- En
- Fr
- عربي
تراث
«بهاء الحرير» في كرخانة بسوس
منذ 13 عامًا تنظم «جمعية التراث والإنماء» معرضًا سنويًا للحرير في كرخانة بسوس، وتختار في كل سنة موضوعًا جديدًا، تقدم بموجبه أفكارًا مميزة عن الحرير وصناعته ومنتجاته.
تحت عنوان «بهاء الحرير»، عرض متحف الحرير في بسوس هذه السنة مجموعة من الأزياء التراثية ولوازم الزينة، تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، وتشمل الأعوام الممتدة بين 1840 و1945، تجمع تقاليد اللباس وعاداته بين لبنان وسوريا وفلسطين.
حرائر وصور
8 سيدات يهوين التراث ومولعات بالحرير، وبعضهن مصممات أزياء، قدمن قطعًا من مجموعاتهن الخاصة، وأخرى من جمعيات تراثية تعمل على ترويج الحرف وتطويرها، لتشكل نواة هذا المعرض الفريد: ألكسندرا عسيلي، مي عوده، مايا قرم، وملاك الحسيني، وناديا الخوري، والمصممتان ناديا كمب وساميا صعب، و«جمعية إنماء المخيمات الفلسطينية (انعاش)» التي تشتغل سيداتها في حياكة وتطريز الزي التراثي الفلسطيني.
عباءات، وفساتين، وشالات، وطرحات، وزنانير، وشراشف، ووسادات، ومطرّزات، مشغولة بخيوط الذهب والفضة والحرير، إضافة إلى الطربوش، والطرطور، وأقراص الرأس المطعمة بعضها بنقود معدنية (برغوت) وأحجار كريمة تتوزع في قاعتين كبيرتين، على خلفية كتابات ونصوص لصلاح ستيتية وفيكتور غيران تحكي عن الحرير. وصور عملاقة لأرز الرب وصبايا جميلات يرتدين الزي التراثي ومشاهد من الحياة اليومية، صورها مستشرقون من القرن التاسع عشر، وأخرى مأخوذة من كتب «الاسفار إلى سوريا» الصادر في باريس العام 1837، من مجموعة سمير مبارك. والكل في إطار جميل من تصميم وتنسيق جان لوي مانغي.
حكاية القماش
عن المعرض تقول المنسقة منى عيسى إنه «يظهر التشابه في التقاليد والعادات والتراث بين لبنان وسوريا وفلسطين، لكن لكل بلد ميزته الخاصة في القماش والحياكة التي يشكل الحرير والقطن والمخمل موادها الأساسية. فالزي الفلسطيني يصنع من القطن والمخمل ويطرز بخيوط الحرير، بينما الزي اللبناني من الحرير المطرّز بخيوط الفضة والذهب. ومنذ القدم، اشتهرت المدن السورية كدمشق وحلب وحماه بأقمشتها المطبعة مثل البروكار والأغباني، التي تصنع منها فساتين العرائس والطرحات المعروضة والمحاكة بالحرير الكثيف والخيوط الذهبية أو الفضية».
فساتين وجهاز العرس
من بيت لحم فستان «ملك» من المخمل المستورد من فرنسا، ومطرز بخيوط من الفضة والذهب الحريرية، برسوم مستوحاة من اثواب الكهنوت، يرتكز تصميمه الى البرواز التقليدي على الصدر، والمشغول بقطبة الصليب. وتعتبر فساتين بيت لحم من القطع النادرة لأنه، بحسب التقاليد، كانت النساء يدفن بأجمل اثواب لديهن. ومن غزة فساتين من القطن المحاك يدويًا من اللون الازرق مع أقلام من الحرير الأحمر والأخضر. ومن القدس ثوب من الحرير الصرف من تطريز بيت لحم مزين بقطع من قماش التفتا. ومن الخليل شال عروس أسود وأحمر يعرف بـ«الشمبر». ومن دمشق وحلب فساتين أعراس بالقماش المطبع. ومن الجبل اللبناني لباس الفلاح التقليدي، ومجموعة متنوعة من الزنانير التي كانت تبين الجاه عند الطبقة الغنية والأعيان، ومن غطاء الرأس للرجال والنساء، الذي يشكل عنصرًا أساسيًا في الزي التقليدي، كونه يدل على مكانة الشخص الذي يرتديه، ويحدد انتماءه الديني والمناطقي ومكانته الاجتماعية.
وفي صدر القاعة جهاز عروس يتألف من غطاء للسرير ووسادتين من الحرير المطرّز بخيوط الذهب والفضة، ورثتهما ناديا الخوري من جد جدها القائد العربي عبد القادر الجزائري، إلى عبــاءات وحرائر مــشغولة على النــول في زوق مكايــل.