- En
- Fr
- عربي
نطوّر إمكاناتنا
نقلة نوعية على المستويين الفني والعملاني حققتها القوات الجوية بعد نجاح فنييها بإجراء الكشف الفني المتقدم P4 على الطوافة Puma L918 داخل مشاغل قاعدة حامات الجوية، لتستعيد جاهزيتها بأقل ما يمكن من وقت وكلفة. والعمل جارٍ لتنفيذ الكشف على باقي طوافات Puma ليظل السرب التاسع في القوات الجوية في جهوزية تامة مهما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية، وذلك بفضل جهود وسواعد عسكرية. لكن الأخبار الجيدة لم تأتِ فقط من القوات الجوية، فثمة ما ينبغي التوقف عنده في لواء المشاة السادس وفي فوجَي الحدود البرية الأول والمجوقل.
تعتبر صيانة الطوافات ركيزة أساسية تحدد مستوى نجاح المهمات الجوية، فيما يشكل الكشف الفني الذي تخضع له الطوافة بعد خمس عشرة سنة على تصنيعها أهمّ خطوة في هذا المجال، وَهو ما يُعرف بالـ P4. ويتطلب هذا الكشف الذي يستوجب إرسال الطوافة إلى الشركة المصنّعة لفترة زمنية لا تقل عن سنة ونصف السنة، فضلًا عن التكلفة المادية العالية التي تترتب على عاتق الجهات المالكة.
تجارب وخبرات
صقلت تجارب عديدة خبرة فنيي القوات الجوية، وأهلتهم لإنجاز أعمال الكشف الفني P4، ومن بين هذه التجارب إصلاح العطل الذي طرأ على ذيل طوافة Puma L917 في العام ٢٠١٢، وترميم طوافة Puma L913 بعد الأضرار الجسيمة التي تعرّضت لها عقب العاصفة التي ضربت قاعدة حامات الجوية في العام ٢٠١٣. وهذه الطوافة هي التي زوّدتها القوات الجوية أسلحة مختلفة لتنفيذ مهمات القصف الجوي والدعم القريب، خلال معارك عرسال في العام ٢٠١٤ و«فجر الجرود» في العام ٢٠١٧.
مع اقتراب استحقاق الكشف الفني على طوافات السرب التاسع كلّفت قيادة القوات الجويّة (بتوجيه من قيادة الجيش) فريقًا فنيًّا متابعة دورة لمدة ستة أسابيع في المملكة الأردنية الهاشمية، لتمكين العسكريين من اكتساب مهارات الكشف والترميم والتصليح اللازمة، عاونهم على ذلك فريق استشاري بريطاني أسهم في تطوير الحرفية والدقة.
مراحل العمل
استغرق تجهيز الـ Puma L918 عشرة أشهر فيما تطلّب الوصول إلى النتيجة النهائية المرور بمراحل خمس تتلخّص بالآتي:
المرحلة الأولى: فكّ قطع الطوافة الأساسية لتقييم حالتها التي أظهرت إمكان تنفيذ أعمال الصيانة في لبنان من دون الحاجة إلى إرسالها إلى مشاغل الشركة المصنّعة.
المرحلة الثانية: معاينة فنيي القوات الجوية هيكل الطوافة وإصلاح التشققات التي لحقت به مع مرور الوقت، والكشف على نظام الوقود والنظام الهيدروليكي والتحكم بالطيران والإلكترونيات وأجهزة الهبوط وإصلاح ما كان بحاجة لذلك. وقد تمّت هذه الخطوات بمساعدة فريق بريطاني محترف.
المرحلة الثالثة: نفّذ الفنيون خلال هذه المرحلة اختبارًا وظيفيًا شاملًا لأنظمة الطوافة للتأكد من حسن اشتغالها.
المرحلة الرابعة: خضعت الطوافة لأول تجربة دوران بعد الكشف.
المرحلة الخامسة: في شباط من العام الحالي، أُطلقت طوافة Puma L918 في اختبار طيران شامل بعدما أصبحت جاهزة لتنفيذ أي مهمة جوية تُطلب منها.
إنجاز جديد يُضاف إلى ما سبقه في القوات الجوية وقطع أخرى، ويؤكد جيشنا من خلاله مدى قدرته على التكيّف مع الظروف الصعبة، وتطوير إمكاناته بأقل ما يمكن من كلفة، وبأكثر ما يمكن من إصرار وجهد.
