ملف العدد

طلاب الإيست وود كولدج
إعداد: ريما سليم ضوميط

طموحنا وطن يقدّم فرصًا للشباب ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة

أكّد طلاب الإيست وود كولدج – المنصورية أن صيانة الاستقلال تقوم على الارتقاء بمصلحة لبنان فوق المصالح الشخصية والانتماء إلى الوطن لا إلى الأحزاب والطوائف، وأبدوا رغبتهم في بناء وطن يقدّم فرصًا للشباب ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة تحول دون هجرتهم وتخلّيهم عن الوطن.


الهوية في الانتماء
رنده عون (الصف الحادي عشر)، رأت أن الاستقلال حدث مهم في تاريخنا لأنه حرّرنا من حكم الآخرين ومنحنا الحق في اختيار نظامنا وصياغة دستورنا. والحفاظ على هذا الإرث الثمين يفرض علينا كأفراد محاسبة السياسيين عندما يعملون ضد مصلحة الوطن.
كما أوضحت أنه من الضروري التزام الوطن لا الطوائف والمذاهب كي نحافظ على وحدة لبنان، مشيرة إلى أن الصورة التي ترسمها للبنان الغد هي «وطن الثقافة والحضارة والسلام»، وأن دورها كتلميذة الاجتهاد في تحصيلها العلمي كي يسهم نجاحها في تنمية وطنها.
وعن كونها لبنانية قالت: هويّة الإنسان تعني الانتماء إلى وطن يشعر فيه بالأمان ويسعى إلى تحقيق آماله بين ربوعه. وتساءلت عمّا إذا كان ذلك ممكنًا في وطننا، حيث لا فرص أو ضمانات للشباب، ولا تقديمات اجتماعية تحفظ كرامة الإنسان، ولا أمن أو استقرار.
وأضافت: «أنا دائمًا أخبر رفاقي من خارج لبنان عن وطني «أرض القداسة والحضارة والآثار»، عن لبنان السهـل والجبل والأرض الطيّبة». لكـني وللأسف لا أشعر أنّ لي مستقبلًا في هذا الوطن الذي يغتـال طموح شبابـه ويشـلّ قدراتهم على تحقيـق ذواتهـم.
وختمت رنده بالقول: «أملنا أن يحتذي المسؤولون السياسيون في لبنان بالجيش اللبناني لجهة المناقبية والعمل لمصلحة الوطن. فوحده الجيش يحمي الاستقلال، حيث يحفظ أمن الحدود في مواجهة العدو الإسرائيلي، ويحمي الداخل عبر التصدي للأعمال الإرهابية ومكافحة المخدرات والممنوعات».

 

العيش بانفتاح
توافق تاتيانا أبي عاد (الصف الحادي عشر)، زميلتها على دور الجيش في حماية الاستقلال مؤكدة أنه يسعى بجميع قدراته وإمكاناته لحماية الشعب، لكنها أضافت أن أيدي الإرهاب التي تعبث بأمن الوطن تزرع الهلع في نفوسنا وتنمّي في داخلنا الرغبة في الهجرة.
وأضافت: أحلم بوطن ننعم فيه بالأمن والاستقرار، ونعيش بانفتاح بعيدًا عن التقوقع، موضحة أن الانفتاح يمكن أن يبدأ على مقاعد الدراسة حيث يفترض بكل طالب أن يقبل الآخر الذي يختلف عنه بالفكر والعقيدة والرأي.
وختمت قائلة: على الرغم من الخيبات والصعوبات التي يمر بها الشعب اللبناني إلا أنه لم يستسلم لأنه شعب محبّ للحياة، وهو ما نخبر به رفاقنا في الخارج عندما ندعوهم إلى زيارة وطننا، بلد السياحة والسهر والفنون.
 

أين نحن؟
راي دونا (الصف التاسع) يرى أن استقلال العام 1943 منح لبنان التحرّر من الانتداب. مشيرًا إلى أن الاستقلال يضمن للإنسان الحق في تقرير مصيره، فيما تضمن له هويّته العيش بكرامة داخل وطنه. وتساءل أين نحن من هذين الحقّين؟ فنحن في وطن لا يقدّم فرصًا للشاب ولا يفتح أمامهم آفاقًا جديدة، في حين أن أيًا من الحكومات المتعاقبة لم تقم بأي خطوة للحؤول دون هجرة الشباب! وفي مقابل ذلك كلّه، نجد أنفسنا في حالة دفاع عن وطننا تجاه الآراء السلبية التي نسمعها عنه في الخارج.
ويضيف: ما نعيشه اليوم ليس لبنان الذي نريد، ما نريده هو وطن يحترم حقوق الإنسان وشعب يلتزم المواطنية الصالحة التي تعني احترام الآخر والمشاركة في بناء وطن على مستوى أحلامنا، مع عدم السماح بأي خطأ يرتكب بحق الوطن والشعب، ومحاسبة من يخطئ قولًا وفعلًا.

