الأول من آب

«أمر اليوم»:

نجدّد قَسَم الدفاع عن لبنان  وحماية حدوده


في مناسبة الأول من آب، وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العسكريين «أمر اليوم» الـرقم 178، والـذي أكّـد من خلالـه، أنّ المؤسـسـة تجدد «قسـم الدفـاع عن لبنـان، وحمايـة حـدوده وثرواته».

 

أيّها العسكريون
في مناسبة عيد الجيش، تعود بنا الذاكرة إلى مثل هذه الأيام من العام 1945، والتحضيرات التي سبقت تسلّم الجمهورية اللبنانية المستقلّة جيشها الوطني، والإعلان عن تأسيسه رسميًا في الأوّل من آب.
وما يعزّ علينا اليوم، هو إلغاء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرّجين هذا العام وللمرّة الثالثة على التوالي، بسبب استمرار الشغور الرئاسي الذي تجاوز السنتين. لكنّنا في هذا اليوم، نجدّد قسم الدفاع عن لبنان، وحماية حدوده وثرواته.

 

أيّها العسكريون
لقد حميتم وما زلتم تحمون لبنان، لبنان صيغة العيش المشترك التي أرسى دعائمها اتفاق الطائف، وحافظتم على سيادة الوطن ومكانته الإقليمية والدولية، بوجودكم وثباتكم على الحدود الجنوبية في مواجهة العدوّ الإسرائيلي الطامع بأرضنا وثرواتنا النفطية، والتزامكم الكامل تنفيذ القرار 1701 ومندرجاته بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية.
وبموازاة ذلك، تصدّيتم بكلّ بطولة وشجاعة للموجات الإرهابية التكفيرية على الحدود الشرقية، وتابعتم من دون هوادة استئصال خلاياها التخريبية في الداخل، ما حال دون انهيار الوطن وانزلاقه إلى المجهول.
ومع قناعتنا بأنّ المواجهة الفاعلة للإرهاب الذي بات خطرًا عالميًا شاملًا يهدد عادات وثقافات الشعوب كلّها، ويستخدم في أعماله الوحشية مختلف الوسائل والأساليب الإجرامية، إنّما تتطلّب استراتيجية شاملة، تأخذ بالاعتبار تنسيق الجهود الأمنية الدولية، ونشر الوعي الثقافي بين سائر الشعوب، ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة، إلّا أنّ الجهد الأمني الوطني يبقى أساسيًا في تلك المواجهة، وهذا ما أثبتّموه وأعطيتم فيه المثال. واعلموا أنّنا لن نألو جهدًا في سبيل تأمين العتاد والسلاح الذي يليق بتضحياتكم، وإرادتكم الصلبة في مواصلة الحرب على الإرهاب.

 

أيّها العسكريون
بأدائكم المتجرد والمتوازن خلال الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، أرسيتم قواعد الحياة الديموقراطية في البلاد، وشكّلت جهودكم الأمنية الضمانة الأساسية لإجرائها في مناخ من الحرية والأمان. فكونوا دائمًا على قدر آمال اللبنانيين، ساهرين على استقرارهم وحرياتهم، ومستعدين لأيّ استحقاق آخر.
باسمكم أحيّي أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا على امتداد مسيرة الجيش، وأعاهد عائلات رفاقكم الأبطال المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، أن نواصل العمل بكلّ جهد وإصرار لكشف مصيرهم وتحريرهم وعودتهم إلى كنف مؤسستهم وأحبائهم.
في العيد الواحد والسبعين للجيش، يشخص إليكم المواطنون، رجالًا يقوون على الشدائد والمحن، وحماة مخلصين لبيتهم الوطني الواحد، فامضوا إلى الغد بخطى واثقة، يشمخ بكم العلم، ويحصد وطنكم الخير والاستقرار والازدهار.