- En
- Fr
- عربي
وجهات نظر
السفير الضرار: نحتاج الى تكتلات اقتصادية كبرى لمواجهة التحديات ومواكبة التطور
ضمن سلسلة المحاضرات التي تنظمها كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وبشكل دوري، استقبلت الكلية سفير جمهورية مصر العربية حسين الضرار، الذي ألقى محاضرة تحت عنوان «العمل العربي المشترك»، حضرها رئيس الكلية العميد الركن الياس فرحات ممثلاً العماد قائد الجيش وعدد من ضباط الجيش وتلامذة الكلية. العقيد الركن هادي الخوري (عريف الاحتفال) قال مرحباً بالمحاضر، «إن مصر هي الشقيقة الكبرى التي تحمل هموم شقيقاتها، تحضنهم وترعاهم ولا تنساهم أيام الشدة». وأضاف: «لقد وجد لبنان شقيقته الى جانبه أيام الاحتلال الاسرائيلي، وكانت زيارة سيادة الرئيس حسني مبارك بُعَيد القصف الإسرائيلي لمحطات تحويل الكهرباء علامة مميزة، وكان تعهده ووفاؤه باصلاح كل الأعطال على نفقة مصر رمزاً للشهامة العربية. وما زالت مصر تسعى مع الأشقاء العرب من أجل إزالة الاحتقان وتسوية كل الأمور العالقة بين الأخوة».
السفير حسين الضرّار تناول في مستهل محاضرته التطورات الدولية والإقليمية، لا سيما لناحية التكتلات والتكاملات الضخمة، التي تزيد من الإمكانيات والقدرات لمواجهة المتغيرات العالمية. وأشار الى الإنتصارات والإنكسارات التي شهدها العمل العربي المشترك خلال 60 عاماً، وأهم الانتصارات تحرير قناة السويس وتحرير الجزائر...
واعتبر أن العالم العربي، لا سيما الدول الحديثة الإستقلال، متمسكة بسيادتها واستقلالها لكنها لا تعير البنى التحتية الاهتمام اللازم في حين أنها هي في اساس التطور. فالعالم العربي حصر عمله المشترك بالقوات المسلحة معتبراً أنها الأساس. وأضاف: «هناك العديد من المنظمات العربية، تعمل تحت عناوين كبيرة، وتركز على القضايا السياسية فقط، مهملة القضايا الإقتصادية من تعليم وطبابة وبناء... في العمل العربي المشترك». وأوضح السفير الضرار ان المدخل الى الإصلاح والإنطلاق بالعمل العربي المشترك، يكمن في إدراك أهمية التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، والعمل على إنشاء تكتلات اقتصادية عربية كبرى قادرة على المواجهة ومواكبة عملية التنمية والتطور.
وأضاف قائلاً: «إن الهدف الاستراتيجي لعملية التنمية المتكاملة، يمكن أن يتحقق من خلال أمرين:
أولاً، عدم تضييع الفرص في العالم العربي، وتمويل عمل المؤسسات وتفعيله، وعدم نشر الشائعات. وثانياً تطوير مفهوم التكامل العربي، وتطوير الإنتاج ووضع تصور متطور، ودرس الإمكانات المتاحة، وتفعيل القدرة في التسويق بدلاً من سياسة المنافسة والاضعاف، فالأساس هو البناء والتكامل والتركيز على البعد الإنتاجي.
واعتبر السفير الضرار الاتحاد الاوروبي نموذجاً واضحاً للعمل التنموي المشترك إذ انه قرّب المسافات بين الثقافات والمفاهيم المتنوعة. كما لفت الى أن أهمية العمل العربي المشترك تكمن في مساعدة الدول العربية البعض للبعض الآخر، لأن عبء الدول الفقيرة ينتقل بطريقة غير مباشرة الى الدول القوية، ويؤثّر على عملية التنمية فيها. وقال: إن الثقافات المدنية وثقافة الأديان المتعددة في الدول العربية، هي من إحدى أهم عيوب الدول النامية، والعائق الأساسي أمام عملية التنمية، والعمل المشترك. ولفت الى أن معدلات التجارة البينية في العالم العربي متدنية الى أقصى حد... علماً أن العمل العربي المشترك، لا يمكن أن يقتصر فقط على تحرير الحواجز الجمركية، التي حققت زيادة لا بأس بها في العالم، وإنما يجب أن يتعداها ليتحقق بما يعرف بالتنمية التكاملية، بحيث يتم توسيع نطاق القدرة الإقتصادية في المنطقة العربية وتفعيل الإستيراد والانتاج في الصناعة...
وقال أخيراً: لا بد من الإعتراف أن هناك تحديات إقتصادية صعبة تواجه الاقتصاديات العربية. والمشكلة ليست في رؤوس الأموال، فهي كبيرة جراء الطفرة النفطية، وإنما هي في غياب آليات لاستثمارها واستخدامها. والمطلوب اليوم وليس غداً، إحتواء المتغيرات الإقتصادية الدولية، بأقل خسائر ممكنة، وتحسين شروط الإندماج والتكامل العربي المشترك. وفي الختام، شكر العميد الركن الياس فرحات السفير حسين الضرار باسم العماد قائد الجيش، على محاضرته القيّمة، مقدماً له درع الكلية.