ملف العدد

أبوابنا مفتوحة لكم...
إعداد: ليال صقر الفحل

«لم يسبق أن فتح مركزنا أبوابه لاستقبال متدربين من خارج فرنسا سوى للجيشين اللبناني والبلجيكي» ... بهذه الكلمات اختصر الرائد X. العلاقة الوثيقة بين الجيشين اللبناني والفرنسي، وهي تشمل عدة مجالات من بينها الأعمال المتعلقة بالألغام، إذ تُشكل هذه الأعمال ميدانًا لتبادل الخبرات بين الطرفين.

المركز المقصود هو مركز تدريب الجيوش الفرنسية على التخلّص من الذخائر غير المنفجرة Pole Interarmée Mune - PIAM الذي زار وفد منه يرأسه الرائد X. المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وكان برفقته وفد آخر من جمهورية بينين يُمثل مركز تدريب الدول الأفريقية على نزع الألغام والتخلّص من الذخائر التقليدية Centre de perfectionnement aux actions post- CPADD - conflictuelles-de déminage et dépollution والأخير مدعوم من الجيش الفرنسي على غرار المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهداف إنسانية في لبنان، والتي تجمعها مع CPADD مذكرة تفاهم تنص على تبادل الخبرات والزيارات والمدربين.

خلال الزيارة أشار قائد مركز CPADD المقدم Sahgui Djimon إلى الرغبة في استقبال ضباط وعسكريين من لبنان وتدريبهم على التخلص من الأسلحة الخفيفة وإدارة مخازن الذخيرة التي خلّفتها الحروب. وأبدى حماسته لإرسال ضباطه وعناصره إلى المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام للاستفادة من خبرات المركز، ما يضمن تطوير المعارف والخبرات والتوعية في هذا المجال.

 

الجيش اللبناني في قلوبنا وعيوننا

ومن جهته أوضح الرائد X. أنّ مركز PIAM لم يسبق أن فتح أبوابه لاستقبال متدربين من خارج فرنسا سوى للجيشين اللبناني والبلجيكي، وذلك في إشارة منه إلى العلاقة الوثيقة والمميزة التي تجمع الجيشين اللبناني والفرنسي. هذه العلاقة تجعل الفريق الفرنسي يشعر عندما يكون في لبنان بأنّه في بلده الثاني، وليس في بلد أوكلت إليه فيه مهمة عسكرية ينفذها ويمضي. «الجيش اللبناني في قلوبنا وعيوننا، ومحبة فرنسا للبنان ليست بجديدة، هي محبة مترسخة صامدة لن تتأثر بأي عثرة أو مشكلة، وستتجدد علاقات التعاون ألف مرة وتتبلور الخبرات وتتقدم ويتقدم معها الجيشان اللبناني والفرنسي على حد سواء»، يقول الرائد الفرنسي.

 

خبرة الجيش اللبناني شاملة

ويؤكد الرائد X. أنّ تبادل الخبرات يتم بالاتجاهين، فكما يستفيد الجانب اللبناني من خبراتنا من خلال متابعة برامج ودورات وتنفيذ تدريبات والخضوع لاختبارات، كذلك يُنتدب ضباط وعسكريون فرنسيون لتنفيذ نشاطات تدريبية في لبنان، يستفيدون خلالها من تقنيات الجيش اللبناني وخبراته في ما يتعلق بإدارة الأنشطة الخاصة بالألغام، كإزالتها والتوعية من مخاطرها ومساعدة ضحاياها، فخبرة الجيش اللبناني شاملة في هذا المجال. وهو يوضح أيضًا أنّ وجودهم في لبنان يتيح لهم فرصة معاينة عمليات إزالة الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة على أرض الواقع، فيكتسبون بذلك خبرة عملية.

ليس جديدًا على جيشنا أن تُنوه الجيوش الحديثة الكبرى بأهمية قدراته وكفاءة عناصره، مع ذلك فنحن نشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز بهذا الجيش كلما أدركنا مدى الاحترام الذي يحوزه في المحافل الدولية.