- En
- Fr
- عربي
أسماء لامعة
طليع حمدان: جداول العطر وسط شلالات الصور والكلمات
أحد أبرز شعراء المنبر الزجلي، تميّز بجمال صوته ورقّة نبرته الشاعرية، إنه طليع نجيب حمدان. غنّى أبرز النجوم والفنانين العرب قصائده الغزلية والوطنية.
ولادة الشاعر
في قرية عين عنوب (قضاء عاليه)، أبصر طليع حمدان النور في 19 كانون الثاني العام 1944. والده نجيب حمدان (مزارع)، ووالدته فاطيني يحيى (ربّة منزل). ترعرع في كنف عائلة مؤلفة من 11 ولدًا. ورث عن والديه محبة الناس، والعيش بخوف الله.
تأثّر بأجواء قريته عين عنوب، فالقرية المشهورة بعيون الماء البالغ عددها عدد أيام السنة (366)، اشتهرت أيضًا بالشعراء أمثال الياس حرب، جميل شجاع، شفيق شجاع، جورج حرب... هكذا وجد نفسه منذ الصغر في بيئة غنيّة جماليًا وشعريًّا، فالأعراس في عين عنوب كانت تحييها جوقات الزجل. وكانت ردّات القرادي تتدفق في المناسبات كما تتدفق عيون الماء شتاءً.
اختزنت ذاكرته صورًا من روائع طبيعة عين عنوب، وفي أحضان هذه الطبيعة كتب أجمل الأبيات الشعرية وبدأ يردّدها في حفلات منتزه القرية على ضوء القنديل مع الشاعرين سعيد وجورج حرب. كما اختزنت ذاكرته باكرًا ردّات الشاعرين الزجليين شحرور الوادي وعلي الحاج.
مشوار الإبداع والتألّق
تلقى علومه الإبتدائية في مدرسة عين عنوب الرسمية، وكان في الربيع، يتخلّف عن المدرسة ليتابع حفلات شحرور الوادي بأكملها، وهكذا أخذه عالم الشعر والزجل عن متابعة دراسته، على الرغم من نصائح الوالد. وبدأت ملامح مستقبله الشعري تنبثق مع فجر باكورة حفلاته التي أحياها مع الشاعر زين شعيب، الذي سمعه يغني في إحدى حفلات القرية وأعجب بصوته. تلك الحفلة كانت عبارة عن مبارزة بين الرجلين في كازينو خلدة على شاطئ البحر العام 1964. وهكذا برز إسم طليع حمدان في عالم الشعر والزجل، وبدأ مشوار الألف ميل العام 1965، مع الشاعر الزجلي زغلول الدامور الذي سمعه في تلك الحفلة، فاتفقا على العمل سوّيًا في جوقة الأخير (جوقة زغلول الدامور) التي كانت تضمّ أيضًا الشاعرين: زين شعيب وإدوار حرب.
أحيت هذه الجوقة الحفلات اليومية في جميع المناطق اللبنانية، وكان يحضرها الآلاف من محبي الزجل. ووصلت إلى العالمية، بحيث أحيت الحفلات الزجلية في بلاد الإغتراب (الولايات المتحدة الأميركية، البرازيل، الأرجنتين، كندا، البرازيل، أوستراليا) وفي البلاد العربية (الكويت، دبي وقطر...)، حاملة إلى اللبنانيين الشوق، الحنين، العادات والتقاليد اللبنانية.
العام 1959 تزوّج من السيدة سلوى عيد، ولهما أربعة أولاد هم شادي (إجازة في المحاسبة)، زينة (إجازة في إدارة الأعمال)، سحر (إجازة في العلوم السياسية) وخزام (إجازة في التاريخ).
جوقة الربيع
بسبب اندلاع الحرب العام 1975، توقّفت الجوقة عن إحياء الحفلات التي كان آخرها في مدينة أوتاوا – كندا، بحيث ودّع أعضاؤها بعضهم بعضًا هناك.
العام 1976، أنشأ الشاعر طليع حمدان جوقته الخاصة (جوقة الربيع)، والمؤلفة من الشعراء: طليع حمدان، خليل شحرور، أنطوان سعادة ونزيه صعب.
