الجيش والمجتمع

«إغارة الأرز» من جديد
إعداد: ندين البلعة

المغاوير يتابعون نشاطاتهم مع المدنيين

 

من أعالي جبال لبنان، وبالتحديد من قرب أرز تنورين، أعلنت طلقة نارية بدء سباق «إغارة الأرز»، مروراً بجبل حريص - كنيسة الرب - الغرفة الفرنسية - القرنة السوداء وصولاً الى Télésiège الجيش في الأرز. نشاط أراده الفوج بقائده وضباطه وأفراده مناسبة لمزيد من التواصل مع المواطنين، مؤكداً مرة أخرى أنه ليس جيش المعارك وحسب، بل جيش الوطن والانفتاح على الآخر.

 

مشاركة مميزة
هو نشاط اعتاد فوج المغاوير تنظيمه في السنوات الأخيرة، ولكنه تميّز هذه المرة بمشاركة ملفتة. فقد بلغ العدد 720 مشتركاً منهم 240 عسكرياً، أما الغالبية العظمى فكانت من المدنيين (لبنانيين وأجانب).
مساء السبت 13 آذار كان موعد التجمّع في حدث الجبّة، حيث نصب عناصر الفوج خيمة كبيرة وأقاموا سهرة نار بحضور قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز الذي رحّب بالحاضرين وأوضح لهم شروط السباق تجنّباً لأي خطأ أو إصابة.
عند الساعة الخامسة فجراً يوم الأحد 14 آذار 2010 انطلق المتسابقون في فرق يضم كل منها ثلاثة أشخاص، من أعمار وجنسيات مختلفة. 18 كلم، 30 كلم و45 كلم كانت فئات السباقات في جرود تنورين، بين الجبال والوديان المغطاة بالثلج الذي أذاب قسماً منه الطقس الحار في الأيام التي سبقت السباق.

 

تحضيرات وأرزة في عهدة كل مشترك
الرائد جورج صقر، رئيس الفرع الرابع في الفوج والمسؤول عن اللوجستية، شرح أن التحضير للسباق بدأ قبل شهرين من موعد إجرائه، وشمل النواحي الإعلامية واللوجستية والتقنية. يقول: «قمنا بحملة إعلامية شملت اليافطات على الطرقات، والإعلانات التلفزيونية إضافة الى المنشورات، كما وضعت المعلومات والتفاصيل كافة على الموقع الإلكتروني الخاص بالجيش اللبناني.
من الناحية اللوجستية تمّ تحضير المخيم بالشكل الذي يؤمن المستلزمات كافة (منامة وطعام) واستخدمنا آليات خاصة (Skidoo) لتأمين المسلك وإخلاء الجرحى مع تغطية وإخلاء جوي، وبالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والطبابة العسكرية قمنا بتوزيع نقاط الإسعاف، كما تمّ تأمين باصات بمساعدة فوج النقل لنقل المشتركين.
أما تقنياً فقد تمّ تقسيم المسلك الى ثلاثة أقسام بحسب المسافة (اللون الأحمر للـ45 كلم، اللون الأخضر للـ30 كلم واللون الأزرق للـ18 كلم). وقد وُضعت كاميرات على أعلى التلال لمراقبة أقسام من المسالك مع بث wireless (شاشات في نقطة الوصول)، بالتنسيق مع شركة Prosec. وسُلّمت للفرق أجهزة إتصال تبث إشارة لدى المرور في النقاط المحددة. هذه الإشارات كانت موصولة بغرفة عمليات وضعها الفوج لمتابعة السباق بأدق تفاصيله وللإبقاء على الإتصال مع المشاركين تجنباً لأي طارئ. وقد وُزّعت بالطبع 11 نقطة تفتيش(Check Points) على طول المسلك لتأكيد مرور الفرق».
المساهمة في حماية البيئة من أبرز الأهداف التي سعى اليها السباق، لذلك حمل كل مشترك غرسة أرز من محمية أرز تنورين وتولى غرسها على مسلك السباق بعد أن زوّد الجميع التعليمات اللازمة.

