وقفة وفاء

أبناء العسكريين الشهداء برفقة 23 ملكة... والمغاوير «ملاك» حارس
إعداد: جان دارك أبي ياغي

مخيم مؤسسة الشهيد العاقوري في اللقلوق

 

أبناء العسكريين الشهداء إلتقوا مجددًا في مخيم صيفي نظّمته مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، ومن المفاجآت التي كانت بانتظارهم 23 صبية تحمل كل منهنّ لقب ملكة. فالمشاركات في مسابقة ملكة جمال لبنان المغترب (عددهن 23 ملكة من مختلف البلدان العربية والأجنبية)، أدرجن زيارة المخيم على برنامج نشاطاتهن خلال إقامتهن في لبنان.

 

ملكات في المخيم
عند وصول ملكات الجمال إلى مكان إقامة المخيم في ثكنة فوج المغاوير - اللقلوق، كان في استقبالهن قائد الفوج العميد الركن شامل روكز وضباط الفوج وعناصره، ورئيسة مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري وأعضاء المؤسسة وأبناء الشهداء.
بعد النشيد الوطني اللبناني، كلمة ترحيب من الإعلامية جان دارك أبي ياغي بالملكات، متمنية لهن إقامة ممتعة في ربوع لبنان الحبيب، داعية إياهن إلى حمله ذخيرة مقدسة على صدورهن في حلِّهم وترحالهم وإلى الإفتخار بانتمائهن إلى بلد اسمه لبنان.
الزائرات شاهدن عرضًا مصوّرًا يعرِّف بتاريخ تأسيس فوج المغاوير، أهدافه، قدراته، مهماته، شعاره، ونشاطاته المختلفة (صيفًا وشتاءً)، رافقه شرح من الرائد المغوار عباس عقيل. العرض أثار إعجاب الملكات والحاضرين ودهشتهم.
وعرض فيلم آخر يعرِّف بمؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري منذ التأسيس ولغاية اليوم، مع ما رافقها من نشاطات مختلفة هدفها زرع الفرح في قلوب مَن سرق القدر منهم نعمة العيش في كنف آبائهم.
وفي كلمته، رحَّب العميد الركن شامل روكز بالملكات في ربوع فوج المغاوير، وشكرهن على لفتتهن تجاه أولاد العسكريين الشهداء متمنيًا لهن إقامة جيدة في لبنان.
وفي الختام، كانت كلمة لمنظّم حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان المغترب الأستاذ أنطوان مقصود الذي رافق الملكات في جولتهن على المخيم، معرِّفًا بمسابقة ملكة جمال لبنان المغترب التي بدأ بتنظيمها منذ حوالى 11 عامًا، شاكرًا قائد فوج المغاوير وضباطه وعناصره على حسن الإستقبال، معربًا عن شكره بهدية رمزية قدّمها إلى قائد الفوج عبارة عن ساعة يد تحمل شعار حفل انتخاب الملكة.
كما كانت كلمة لمدير لجنة انتخاب ملكة جمال لبنان المغترب - أوستراليا - السيد جوزف خوري، وقد سبق للجنة أن تعاونت مع مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري من حوالى السنتين وأخذت على عاتقها أن يكون التعاون مثمرًا، فكانت النتيجة جمع مبلغ من المال «هدية إلى أبناء شهداء الجيش اللبناني الذين ضحّوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الدفاع عن أرض لبنان وترابه المقدّس من أي مخاطر»، ووعدوا أن يكون التعاون أكبر في كل عام.
وعربون محبة وتقدير، قدّمت الملكات هدايا رمزية من بلدانهن لأبناء شهداء الجيش وتناولن طعام الغداء إلى مائدتهم. بدورها، قدّمت مؤسسة العاقوري لكل من الملكات قرصًا مدمجًا يتضمن سيرة حياة ونضال واستشهاد المقدم الشهيد صبحي العاقوري وقبعات تحمل اسم المؤسسة مرفقة بوردة محبة.
ثم انتقل الجميع لمشاهدة العرض العسكري المميز الذي يؤديه المغاوير في المناسبات الخاصة. وعلى مدى ساعتين من السير على الأقدام، وصل الجميع إلى مكان العرض في بالوع بلعا (نسبة إلى منطقة بلعا بالقرب من بلدة تنورين الفوقا). البالوع (المعروف أيضًا ببالوع الجسور الثلاثة) تمّ اكتشافه العام 1952 على يد خبير المغاور الفرنسي هنري كوافي (1907 – 1989)، ويتميز بثلاثة جسور طبيعية متداخلة تجعل منه معلمًا جيولوجيًا فريدًا في العالم، يصل عمقه إلى 255م واتساعه الى 268م.
وكانت للملكات وقفة عند البالوع، استمتعن خلالها بالمناظر الساحرة قبل أن يتابعن وهنّ يحبسن أنفاسهن العرض العسكري الذي نفّذه العسكريون بإشراف الملازم الأول عطية أبو حيدر. وكان عبارة عن تيروليان، هبوط وتسلّق على الحبال، تسلّق على الصخر، سجال( قتال وجهًا لوجه)...

 

أيام المخيم
شارك في المخيم حوالى 45 شخصًا من أبناء الشهداء العسكريين أعمارهم بين 15 و20 سنة. هؤلاء عند وصولهم إلى ثكنة المغاوير في اللقلوق كان في استقبالهم المسؤول عن الثكنة الذي رحّب بهم ترحيبًا حارًّا وأعطى توجيهاته إلى العسكريين لمواكبة الشباب والصبايا خطوة خطوة، ثم رافقهم المعاون الأول كامل عدرا إلى غرفهم لتوضيب أغراضهم.
برنامج المخيم كان منوعًا وتوزّعت نشاطاته بين الألعاب والثقافة والترفيه. كما تضمن دروسًا نظرية وتطبيقية أعطتها الآنسة كارلا بعيني (منشِّطة ومنظمة مخيمات)، حول كيفية إعداد منشِّطين، إدارة مخيمات صيفية، تحضير سهرات المخيم... وقد جرى التركيز على إعداد 12 شخصًا (من عمر 13 سنة وما فوق) و15 مساعدًا، ووضع خطة عمل يتسلم بموجبها المنشطون الجدد مسؤولياتهم في مخيم الصغار الذي أقيم لاحقًا في قاعدة رياق الجوية.
وفي جلسة تثقيفية، دار نقاش بين الدكتور فادي اليازجي (طب نفسي) والمشاركين في المخيم حول مواضيع تتعلّق بأمور الحياة اليومية كاليأس عند الشباب، علاقة الأهل بالأولاد، صورة الأب في العائلة، دور الأم والأقارب والمدرسة في حال غياب الأب، وغيرها من المواضيع... بأسلوب سلس وواضح وجريء.

 

بحر وجبل
في إطار النشاطات الخارجية للمخيم، لبّى أبناء العسكريين الشهداء دعوة المجمّع العسكري - جونيه حيث مارسوا رياضة السباحة، وزاروا مدرسة التزلج - الأرز وجالوا على غابتها وتناولوا طعام الغداء إلى مائدة قائد المدرسة الذي رحّب بهم جميعًا ضيوفًا أعزّاء في ربوع الأرز. وكالعادة تخللت المخيم أيضًا أشغال يدوية وسهرات ممتعة.
وفي الختام، شكرت رئيسة مؤسسة الشهيد العاقوري كل من ساهم في إنجاح المخيم من عسكريين ومدنيين ومؤسسات داعمة، واعدة بالعمل المستمر في سبيل إبقاء أبناء العسكريين الشهداء في فرح دائم.