاً على خروج لبنان من دوامة الأحداث الماضية نهائياً.
ونوّه الوزير الهراوي بدور الجيش الأساسي في إنجاح هذين الإستحقاقين, ففي الجنوب يشكل وجود الجيش صمام الأمان لمشاريع الدولة وضمانة سيادتها على أرضها ومياهها, من خلال ضبط الأمن في المناطق المحررة وحفظ الإستقرار على الخط الأزرق, فالأمن والإستقرار هما ركيزة أي عمل تنموي لإعادة إحياء هذه المناطق. أما بالنسبة الى القمة الفرنكوفونية, فلقد كان الجيش العين الساهرة على أمن الضيوف المشاركين من كبار الشخصيات الدولية وعلى أمن المؤتمر, فساهم من خلال توفير الظروف الملائمة بإنجاح القمة, مستحقاً تقدير وشكر الحكومة ورئيسها على جهوده وعلى دوره في إنجاح قمة بيروت للدول الفرنكوفونية, ورفع إسم لبنان عالياً كبلد آمن مستقر مهيأ لاستقبال وتنظيم هكذا مؤتمرات دولية بطمأنينة وفعالية.
وأشار وزير الدفاع الى أن مشروع الوزاني الذي يأتي حصيلة وحدة الحكم والشعب في التمسك بالحقوق اللبنانية المشروعة, يصب في خانة استعادة لبنان كامل حقوقه في أرضه ومياهه من القبضة الإسرائيلية, إنطلاقاً من المناعة التي اكتسبها لبنان في المواجهة مع إسرائيل, فما عادت تهديداتها ترهبه بل انتقل من موقع الضحية المتلقي للإعتداءات الإسرائيلية طوال سنين الإحتلال, الى موقع المبادر من منطلق سيادته على أرضه. وقد ظهر ذلك في تعاطيه مع قضية المياه وإصراره على استخدام حصته من نبع الوزاني, من ضمن إحترام أصول توزيع موارد الأنهر الدولية المرعية من قبل الأمم المتحدة.
ونبّه الوزير الهراوي من اللهجة العدوانية الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان, مشدداً على أن إسرائيل لن تلتزم طويلاً حال الإنضباط الذي تفرضه التعبئة الأميركية ضد العراق, وهي تسعى الى استغلال الظرف الدولي بما يتوافق مع استراتيجيتها القاضية بالسيطرة على كل منابع المياه في المنطقة لمصلحتها, والتحكم بآليات تقاسم موارد هذه المياه.
ورأى الوزير الهراوي من جهة أخرى, أن القمة الفرنكوفونية أعادت لبنان الى موقعه الرائد على الصعيد الدولي, وسلّطت الأضواء على دوره كنموذج لتعايش الأديان, وكموقع حضاري متقدم في هذا الشرق, لافتاً الى أن مغزى دور لبنان كصلة وصل بين الشرق والغرب تظهر من خلال إستضافة لبنان, وترؤسه في سنة واحدة لقمة الدول العربية ولقمة الدول الفرنكوفونية, من منطلق إنتمائه العروبي وثقافته التعددية. فهذه الميزة التي يتمتع بها لبنان, تجعله مختبراً حياً لنجاح حوار الحضارات ولتعايشها بسلام وبأمان واحترام للآخر المختلف.
وختم وزير الدفاع حديثه بدعوة اللبنانيين الى الحفاظ على هذه الصيغة, التي تشكّل ثروة لبنان الحقيقية, والى تفعيلها عبر تعزيز الوحدة حول الثوابت الوطنية وقيم لبنان الحضارية ونشرها في العالم.