 

في الختام... الجوائز
في نقطة الوصول كان الجميع بانتظار المتسابقين: الأصدقاء لتهنئتهم بالوصول سالمين، والمنظّمون للتأكد من سلامتهم وتزويدهم الطعام والماء بعد عناء السير في الجبال. وبعد التأكد من وصول آخر فريق، توجّه الجميع الى وسط غابة أرز بشري، حيث أقيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين من الفئات كافة، بحضور قائد مدرسة التزلج العميد الركن محمد الخير ممثلاً العماد جان قهوجي قائد الجيش.
العميد الركن روكز نوّّه بالمجهود الذي بذله المشاركون على الرغم من صعوبة السباق على كل المستويات. وشكر قائد الجيش الذي دعم السباق بتوجيهاته وتشجيعه، كما شكر كل من ساهم بإنجاح السباق... وقال: أردنا ونريد دائماً من كل النشاطات التي ننظّمها التواصل مع المدنيين وتقريبهم من الجيش، كما نشدّد على إيصال الصورة الحقيقية عن لبنان الرياضة والطبيعة والإستقبال. ونسعى لأن يعرف اللبنانيون جبالهم ووديانهم ويساهموا في إنعاش القرى الجبلية ورفع مستوى الرياضة بالمشاركة مع فرق أجنبية عالمية، ونريد ايضاً أن تصبح نشاطاتنا دولية...
وختم العميد الركن روكز كلمته شاكراً الفرق الأجنبية العسكرية منها والمدنية، التي شاركت في السباق، متمنياً التلاقي دائماً وأن تكون التحضيرات القادمة، الجسدية والنفسية والتنظيمية، أفضل وأكثر إرادة وتصميماً على النجاح. بعدها أُعلن عن أسماء الفرق الفائزة في كل الفئات وتمّ توزيع الكؤوس والميداليات والشهادات والجوائز عليهم. 

 

أصداء واقتراحات
العقيد المغوار فارس خوري الذي شارك مع فريقه بسباق الـ18 كلم نوّّه بمستوى التنظيم في هذا السباق، ما منع الغش أو وقوع أي حادث. بالإضافة الى المشاركة الأجنبية المميزة التي تؤدي دوراً هاماً في التعريف عن الجيش اللبناني. ورأى أنه كان من الأفضل تقسيم الفئات حسب الأعمار للتكافؤ. أما الصعوبات التي واجهت المشتركين فكان أولها حسب رأيه صعوبة المسلك والارتفاعات المتفاوتة التي تخلّلته.
أما زميله الدكتور فراس عطالله (جرّاح عظم)، الذي يعشق الرياضة والتحدي، فقد أبدى إعجابه بالتنظيم والاستقبال، والشعور بالأمان الذي وفّره فوج المغاوير، «فأنا كطبيب أشدّد على الناحية الأمنية التي وفّرها لنا الفوج Perfect Security. وأنا أشارك للمرة الأولى في مثل هذا السباق وأقدّر فكرة تقريب المدنيين من الجيش، ليعرفوا الوجه الآخر للمغاوير».
من بين المشاركات السيدة باسكال زوجة الرائد المغوار الشهيد ابراهيم سلوم التي شجّعت صديقاتها على المشاركة من دون تردّد.
حماسة لا مثيل لها واطمئنان وأمان شعر به المتسابقون كونهم بحماية الجيش اللبناني وبالتحديد فوج المغاوير.
وهي ليست المرة الأولى التي يشاركون فيها بهذا النوع من السباقات، وبالطبع لن تكون المرة الأخيرة.

 

