الجيش والمجتمع

«إغارة الأرز» للسنة الثالثة على التوالي
إعداد: ندين البلعة

متابعة بالأقمار الصناعية وتنظيم «مبكّل»

 

من أعالي جبال لبنان أطلّ النمر، شعار فوج المغاوير، بصلابته والرصانة ليوجّه دعوةً عامة للمشاركة في التقليد السنوي، الذي أصبح حدثًا دوليًا: سباق «من ثكنة إلى ثكنة».
«المغاوير بانتظاركم»... عنوان حملته اللافتات والإعلانات التي خُصِّصَت لهذا السباق الذي نظّمه فوج المغاوير برعاية العماد جان قهوجي قائد الجيش، يوم الأحد في 24 تموز 2011 من ثكنة اللقلوق إلى ثكنة الأرز في بشري. حملة إعلانية كاملة نظّمها الفوج بالتعاون مع مدنيين لإشراك أكبر عددٍ ممكن من المدنيين والنوادي الرياضية والسفارات والفرق الأجنبية. تضاعف عدد المشاركين هذا العام فتخطّى الـ1300 متسابق، منهم من اعتاد المشاركة لثلاث سنوات على التوالي (أي منذ بدء هذا النشاط)، ومنهم من علم بالحدث وتحمّس للمشاركة توقًا إلى كأس أو تحقيقًا لقناعة.


سهرة نار
بفضل التقييم المستمرّ والمتابعة الدقيقة للتفاصيل يزداد الفوج في كل عام تمكّنًا على صعيد تنظيم الحدث الذي لامس هذا العام المعايير الدولية، من حيث متابعة السباق عبر الأقمار الصناعية على طول المسلك.
السهرة التي تسبق يوم الحدث أصبحت بدورها تقليدًا سنويًا يجمع المشاركين إلى جانب عناصر فوج المغاوير. يوم السبت 23 تموز اتّجه الجميع إلى استراحة الصخور في اللقلوق حيث جهّز عناصر الفوج المكان، وقدّم العميد الركن شامل روكز قائد الفوج ايجازًا عن السباق، شروطه، تدابير الحيطة والتعليمات اللازمة لإحاطة المشتركين بكل المعلومات اللازمة ولتجنّب أي حادث.
النشيد الوطني افتتاحًا، تبعه فيلم وثائقي عن سباق العام الماضي، ثمّ رحّب العميد الركن روكز بالحضور وشرح الأهداف التي هي في أساس تنظيم هذا النشاط، مشدّداً على «أهمية السباق في تشجيع النشاطات التي تجمع المدنيين بفوج المغاوير للتعرّف عن كثب إلى الوحدات والأفواج الخاصة في الجيش اللبناني، بالإضافة إلى بثّ روح المنافسة والروح الجبلية «الصافية»، والتشارك مع الفرق الأجنبية وبخاصة الفرق المشاركة من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان والتي تعمل معنا للحفاظ على المناطق اللبنانية. كما يساهم هذا النشاط في إظهار صورة مميّزة عن العلاقات المدنية - العسكرية في لبنان، ومشاركة الأولاد فيه عامل ايجابي لمصلحة تنشئتهم على محبة الجيش والوطن».
أمّا الهدف الأبرز من هذا السباق فهو استطلاع طبيعة لبنان الخلابة وجروده وجباله والحفاظ عليها، حيث يشدّد الفوج وقائده على ضرورة المحافظة على البيئة وعدم تلويثها. ولهذه الغاية قام عناصر الفوج بكل التدابير اللازمة، وأبرزها استبدال عبوات المياه البلاستيكيّة بالأكواب غير المضرّة بالبيئة.
وقد أحرز الفوج تقدّمًا لافتًا على صعيد التنظيم هذا العام من حيث العمل على تجنّب الأخطاء وتطوير سبل تحقيق النشاط، ما يشكّل قفزة نوعيّة في إدارة النشاطات المماثلة.
تمّ إطلاع الجميع على المعلومات الضرورية ثم توجّهوا إلى خارج خيمة الإيجاز، فأشعل العسكريون نارًا وأقاموا عشاءً قرويًا استمتع به المشاركون. وعلى وقع الموسيقى راح الجميع، مدنيون وعسكريون، يرقصون ويشبكون الأيدي على الدبكة حول النار... عناصر الفوج في كل مكان لتقديم المساعدة اللازمة، يندمجون مع المدنيين، يقدّمون لهم ستراتهم للتدفئة... يتعارفون، يضحكون ويختبرون الحياة الجبلية العسكرية في العراء. خيم مخصّصة للمنامة، موقف مؤمّن للسيارات يحرسه عسكريون... كل المستلزمات لتأمين راحة المشاركين وأمنهم.
مع الفرحة والإبتهاج، بعيدًا من ضجيج المدينة وحرّها، شعر المشاركون بأنهم في عالم آخر تاركين هموم الحياة اليوميّة وراءهم، لم يستطيعوا النوم ولكنهم حاولوا الإستراحة... وعند الساعة الخامسة من فجر يوم الأحد، أعلنت الطلقات النارية بدء السباق.


