الجيش والمجتمع

وكما سطعت شمس النهار على «يوم مع الوطن»، كان للّيل أيضًا موعد مع سهرة مع الوطن على مدرج مهرجانات جونية الدولية، نظّمتها جمعية «Lebanese & Proud» وحملت عنوان «ضابط إيقاع الوطن» احتفل خلالها اللبنانيون بجيشهم في حضور قائده العماد جوزاف عون إلى جانب وزير الدفاع الياس بو صعب والنائب نعمة افرام وفعاليات سياسية وعسكرية، وحشد من أهالي الشهداء والمواطنين، فوصل عدد الحضور إلى ٢٧٠٠ شخص.

افتُتح الاحتفال بعرضٍ جوي لطائرتَي سوبر توكانو ومرور مميّز للبيارق من مختلف الوحدات العسكرية على وقع أغنية «عليّة» للأخوَين الرحباني وتصفيق الحضور وهيصاتهم. ومع ارتفاع البيارق على المسرح أطلق الشاعر نزار فرنسيس، قَسَم الولاء للجيش اللبناني قائلًا:
«وحياة اللي استشهدوا تا يضل في لبنان
ووحياة أرزة عَ كتف الكون علياني
من قلب قلبي أنا عن حب عن إيمان
بعلن ولائي إِلَك يا جيش لبناني».
بقيت البيارق مرفوعة ووقف الجميع على ألحان النشيد الوطني اللبناني، لترحّب من بعدها مقدّمة الحفل السيّدة أنابيلا هلال بالحضور مقدّمةً رئيس جمعية «لبناني وأفتخر» السيّد فادي فيّاض الذي رحّب بدوره بكل الفعاليات الوطنية والأجنبية وعلى رأسها قائد الجيش العماد جوزاف عون، كما رحّب بفخرٍ بعائلات شهداء الجيش الذين قدّموا أغلى ما عندهم من أجل الوطن.
وقد ألقى كلمةً من القلب، قال فيها: «أنا لبناني وأفتخر بجيشي لأنّ لبنان قوي بجيشه. جيشنا البطل الذي صار على أعلى مستوى من الجهوزية لحماية الحدود ولمواجهة الإرهاب بكل أشكاله التكفيرية والتوسّعية والشمولية.
كيف ما بدنا نحب الجيش ومحمد وأنطون حاربوا كتف عكتف بحرب نهر البارد، وبلال وأحمد ورفقاتن استشهدوا كرمالنا على تلة الحمرا، وجوزف وفادي وجان انتصروا مع جيشنا بفجر الجرود؟...».
وختم السيد فيّاض مقدّمًا العمل الفني الوطني الجديد «صرخات رجال» الذي تمّ بالتعاون مع المؤسسة العسكرية ضباطًا وأفرادًا، ورئيسة لجنـة مهرجانات جونية الدولية، ومؤسّستَي الـMTV وICE. وقد استمرّ الإعداد لهذا العمل على مدى حوالى أربعة أشهر، وهو من وحي انتصار الجيش على الإرهاب في «فجر الجرود»، ومن توقيع الشاعر نزار فرنسيس المؤلف الموسيقي ميشال فاضل، وبصوت النجمَين غسان صليبا وملحم زين.
 

صرخات رجال
عُرضَت الأغنية الجديدة مع الفيديو كليب الخاص بها على شاشة ضخمة أمام الحضور، الذين تسمّرت أعينهم على الشاشة وأصغوا لكلمات هذه الأغنية المؤثّرة التي ضمّت الكثير من مشاعر الفخر والبطولة والعنفوان:
ليل وغيم شارد حامل لِنا نهاية     
هبّ الهوا بارد علّى جنح راية
صار الرعد يهزّ بيوت والخوف يدقدق تا يفوت
يكسرنا ويعزمنا نموت، إلّا وعسكرنا جايي
عَم تهدر صرخات رجال مين لْ بالأرزة تطلّع
والبرق بإيد الأبطال من بوز سلاحُن يلمع
لمّا البطولة تختبر جندي، بتعطيه لقمة موت تا يرجع
بيدوق بيقلّا بعد بدّي وبيضل ياكل موت تا يشبع
هبّ البارود بعدوان والأرض اهتزّت بركان
نازل جيشك يا لبنان ونارو بصدورُن ولّع
حكاية قديمة بأرضنا صرلا زمن، غلطات غيرو بيدفع الجيش الثمن
صار الوطن بيموت تا يعيش الزعيم، وحدو الجيش بيموت تا يعيش الوطن
عِليِت رايات وألوان تزرع فتنة وين ما كان
وحدو جيشك يا لبنان راية أرزك عم يرفع.

ملحم زين وغسان صليبا
نجما أغنية «صرخات رجال» ملحم زين وغسان صليبا كانا ضيفَي السهرة، حيث كانت لهما أغنيات وطنية أشعلت الأجواء وزرعت الحماسة في قلوب الحضور الذين يكفيهم فخرًا أنّهم قدّموا دماءً عزيزة فداءً لوطنهم، فمَن أحق منهم بالتكريم والوطنية؟
وقُبيل اختتام الحفل، عاد الشاعر فرنسيس ليلقي قصيدة خاصة بالمناسبة، أعقبها صعود الفنانَين إلى المسرح وتقديمهما أغنيتهما الجديدة، وسط تصفيق الجمهور وهتافاته واشتعال السماء بالألعاب النارية.

كتاب شكر

وجّه قائد الجيش العماد جوزاف عون كتاب شكر إلى إدارة جمعية «لبناني وأفتخر Lebanese & Proud» وأعضائها، على مبادرتهم إلى تنظيم نشاط «يوم مع الوطن» والحفل الغنائي الوطني «ضابط إيقاع الوطن» كدليلٍ على أنّ الجمعية تمثّل جيل الشباب اللبناني المؤمن بالمواطنية الحقة، والملتزم خدمة المصلحة العامة والمتضامن مع تضحيات الجيش...

سابقة

يشير رئيس جمعية «لبناني وأفتخر» السيد فادي فيّاض، إلى أنّ نشاط «يوم مع الوطن» هو سابقة في تاريخ الجيش، فهي المرة الأولى التي يلتقي فيها المواطنين بهذه الطريقة، متيحًا لهم في نهارٍ واحد وموقعٍ واحد، فرصة الاطّلاع على تقنياته وأسلحته وعتاده وآلياته وتدريباته. ومن جهتهم انبهر المواطنون واندهشوا بتعاون العسكريين واستقبالهم للمدنيين في ما بينهم ليتعرّفوا إلى تقنيات لم يألفوها في حياتهم اليومية. كان العسكري يمدّ يد المساعدة لولدٍ هنا يرغب ركوب آلية أو ملالة عسكرية لالتقاط الصور، ويشجّع آخر هناك ليحمل الأفعى، ويدعو مجموعة في مكان آخر لتجربة سلاح والتعرّف إلى آلية عمله... انكسرت الحواجز بين الشعب وجيشه!