النتائج
عن فئة الإناث الأجانب لسباق 45 كلم، فازت من الفريق السويسري كل من Cornelia Bronnimann, catherine Carron وpetra Sigrist بتوقيت 7 ساعات و35 دقيقة.
أما عن فئة الذكور الأجانب، ففاز بالمرتبة الأولى الفريق الفرنسي Patrick Lume, Patrick baladie وCyril Moriot بتوقيت 5 ساعات و58 دقيقة. وحل في المرتبة الثانية السويسريون Joel Mariaux ,Raphael Granger وGuillaume Berlier. وفي المرتبة الثالثة الفرنسيون Rene Bugnion, Ivan Pigeonnat وJean - Christophe Boillat.
عن فئة العسكريين المشاركين بسباق 45 كلم، فاز بالمرتبة الأولى والثانية فريقان من فرج المغاوير، الأول ضمّ الملازم الأول رودولف عقل، العريف علي أبو بكر والجندي أحمد عبدو، بتوقيت 6 ساعات و25 دقيقة. والثاني ضمّ الجندي عمر الأيوبي، الجندي حسن غريب والجندي حسن المسمار.
عن فئة الإناث المشاركات في سباق 30 كلم، فاز فريق مؤلف من اللبنانيتين جويس عزام وتينا قماطي وMarica Pius.
عن فئة الذكور، فاز فريق من الجيش الفرنسي مؤلف من Jean - Philippe Leconte, Jacques Tecuer وEmmanuel Doualle بالمرتبة الأولى بتوقيت 4 ساعات و45 دقيقة. وفي المرتبة الثانية السويسريان Malika Murner وFalvien Strub.
الفائزون العسكريون من فوج المغاوير هم:
في المرتبة الأولى الرقيب جان فتح الله، الجندي حيدر حسن ليلي والجندي نبيل القادري، بتوقيت 4 ساعات و58 دقيقة.
في المرتبة الثانية: المعاون خالد أغا رعد، الجندي حسن الحاج والجندي خضر الخليل، وفي المرتبة الثالثة، العريف حسين زعيتر، الجندي علي غريب والجندي أحمد الموسوي.
عن فئة المدنيات الإناث المشاركات في سباق 18 كلم (Randonnée) فازت بالمرتبة الأولى كارمه الدنا، رنا جبور وكارلا حداد. وبالمرتبة الثانية نور كيروز، ديدي كيروز وليندا كرالوڤا.
عن فئة الذكور، حل بالمرتبة الأولى دوري رنو، Chenieux Jerome وأنطوان فيصل. بالمرتبة الثانية Bares Christophe, Chauvin Antoine وSabot Bertrand. وبالمرتبة الثالثة مازن زهرا، باسم الأيوبي ومحمد ضاهر.
عن السباق نفسه في فئة العسكريين، فاز بالمرتبة الأولى فريق من فوج المغاوير مؤلف من العريف جورج فارس، الجندي الياس فرح والجندي سليمان سعدة. وحل بالمرتبة الثانية فريق من الفوج المجوقل وعناصره العريف الأول عباس أمهز، العريف محمد صوفان والجندي مصطفى حموضة.
وبالمرتبة الثالثة، فريق من المغاوير مؤلف من الرقيب الأول حرب حرب، الرقيب الأول ربيع درغام والرقيب الأول خالد محمد.
وقد حلّ بالمرتبة الرابعة فريق من مدرسة التزلج مؤلف من أحمد شاكوش، باخوس بيسري وتيدي واكيم.
في سباق 18 كلم (Raquette) فاز بالمرتبة الأولى عن فئة الإناث كارول عقل، ميرنا عقل ومايا نصار. بالمرتبة الثانية جويل قمر، نورا دياب ومارلين غجر، وبالمرتبة الثالثة باتريسيا شحيبر، ميلودي باردان وليلا كاسباريان.
أما عن فئة الرجال، فقد فاز بالمرتبة الأولى زهير غزالة، فؤاد طليعة وبلال طليعة؛ بالمرتبة الثانية جان بيار دقاق، رولان أبي يونس ويوسف غربريل، وبالمرتبة الثالثة الفريق الفرنسي Philippe, Guillaume et Jean - Baptiste Petrel.
وأخيراً عن فئة العسكريين في السباق نفسه، فاز بالمرتبة الأولى فريق من المغاوير مؤلف من المعاون الأول جبرايل عماد، الرقيب الأول علي الحاج والرقيب الأول عبد الباسط عبدالله. بالمرتبة الثانية حلّ فريق من اللواء العاشر مؤلف من العريف عيسى الغرباوي، الجندي رواد بولاد والمجنّد الممدّدة خدماته طارق السقعان. وفي المرتبة الثالثة فريق من اللواء نفسه مؤلف من الجندي محمود عبد القادر، العريف عمر الحوم والعريف علاء الهباوي.