أحيت الجوقة الحفلات الزجلية الرائعة في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك في دول الاغتراب مثل كندا، أميركا، أوستراليا والخليج العربي... كذلك كانت لحمدان حفلات تحدٍّ مع كل من الشعراء جرجس البستاني (في البترون)، موسى زغيب (في عين سعادة وفي عمان – الأردن)، وأسعد سعيد (في كفرحيم)، سيّد محمد المصطفى (في الغازية، بتاتر وخلدة) وزين شعيب وزغلول الدامور ( في بيت الدين).
جوقة الربيع ما زالت تحيي الحفلات في لبنان وخارجه، وهي تضمّ اليوم إلى جانب طليع حمدان الشعراء: فيكتور ميرزا، نديم شعيب ومازن غنّام.
سقى الله أيامًا وذكريات...
يُعتبر حمدان من كبار شعراء الزجل اللبناني، تميّز بامتلاكه جميع أركان الشاعر المنبري وهي: الصوت، الأداء والشعر.
يتميّز طليع حمدان بشعره الحماسي وبنبرته الوجدانية وبصوره الساحرة، بالإضافة إلى صوته الحنون. وقد اشتهر بلونين طبعا شخصيّته الزجلية، اللون الأول هو الغزل بالمرأة وبالطبيعة، أما الثاني فالرثاء، بحيث أبكى الملايين.
يؤكد حمدان أن «الزجل منذ ثمانين عامًا (أي منذ شحرور الوادي) ما زال على حاله. الإفتتاحية، ومن ثم القرّادي، وبعدها الحوارات، الغزل، العتابا والشروقي.
وقد أضاف كل من الشعراء خليل روكز، زين شعيب وزغلول الدامور بيتين إلى الردّة التي كانت مؤلفة أصلًا من بيتين. كما أضاف الشاعر خليل روكز الآلة الموسيقية كالربابة، التي كان يعزف عليها مهدي زعرور في الخمسينيات.
لم يزل قلم الشاعر طليع حمدان يخطّ أجمل القصائد الغزلية والأبيات الشعرية وهو يعتبر أن الشاعر يخلق من روحه تجديدًا للصورة الشاعرية، أو لصورة أو لفكرة جديدة لم يتطرق إليها بعد. ويؤكد أن الناس تعود إلى سماع الألون التراثية الجميلة ومنها الزجل، سقى الله
أيامًا وذكريات...
مؤلفاته
للشاعر عدة مؤلفات ودوواين شعر ومنها:
• براعم ورد ( 1990).
• «جداول عطر»(1995).
• «ليل وقمر» ( 1999).
• «انطريني أنا جايي» ( 2011).
• «إفتتاحيات طليع حمدان» يصدر في ربيع العام (2014).
دروع وأوسمة
تقديرًا لعطاءته الشعرية حاز الشاعر الزجلي طليع حمدان عدة دروع وأوسمة منها:
• وسام الأرز من الرئيس إميل لحود (2001).
• درع تقديري من الرئيس رفيق الحريري (2002).
• درع من الجامعة الثقافية في العالم سيدني – أوستراليا ( 2007).
• ميدالية كمال جنبلاط، تقدمة المكتبة الوطنية – بعقلين (2013).
يا زهر إلا الجيش ما بيحمي شذاك
يا موطني لبنان ما أجمل قراك
ما بيعرف التاريخ إلا اللي قراك
لمّا سطورك صار يقرا عالهدا
السطر يلي قدامك حسد السطر لِوراك
إنتَ إللي عطيت المجد ورجال الفدا
وبكل وقفة عزّ دقيّت بسماك
سألوك مينك إنت نجمات الهدى
قلتلهن لبنان، قالولك عفاك
بتعيش كلمتنا بلا شادي شدا
بتعيش جنّتنا بلا جوانح ملاك
ويا جيشنا دم الحياة بتنهدا
وحدة شعب لبنان ما عاشت بلاك
وبليلنا عتلال ما بتأذي حدا
ضوّ القمر بدّو حِمايي من رِضاك
والنهر وصّا الزهر عضفافي الوِدا
يا زهر إلا الجيش ما بيحمي شذاك
يا جيشنا الحامي حياتي من العِدا
إحميني بْمماتي بعْد ما إغفا بْحِماك
يا ريتني زهرا وما تسقيني ندا
بإيدك اقطفني وعا شهيدك زتّني
وآخر ما قلّو دبّلت وراقي فداك
طليع حمدان