المسلك
مع فارق في الإرتفاع يراوح بين 1800م و2900م، انقسم السباق إلى ثلاث فئات: «سباق طويل» 40 كلم، «سباق متوسط» 23 كلم، و«سباق قصير» 12 كلم (للأولاد من 9 إلى 14 سنة). ورافق كل فريق عسكري من فوج المغاوير.
من استراحة الصخور في اللقلوق - تنورين، مرورًا بتمرطيبة، فم القبور، سهلة الرهوة، كنيسة الرب، وضهر القضيب، وصولاً إلى غابة الأرز في بشري، قام عسكريو الفوج بتأريف المسلك وتزويده الإشارات اللازمة ليلتزمها المشاركون فلا يضلّوا الطريق. والفريق الذي يخرج عن المسلك المحدّد يُعتبر خاسرًا خارج التصنيف.
وُزِّعَت نقاط تأكّد على طول المسلك، تميّزت هذا العام بأنها زُوِّدَت آلات خاصة موصولة بالأقمار الصناعية تبثّ إشارات مباشرة إلى غرفة العمليات الميدانية المخصّصة للسباق، وتؤمّن متابعة المسلك بتفاصيله للتأكد من مرور كل الفرق على النقاط المحدّدة.
تزوّد كل فريق الحاجات الضرورية لإكمال السباق من مياه وطعام خفيف، وقدّم لهم الصليب الأحمر اللبناني العناية الطبية على طول المسلك. احتفظ المتسابقون بهواتف نقالة للإتصال بغرفة العمليات عند الضرورة، والطوافات تابعت السباق للإخلاء الصحّي عند حدوث أي طارئ.

 

انطباعات
مع متابعة السير «صحافيًا»، شاركنا المتسابقين تنافسهم لمسافة 7 كلم، وشعورهم على امتداد السباق... الجميع مأخوذ بروعة السير بين الجبال، على الطرقات الترابية وبين الصخور... معنويات عالية، روح رياضية تشدّ المتسابقين إلى متابعة السباق، وعلى الرغم من الشعور بالتعب والإرهاق تحت أشعة الشمس كانت الإبتسامة على الوجوه. العميد الركن شامل روكز وضباطه وعسكريّوه تابعوا السباق عن قرب، جالوا بواسطة الآليات على المسلك لتقديم المساعدة والدعم المعنوي للمتسابقين، يطمئنون إلى أحوالهم وحاجاتهم.
المشاركون بدورهم لم يخفوا إعجابهم بالتنظيم الكامل والمميّز الأمر الذي أشعرهم بالأمان. كما أكّدوا دعمهم الدائم للمؤسسة العسكرية وأجمعوا على أنها الضمانة الوحيدة للوطن والمواطن، مهنّئين كل العسكريين بعيد الجيش.


الوصول
محطات الوصول حدّدت بثلاث بحسب الفئات، آخرها على مدخل غابة أرز بشري حيث تجمّع الواصلون، استراحـوا، ثم تناولـوا الفطور الذي حضّره عناصر الفوج.
ومع وصول الفريق الأخير، انتقل الجميع إلى غابة الأرز حيث أقيم إحتفال إعلان النتائج وتسليم الجوائز.
مثّل العماد قائد الجيش العميد الركن شامل روكز قائد فوج المغاوير في حضور رئيس بلدية بشري ورئيس لجنة جبران خليل جبران.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز على الفرق الرابحة.
وختامًا شكر العميد الركن روكز كل من شارك في إنجاح هذا السباق، من متسابقين ومؤسسات مساهمة آملاً أن يبقى هذا النشاط فسحة تلاقٍ وتعاون بين المجتمعَين المدني والعسكري يسلّط الضوء على هذه العلاقة المتكاملة والمميّزة.

 

نتائج السباق
جــاءت النتـائـج على الـشكـل الآتـي:


• مدني 40 كلم (ذكور):
- الفريق الأول: سامر سليم، فادي صالح، حسين العجمي (توقيت 3,34).
- الفريق الثاني: شربل سكر، صالح زعيتر، علي برجاوي (توقيت 3,54).
- الفريق الثالث: نادر غنام، زهير ناجي، وسام حمد (توقيت 4,17).


• مدني 40 كلم (إناث):
- الفريق الأول: صونيا حنا، جويس نصار، كارلا جبور (توقيت 4,39).
- الفريق الثاني: فيفا عيد، كارول غنام، فاني لياترد (توقيت 4,57).
- الفريـق الثـالث: كارول عقل، ميرنا عقل، مايا أبو نصار (توقيت 5,35).


• عسكري 40 كلم (ذكور):
- الفريق الأول: الجندي جهاد سلطان، الجندي الأول صالح مصطفى، الجندي الأول محمد سعيد (توقيت 4،24).
- الفريق الثاني: الملازم الياس البلعة، المجند الممددة خدماته محمد الصالح، المجند الممددة خدماته محمود قمرالدين (توقيت3,34).
- الفريق الثالث: الجندي الأول عبدالقادر الكك، المجند الممددة خدماته حسن أبو دلة، الجندي محمد زكريا (توقيت 3,42).


• مدني 23 كلم (إناث):
الفريق الأول: جومانة روكز، لورا روكز، سعاد روكز (توقيت 4,22).
- الفريق الثاني: سوسن أدهم، سهى أدهم، جان دارك عيد (توقيت 4,52).
الفريق الثالث: جومانة عزام، ريتا عواد، شرين رفول (توقيت 4،54).


• مدني 12 كلم (الأولاد):
- الفريق الأول: غدي أبي رميا، طوني يعقوب، غيوم جبرايل (توقيت 1,40).
- الفريق الثاني: مارك أيوب، سرج خيرالله، جورج خيرالله (توقيت 1,49).
- الفريق الثالث: عادل أزعور، غابريال أزعور، عماد أزعور (توقيت 1,56).

 

شكراً
شارك في إنجاح السباق وإتمامه، من بداية تنظيمه والحملات الإعلانية التي رافقته والتجهيزات اللازمة وصولاً إلى الجوائز التي وُزِّعَت على الرابحين، كل من: BLC Bank - Mike Sport - Clémentine - رئيس بلدية جونـية السابق جـوان حبيش -  تـلفـزيون السومـرية  - Le Charcutier - Aoun.