- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
من منزل الرئيس القائد الذي «جمع بشخصه صفات القيادة والمسؤولية كما التواضع والإنسانية»، منزل الرئيس فؤاد شهاب المتواضع الذي تحوّل إلى متحف، وجّه قائد الجيش العماد جوزاف عون عدة رسائل ينبغي التوقف مليًا عندها.
فقد ذكّر قائد الجيش من ينبغي تذكيرهم بأنّ «الجيش هو العمود الفقري للبنان وضمانة أمنه واستقراره»، معربًا عن الأسف والألم في «حضرة مؤسس الجيش وباني عقيدته» لما «يتعرض له جيشنا من حملات تستهدف بنيته ومعنويات عسكرييه»، وطارحًا السؤال الموجع: «من يتحمل مسؤولية كشف أمن الوطن؟».
وإذ ذكّر أيضًا بأنّ المؤسسة العسكرية كانت السباقة إلى التقشّف لأنّ المال العام هو أمانة، وأنّها أعادت العام الماضي جزءًا من موازنتها إلى خزينة الدولة، أكد أنّ قيادة الجيش هي وحدها من تقرر توزيع مهماته وتحديد نفقاته والتدابير العسكرية التي يتخذها.
رسائل العماد عون لم تقتصر على وضع النقاط على الحروف، فهو اعتبر أنّ هناك ما يؤسس لسلوكٍ متعمّد لتطويق المؤسسة العسكرية بهدف إضعافها مطلقًا عهدًا ووعدًا: «لن نستكين. لن نرضى المس بحقوق ضباطنا وجنودنا، ولا بكرامتهم».
في باحة متحف الرجل الذي «جعل المؤسسة العسكرية نموذجًا وطنيًا في الشرف والتضحية والوفاء، زرع العماد جوزاف عون أرزة وأطلق صرخة وعهدًا.
قد يكون من الصعب أن يدرك الكثيرون من أصحاب الياقات والكراسي ما الذي تعنيه صرخة قائد لم يغادر ساحات الخطر، وما الذي تعنيه المسؤولية عمّن أقسموا أن يفتدوا الوطن بدمائهم. وقد لا يدركون ما الذي تعنيه دموع الأمهات والأطفال حين يأتي الرفاق بنعش شهيد.
ثمة الكثير الكثير مما لا يعلمه المشغولون بأمورٍ أخرى. وإلا كيف لهم أن يعتبروا ثمن إكليل لتكريم شهيد تبذيرًا؟
كيف لهم أن يجعلوا موازنة الجيش وحقوق عسكرييه وعائلات شهدائه ومعوّقيه حديث الصالونات، وكأنّ هذه الموازنة سبب العجز والمديونية في دولة تأكل مواردها مزاريب الهدر وحيتان الفساد؟
كادت الغصة تقتلنا فعلًا. لكنّ العماد فعلها.
ولّى زمن الصمت، فالصمت بات كفرًا.
صرخة وعهد وأرزة تشهد.
العوافي يا عمادنا.
العوافي يا وطن.