 

بين التشاؤم والأمل
تتساءل ميلاني بركات (الصف التاسع)، عن أي استقلال نتحدث في وطن منقسم مشرذم، أحزابه مرتهنة للخارج وحكّامه غائبون عن مصالح شعبه. وتضيف: نحن شعب ذكي وطموح، ننجح في مختلف المجالات، ونتبوّأ أفضل المراكز في الدول التي تحترم الإنسان وتقدّم له الفرص اللائقة. فلماذا لا نحظى بفرص مماثلة في وطننا؟!
لارا قزي (الصف التاسع) لم تبدُ بدورها متفائلة، فهي ترى أن قرارات حكّامنا غير مستقلة، وشعبنا لا ينتمي لوطنه وإنما لطائفته أو حزبه. ولكنها في المقابل أكّدت أنها متمسّكة بهويتها اللبنانية لأن الإنسان من دون وطن يخسر كيانه وكرامته. وتضيف: على الرغم من الظروف المحيطة التي لا توحي بمستقبل واعد، فأنا أفتخر أني نشأت وترعرعت في لبنان، وسأقدّم علمي وجهودي لخدمة وطني على أمل أن أسهم مع أبناء جيلي في بناء لبنان الذي نريده وطنًا حرًّا بحق، يفتخر بوحدة أبنائه وتماسكهم.
 

المشاركة في اتخاذ القرارات
بالنسبة إلى مارك دمعة (الصف الحادي عشر): الإستقلال الذي حرّرنا من الانتداب أعطانا الحق في تمثيل أنفسنا، ومنع تدخّل الآخرين في أمورنا في مرحلة ما، أما الآن فالوضع لم يعد كذلك فالسياسيون ناضلوا في الماضي من أجل وحدة شعبهم، أما اليوم فيعملون من أجل مصالحهم الخاصة.
ويؤكد مارك أن ما يريده في لبنان الغد هو الحفاظ على التراث والأصالة، كما أنه يريد وطنًا تكون التعددية فيه مصدرًا للفخر لا للخلافات. ويرى أنه على جميع اللبنانيين قبول المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية والابتعاد عن التفرّد والأحادية في الرأي.
ويشير إلى أن حماة الاستقلال هم أساتذة المدارس الذين يغرسون حب الوطن في نفوس الطلاب، لكنه يضيف أن هذه الجهود لن تؤتي ثمارًا إذا استمر حال الوطن على ما هو عليه.
ويقول: حبّنا لوطننا لن يمنعنا من هجره إذا لم تتوافر أمامنا مجالات للإبداع أو فرص لإبراز طاقاتنا وقدراتنا الشخصية. وللأسف فإنني لا أرى بصيص أمل في وطننا القائم على المحسوبيات ولا قيمة فيه للعلم أو الطموح.ويختم بالقول: على الرغم من أجواء الخيبة واليأس التي تخيّم على الشباب اليوم، فإني أحب أن أنقل إلى من هم خارج لبنان صورة «لبنان الأمل والسياحة»، لبنان الذي يحمل تراثًا من الحضارات المتعاقبة والذي يتميّز شعبه بالكرم والضيافة وحب الآخرين.

 

نضال أجدادنا وتضحياتهم
ميشال يونان (الصف الحادي عشر)،تؤكد أن الاستقلال مناسبة نفتخر بها ونتذكر خلالها نضال أجدادنا والتضحيات التي بذلوها في سبيل التحرر من الانتداب. لكنها تبدي أسفها «لأننا لم نحافظ على إرث أجدادنا، حيث أننا تخلينا عن الوطن واستبدلناه بحزب أو عقيدة».
وأضافت: لبنان الذي أحلم به هو وطن السلام والمساواة. أريد وطنًا ينعم بالأمن والاستقرار، ولا مكان فيه للتعصب الطائفي أو الحزبي. أحلم بوطن يمنح الشباب الفرص لتحقيق طموحاتهم، وهذا ما نفتقر إليه اليوم، فأنا لا أشعر بأني سأتمكن من تحقيق ذاتي في وطني حيث الفرص تمنح وفق المحسوبيات، فيما جميع الأبواب مغلقة في وجه الشباب الطموح.
 
 

هنا نشأت وهنا سأبقى وسأصبح ضابطًا
يرد بول شلهوب (الصف التاسع) على رفاقه «المتشائمين» من الوضع اللبناني قائلًا: لن نسمح لأحد بدفعنا إلى اليأس وتهجيرنا من أرضنا. أنا سأبقى في لبنان، هنا نشأت وترعرعت بين أهلي ورفاقي، وهنا سأكبر وسأصبح ضابطًا لأخدم وطني بوعي وضمير حي. لكل بلد سيئاته وحسناته ولماذا لا ننظر إلى النصف الملآن من الكوب؟ فإذا استسلمنا لليأس وهاجرنا كلنا، لمن نترك أرضنا وأرزاقنا؟ ولمن يبقى الوطن؟
ويوضح بول أن الاستقلال منحنا الحريّة حيث لم نعد خاضعين لوصاية أحد وأصبح لنا دستورنا الخاص. ودورنا اليوم أن نعيد رسم صورة لبنان بعد التشوّه الذي أصابها بسبب الخلافات الداخلية والتعديات الخارجية. هذه الصورة ستحمل وجه لبنان المساواة وعدم التميّز الطائفي. نريد وطنًا يحفظ حقوق مواطنيه، وسياسيين يعملون لمصلحة الوطن. أما دورنا كطلاّب فيبدأ على مقاعد الدراسة حيث يجدر بنا احترام الإختلاف في الأفكار والعقائد والانتماء السياسي، كما يجب إلغاء النزعة الطائفية والتطرّف الحزبي في حوارنا مع بعضنا البعض.