هذا ما أصبحت عليه كاماز
في فترة زمنية لم تتجاوز أربعة أشهر وبتكلفة زهيدة، طوّر فوج الحدود البرية الأول آلية من نوع كاماز، لتصبح قابلة للاستخدام في عمليات المراقبة والاستطلاع على الحدود اللبنانية - السورية وسط ظروف مناخية قاسية وطبيعة وعِرة.
فكرة التطوير استوحاها ضباط من الفوج تابعوا دورة الأركان ٣٣ في كلّية فؤاد شهاب للقيادة والأركان أثناء زيارة جمهورية مصر العربية، وهدفها الأساس تنفيذ المهمات بفعالية أكبر، واستكمال عمل الحواجز الثابتة والظرفية ونقاط المراقبة، والتنقل من ثغرة إلى أخرى مع استخدام منظومة المراقبة المجهّزة بعتاد إلكتروني متطوّر، بالإضافة إلى إمكان تأمين الحماية بالأسلحة الخفيفة.
استفاد الفوج من كابين آلية نوع أورال منفّاة وجهّزها لتؤمن منامة ٧ عسكريين لمدة ثلاثة أيام متواصلة من دون الحاجة للعودة إلى المركز الأساس. كما ركّز رشاشًا من عيار ١٢،٧ ملم على الشاحنة التي استُحدثت فيها ٦ فتحات للرماية، وجُهّزت بكاميرات مراقبة وأجهزة إشارة مرتبطة بغرفة عمليات الفوج، ومكتب ضابط وطاولة لتثبيت الخرائط، ومولّد كهربائي بقوة ٢٢٠ فولت ومكيّف، بالإضافة إلى غرفة لتوقيف المطلوبين (شخصان) وخيمة جانبية يمكن أن تُستخدم كغرفة عمليات ثابتة.
أضواء إشارة الآليات من مشاغلنا
مبدأ تحقيق الاكتفاء الذاتي في الجيش توسّع ليشمل تصنيع أضواء الإشارة للآليتين نوع هامفي وريو، إذ يعمل العسكريون في لواء المشاة السادس على تصنيع هذه القطع يدويًا من مادة الريزين.
يحاول اللواء من خلال هذه المبادرة تأمين حاجة آلياته والحؤول دون تحكّم التجار بالأسعار خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة.
تتمّ عملية التصنيع على مرحلتين: تتمثّل المرحلة الأولى بصناعة عسكريي المشغل قوالب يدوية من الخشب والبلاستيك تسكب فيها مادة السيليكون لتصبح بدورها قوالب توضع فيها مادة الريزين لتشكيل قطع الغيار. صنع هذه القوالب يقتضي عملًا دقيقًــا للغايــة وتقنيــات خاصــة.
في المرحلة الثانية، تُحضّر مادة الريزين وتضاف إليها مادة التلوين ويتم مزجهما للحصول على اللون المطلوب، ويُسكب المزيج في قالب السيليكون ويترك ٢٤ ساعة حتى يجف تمامًا، ثم يُستخرج من القالب ويُلمّع ويُجفّف ويُدهن.
يعمل عسكريو الفوج بدقة وحرفية لتفادي حدوث ثغرات يمكن أن تحدّ من جودة المنتج أو تؤدّي إلى هدر المواد.
بدأ العمل في هذا المشروع منذ شهرَين، وقد تم خلالهما إنتاج عشرين قطعة. عمل ممتاز يُضاف إلى ما سبقه من مبادرات منتجة في اللواء.
مهبط بمواصفات عالمية
بعد الحصول على إذن قيادة الجيش - أركان الجيش للتجهيز، باشر الفوج المجوقل أعمال توسيع مهبط الطوافات الذي أنشئ في ثكنة داني حرب في غوسطا في العام ٢٠١٠.
الهدف الأساس من إنشاء المهبط كان تأمين انتقال عناصر وحدات الفوج بسرية تامة وسرعة لتنفيذ المهمات، ولكن مع ازدياد عديده وعدد سراياه أصبح من الضروري توسيع المهبط ليصبح قادرًا على استيعاب ست طوافات.
يعمل عسكريو الفوج على توسيع المهبط بالاستناد إلى المعايير العالمية للملاحة الجوية. وقد أسهمت أيادٍ خيّرة في المشروع الذي ما زال قيد التنفيذ.