- En
- Fr
- عربي
وداع
ودّع لبنان الرسمي والشعبي الوزير والنائب السابق اللواء إدغار معلوف في مأتم حاشد تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ترأس الصلاة التي أقيمت في مطرانية الروم الملكيين - طريق الشام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف عبسي وعاونه عدد من رجال الدين بينهم مطران بيروت جورج بقعوني والمطران كيريللس بسترس.
النزيه المتواضع الوفيّ
بعد الصلاة، ألقى البطريرك عبسي كلمة جاء فيها: «ها نحن اجتمعنا لنرافق بالصلاة مع الكنيسة أخانا المنتقل اللواء الركن والوزير والنائب إدغار فؤاد معلوف في عودته إلى البيت الأبوي بعد عمر طويل قضاه في خدمة لبنان بإخلاص ونزاهة وغيرة وتفان وصمت وتواضع، في الخدمة العسكرية منذ أن تخرّج ضابطًا إلى أن بلغ رتبة لواء في جميع المناصب التي أسندت إليه، وفي الخدمة المدنية السياسية إذ كان وزيرًا ومن ثم نائبًا...».
ثم ألقى النائب إدي معلوف كلمة العائلة وتوجّه إلى الراحل مشيرًا إلى تواضعه رغم كل الألقاب التي حملها والأوسمة التي نالها...
وأضاف: قيل عنك الكثير: صلب، آدمي، محب، شجاع، عاقل، ولكن الكل أجمع على صفة الوفاء.
كنت وفيًّا لوطنك ومسيرتك العسكرية والبزّة التي ارتديتها.
كنت وفيًّا لقناعاتك وقضيتك وخطك السياسي وحزبك، ووفيًّا لصديق عمرك فخامة الرئيس العماد ميشال عون.
كنت وفيًّا لعائلتك... وللمؤسسة العسكرية. وختم: قبل أن أودّعك «وعدي إلك إنّو رح ضلني ماشي على طريقك...».
كلمة قائد الجيش
بعدها ألقى اللواء الركن جورج شريم كلمة قائد الجيش فقال: «نودّع اليوم فقيدنا الكبير، اللواء الركن المتقاعد إدغار معلوف، الذي أمضى سنوات عمره في سبيل وطنه ومؤسسة الشرف والتضحية والوفاء التي خدم فيها قرابة 40 عامًا، ضابطًا لامعًا في جميع المراكز التي شغلها وصولًا إلى عضوية المجلس العسكري، حتى بعد إحالته على التقاعد، ظل مخلصًا لمؤسسته وفيًا لمبادئها حتى نهاية عمره، وفي كل مرحلة من مسيرة حياته، بقي علم البلاد يخفق أمام ناظريه وفي أعماقه، ومحبة لبنان وجيشه تنبض دائمًا في عقله ووجدانه.
مثّل فقيدنا الغالي بنهجه القيادي وسماته الشخصية المميزة، علمًا عسكريًا ووطنيًا رائدًا، فإلى جانب ما عُرف عنه من شجاعة في اتخاذ الموقف والقرار، وصلابة في مواجهة الأزمات والأخطار، وعناد في الدفاع عن السيادة الوطنية، إيمانًا منه بدور الجيش في تحصين الوطن وصون كرامته، كان على المستوى الشخصي عنوانًا للتواضع والزهد بمغريات الحياة، يعمل بصمت العسكري الذي يبذل ويضحّي بلا ضجيج ومن دون منّة أو حساب.
لقد أحببت لبنان وتلفظت باسمه حتى الرمق الأخير، واستودعتنا إياه والمؤسسة العسكرية أمانة في الأعناق، وبدورنا نعاهدك اليوم أنهما في أيد أمينة، وأننا عاقدو العزم أكثر من أي وقت مضى على متابعة درب الشرف والتضحية والوفاء، مهما كانت الصعاب والتحديات، وأنّنا متمسكون بحماية هذا الوطن، واحدًا سيدًا حرًا مستقلًا».
وختم: «باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، أتوجه بأحرّ التعازي وعميق المواساة إلى شعب لبنان وجيشه، وإلى أهل الفقيد وأقربائه، سائلًا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وينعم على أفراد عائلته بجميل الصبر والسلوان، ويبقى ذكراه ومآثره نبراسًا للأجيال».
إلى المثوى الأخير
بعد ذلك، تقبّل الرئيس عون وعائلة الفقيد التعازي في صالون الكنيسة قبل أن ينقل جثمانه إلى مسقطه بلدة كفرعقاب - المتن الشمالي، حيث أقيم له استقبال رسمي وحزبي وشعبي حاشد عند النصب التذكاري لشقيقه العميد الطيار بولس معلوف الذي سقط في العام 1990 في معركة أدما.
وقد حُمِل النعش على الأكتاف ملفوفًا بالعلم اللبناني تحت قوس من الغار إلى باحة كنيسة سيدة النياح حيث أقيمت مراسم التكريم، فأدّت موسيقى الجيش التحية وعزفت النشيد الوطني ولحني الموت والوداع ليدخل الجثمان بعدها إلى الكنيسة.
أقيمت صلاة رفع البخور لراحة نفس الراحل قبل أن يوارى في الثرى في مدافن العائلة، في حضور شخصيات رسمية وسياسية وحزبية ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة.
وكان رئيس الجمهورية استبق حضوره المأتم، بنشر صور قديمة مع الراحل من أبرز المحطات، وكتب: «أربعة وستون عامًا من الأخوّة والصداقة والوفاء».
نبذة عن حياة الفقيد
- من مواليد 21 /3/ 1934، فرن الشباك - بعبدا.
- تطوع في الجيش في تاريخ 1/ 10 /1953، ثم تدرّج في الترقية، حتى رتبة لواء اعتبارًا من 1/ 1 /1988.
- حائز:
• ميدالية الاستحقاق اللبناني الفضية.
• وسام 31/ك1 /1961 التذكاري.
• أوسمة الأرز الوطني من رتبة فارس وضابط وكوموندور والوشاح الأكبر.
• وسامي الاستحقاق - فضي مسعف واللبناني درجة أولى.
• تنويهات العماد قائد الجيش.
- تابع دورات دراسية عدة في الداخل والخارج.
- متأهل وله ولدان.