 

فخ التعصّب الطائفي
تشير ريم طرابلسي (الصف التاسع) إلى أن الاستقلال أعطى لبنان حريّته، وسمح للمواطن بإبداء رأيه وتأسيس الأحزاب وإجراء الانتخابات الديمقراطية، لكن للأسف شعبنا لم يحترم هذه الهبة لأنه وقع في فخ التعصّب الطائفي، الذي عانينا بسببه الحروب والويلات. وأضافت: لست ضد التعدّد الطائفي ولكنّي ضد الطائفية السياسية والإنطلاق من المذهب لا من الوطن.
وتساءلت ريم: ماذا يعني أن نحتفل يومًا في ذكرى الاستقلال لنعود في اليوم التالي إلى الخلافات والانقسامات. نريد وطنًا يرتقي فوق الطائفية، ويقدّم فرصًا عادلة لجميع أبنائه. ونريد انتخابات سياسية تقوم على أساس مصلحة الوطن لا الطائفة أو الحزب. أحلم بلبنان الأخضر الذي يخبرنا عنه أجدادنا وأدعو الجميع إلى غرس الأشجار في جميع أرجاء الوطن.

 

قد نستطيع
وفق رأي إيمّا حوحو (الصف التاسع)، الحفاظ على الاستقلال يعني أن نبقى متضامنين مع بعضنا البعض وأن نعمل متّحدين لما فيه مصلحة الوطن. وهي تقول: نحن جيل اليوم نؤمن بالتعددية في الفكر والمعتقد شرط احترام رأي بعضنا البعض. ولكن المشكلة أن رأينا لا قيمة له كونه لا يلاقي آذانًا صاغية لدى حكّامنا الذين لا يهتمّون بمطالبنا.
وتضيف: نحن شعب يحب الحياة ولا يخضع للظروف الصعبة، وهذا ما يمنحنا قوّة الاستمرار، وهذا أيضًا ما يجذب الآخرين إلى لبنان، حيث تجتمع حياة الفرح والسهر مع الثقافة والفنون والآثار ويتوّج ذلك كلّه مناخ جميل وشعب ودود.
ويشدد كريم مسلماني (الصف التاسع) على دور الأفراد في الحفاظ على الاستقلال من خلال احترام القوانين والأنظمة التي تحفظ حقوق الإنسان وكرامته داخل وطنه، مشيرًا إلى أن دور الطلاب بشكل خاص المثابرة والعطاء لأنّ نجاحهم ينعكس إيجابًا على الوطن، وتقدّمهم في مجال العلم والوظيفة يساعد في نهضته ويرفع اسم لبنان عاليًا في الخارج.
وأضاف: قد نستطيع بجهودنا كأفراد أن نصحح أخطاء حكّامنا بأن نمحو صورة لبنان المشوّهة في الخارج، لتحلّ محلها صورة لبنان العلم والثقافة والازدهار.
 

وليكن الله راعي مسيرتكم...
الطلاّب عبّروا عن رأيهم بالاستقلال، ونقلوا إلى المسؤولين هواجسهم ومخاوفهم إضافة إلى رؤيتهم للبنان الغد.
ونحن بدورنا نقول للطلاب: أنتم جيل المستقبل، بأياديكم النظيفة تحملون الريشة التي ستلوّنون بها لبنان الغد «لبنان الأخضر»، «لبنان العلم والثقافة»، «لبنان التعدّدية والديموقراطية»... لبنان الواقع الجميل الذي يليق بطموحاتكم وأحلامكم.
غدًا ستكبرون وستجدون أنفسكم في مواقع المسؤولية، ستصبحون القضاة والمعلّمين والمحامين والسياسيين، والناطقين باسم الوطن والمواطـنين. ستحملون مطرقة العدل وسلاح المعرفة، وراية الدفاع عن الوطن، وستنطلقون، مزوّديـن روح الشباب وعنفوانه، لبناء لبنانكم على صورتكم ومثالكم. فتعلّموا من أخطاء الذين سبقوكم، وترفّعوا عن الصغائر والمحسوبيات الضيّقة التي انزلق إليها البعض، واحملوا راية العلم والمعرفة، وارفعوا إسم لبنان عاليًا، واستعيدوا مجدًا بناه أجدادنا، منطلقين دائمًا من الشعار الذي تحملونه اليوم «حب الوطن لا حب المصلحة الخاصة»، والأهم من ذلك كلّه ثقوا بقدرتكم على التغيير، وليكن الله راعي مسيرتكم!