الأول من آب

أدّوا القسم فتيانًا راكعين وتخرّجوا رجالاً شامخين
إعداد: ندين البلعة خيرالله

للسنة الثالثة على التوالي يغيب احتفال تسليم السيوف للتلامذة الضباط في مناسبة عيد الجيش... لكن، وللسنة الحادية  والسبعين، يقف المتخرجون من الكلية الحربية شاهرين عزائمهم سيوفًا مسلولة للدفاع عن الوطن. وقبل أن يغادروا عرين الأسود حيث تزوّدوا الكفاءات والمهارات التي تخولهم أداء الواجب المقدس، أقسموا يمين الولاء للبنان، لينطلقوا في مسيرة زادها الكرامة والشجاعة والاستعداد اللامحدود للعطاء.
احتفال التخرّج المختصر أعقبه لقاء في القاعة الوسطى مع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي اللذين كانت لكل منهما كلمة في المناسبة.


ضباط دورة العقيد الشهيد نور الدين الجمل
سيوف مسلولة للدفاع عن الوطن

 

احتفال القسم
... اصطفّوا في ساحة الشرف إلى جانب رفاقهم في السنة الأولى والثانية، وفي حضور عائلة العقيد الشهيد نور الدين الجمل الذي حملت دورتهم اسمه. لم يشارك أهاليهم في هذا الاحتفال، ولم يختبروا رهبة الثواني التي يتسلّم خلالها أبناؤهم السّيوف، ولكنهم، انتظروهم أمام مبنى الكلية ليستقبلوهم بالزغاريد وبدموع الفرح والفخر حين خرجوا موشّحين بنجومهم اللامعة.
في البداية، استقبل المتخرّجون وضباط الكلية الحربية وقادة القطع والوحدات والحاضرون، علم الجيش وتأهّبوا إلى العلم. بعدها وصل رئيس الاحتفال قائد الكلية الحربية بالوكالة العميد فادي غريّب ممثلاً العماد قائد الجيش ليعلن بدء الاحتفال.
سلّم المتخرّجون بيرق الكلية إلى رفاقهم في السنة الثانية، وساروا بخطًى واثقة، أداروا ظهرهم لثلاث سنوات حملوا عبأها ودروسها على أكتافهم وفي عقولهم، لينطلقوا متسلّحين بها إلى الميدان، مقسمين على الوفاء.
إلى القسم، أعلن عريف الاحتفال، فتوجّه طليع الدورة الملازم أحمد نجّار نحو علم الجيش وأقسم اليمين، ثم سلّم درع الدورة إلى أرملة الشهيد الجمل.
غادر البيرق والعلم، ومن ثم التلامذة الضباط فالمتخرّجون الذين ساروا على وقع نشيد الجيش في عرض عسكري رمزي، ورموا قبّعاتهم عاليًا مودّعين الكلية، قبل أن يتسلّموا شهاداتهم من العميد غريّب.

 

إلى القاعة الوسطى
بعد انتهاء الاحتفال، توجّه المتخرّجون إلى القاعة الوسطى حيث تبادلوا التهاني، ارتدوا بزّاتهم الجديدة وعلّقوا النجوم على أكتافهم منتظرين لقاءهم الرسمي الأول وهم برتبة ملازم، بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك في حضور قادة الأجهزة الأمنية وكل من: رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير، عضو المجلس العسكري اللواء الركن جورج شريم، المدير العام للإدارة اللواء محسن فنيش، المفتش العام اللواء الركن سمير الحاج وكبار أركان القيادة.

 

الوزير مقبل: كونوا في مقبض السيف واحدًا
وزير الدفاع الأستاذ سمير مقبل توجّه إلى الضباط المتخرّجين مهنّئًا بكلمة جاء فيها:
في هذا اليوم، مثل كل سنة، نحن على موعد مع العزم والأمل، مع الإيمان المتجدّد بلبنان، وبصموده في وجه المحن.
هذا اليوم ينتظره اللبنانيون بفخر واعتزاز، وهم يشاهدون هذه النخبة من أبنائهم تنضم إلى من سبقهم في شرف الخدمة والذود عن الوطن، بينما تشهد حدودنا مختلف أنواع التهديدات والأخطار.
فجيشنا الوطني ليس حاميًا للحدود فقط بل هو ضامن الوحدة الوطنية، وقد انخرط في صفوفه، ماضيًا وحاضرًا أبناء من مختلف المناطق والمذاهب، فقدّموا التضحيات بالأرواح من دون حساب.
 

أيها الضباط،
شئتم تسمية دورة تخرّجكم باسم الشهيد العقيد نور الدين الجمل الذي استشهد تحت شعار «شرف – تضحية – وفاء» خلال الاشتباكات التي خاضها الجيش ضدّ المجموعات الإرهابية في منطقة عرسال.
أنتم مع من سبقكم ومن سيليكم من خريجين تمثّلون القدوة في التزام القوانين والأنظمة وفي الولاء الكامل للوطن. ضعوا نصب أعينكم صون حدود لبنان وتوفير الأمن للمواطن وحمايته من كل تعدٍّ على حقوقه بعيدًا من كل أشكال الطائفية والمذهبية والمناطقيّة.
وطننا الحبيب أمانة غالية في أيديكم، عليكم أن تصونوا استقلاله وتدافعوا عن حدوده... عليكم إنقاذ لبنان من شرّ المصاعب وأدهى الكوارث.
وأضاف: لا بد من توجيه كلمة تقدير وشكر للمؤسسة العسكرية والقيادة الحكيمة للعماد قهوجي وسائر ضباط الجيش ورتبائه وأفراده. كما نوجّه تحية خاصة للوحدات العسكرية الرّابضة في جرود عرسال وبعلبك، والتي تسجّل بطولات سيخلّدها التاريخ وتفاخر بها الأجيال...
 

