جندي الغد

أتعرف إلى عالمي
إعداد: ريما سليم ضوميط

 حكاية الاستقلال

في الأول من أيلول 1920 أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير، في ظل نظام الانتداب الفرنسي الذي أقرّته عصبة الأمم. كان شعار الانتداب آنذاك تدريب اللبنانيين على حكم أنفسهم من دون وصاية خارجية. لكن الواقع جرى على عكس ذلك، حيث مارست سلطة الإنتداب وصاية حقيقية على اللبنانيين، وعيّنت حاكمًا فرنسيًّا على دولة لبنان الكبير. وبحسب دستور العام 1926، فقد كان للمفوض السامي الفرنسي صلاحيّات مطلقة مكّنته من تعديل الدستور أو تعطيله ساعة يشاء. وفي 8 تشرين الثاني 1943، قام رئيس الجمهوريّة آنذاك بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، بتحرير الدستور من النصوص التي تمنح صلاحيات مطلقة للمفوض السامي وبإعلان الاستقلال التام،  فردّت السلطة الفرنسيّة باعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل كميل شمعون، عادل عسيران، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا، وسجنهم في قلعة راشيا التاريخية. عندئذٍ، امتلأت ساحات لبنان بتظاهرات صاخبة في مختلف المناطق، شارك فيها اللبنانيّون بمختلف طوائفهم، مما أجبر الفرنسيين على إطلاق المعتقلين في 22 تشرين الثاني 1943، واعتُبر هذا اليوم عيدًا رسميًا لاستقلال لبنان الوطني.

بفضل معركة الاستقلال، أصبح لبنان وطنًا حرًّا مستقلًّا، وأصبح له علمٌ يرمز إلى سيادته، وجيش نظامي، ونشيد وطني، ولم يعد خاضعًا لأيّ وصاية أجنبيّة.