أيها الضباط المتخرجون،
مرة جديدة يغيب الاحتفال المعتاد الذي يتمثّل بتسلّم الخريجين السيوف من رئيس الجمهورية بسبب شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سنتين. لا شكّ بأن لهذا التقليد رمزيته، لكني على يقين بأنه لن يحدّ من معنوياتكم وعزمكم على الوفاء لقسَمكم بعدما أصبحتم أنتم سيوف الحق والبطولة.
فأنتم كضباط جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك، تشكّلون يدًا واحدة في خدمة الوطن، خصوصًا في هذه الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد، والتي تتطلب تضافر الجهود والتعاون الكامل. وهنا يستحضرني قول أحد الشعراء: «أصابع كفّ اليد في العدّ خمسة ولكنها في مقبض السيف واحد», لبنان يزداد كبرًا بكم، كونوا أوفياء لجنديّتكم وأمناء لبزّاتكم.
عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان.

 

العماد قهوجي: لبنان والجيش بانتظاركم
قائد الجيش العماد جان قهوجي هنّأ أبناءه بتخرّجهم بعد ثلاث سنوات من الجهد والتعب في الكلية. وقال: في أول لقاء لي بكم عند التحاقكم بالكلية، قلت لكم: نحن نهيّء رجالاً وقادةً للمستقبل. أمّا اليوم فأقول: إننا نحصد النتيجة، أنتم مستقبل لبنان، وسوف تصبحون قادة كما سابقيكم الذين يعتمد الوطن عليهم...
وطمأن القائد «الشباب الشجعان» مؤكّدًا أن لبنان بخير، ولكن هذا لا يعني أن ننام على حرير... وإذ أسف لعدم إقامة الاحتفال في حضور رئيس الجمهورية للسنة الثالثة على التوالي، قال، «لن نقبل بتغيير هذا التقليد الذي يشكّل جزءًا من تراثنا...».
وشدّد قائد الجيش على ضرورة أن يكون الضباط جديرين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم حين يلتحقون بوحداتهم في مختلف الأجهزة الأمنية، وقال: لبنان والجيش بانتظاركم، وأنتم الدم الجديد الذي يرفد المؤسسة العسكرية بالحياة، ولبنان لا يكون بخير إلاّ إذا كان الجيش بخير... فتذكّروا أنكم حين أوشكتم على تأدية القسم قيل لكم، يا فتيان اركعوا. وحين أدّيتموه، قيل لكم يا رجال قفوا... فأنتم الآن رجال المستقبل، وعلى كاهلكم مسؤولية أمن شعبكم وسلمه! وأضاف: اكتسبوا الخبرة والمعلومات من رؤسائكم، وعليكم بالطاعة والانضباط والثقافة التي هي عصب الجيش. فالعالم يتطوّر وأساليب التدريب والتقنيات العلميّة تتبدّل، فادرسوا وتثقّفوا وطوّروا أنفسكم في كل المجالات لاستيعاب هذا التطور.
من جهة أخرى، أكّد القائد أن الجيش في هذه الفترة هو في أفضل أحواله من حيث العديد والقدرات والقوى، حاثًّا المتخرّجين على المساعدة في تطويره أكثر فأكثر، وعلى الترفّع عن الصغائر، والطائفية والتفرقة...
وأضاف: لا تنسوا أننا العمود الفقري للدولة اللبنانية، ومحطّ ثقة أبنائها. فبسبب الخلافات السياسية ضعفت المؤسسات وتعطّل عملها، ولم يبقَ سوى المؤسّسة العسكرية كمؤسسة عاملة تؤدّي واجبها بشكلٍ كامل من دون كلل ولا ملل. وهدفنا الأساسي هو الحفاظ على هذه الثقة وسوف نقوم بالمستحيل لذلك...
وقال: في حين يشتعل محيط لبنان ويواجه حربًا عالميّةً ثالثة غير معلنة، نقاتل نحن على الحدود وفي الداخل للحفاظ على لبنان... وقد نجح الجيش في مواجهة الإرهاب... وما مساعدة الدول الصديقة لنا سوى نتيجة لقيام الجيش بدوره في الدفاع عن الوطن. ونحن نملك التصميم الكامل والإرادة القوية للدفاع عن لبنان، لكن هذا لا يتمّ إلاّ بتكاتفكم ونشاطكم...
وشدّد أخيرًا على أهمية الالتزام وتأدية الواجب من دون جميل، فالعسكري يُدرَّب لسنوات حتى يخوض التجارب الصعبة في الأيام السوداء، وقال: نحن الآن في مرحلة صعبة تحتاج إلى التزامكم من دون حساب للوقت ولا للعمل، لأن عملنا رسالة وواجب وطني... مبروك من جديد ونتمنّى ألاّ يتعرّض أحد منكم للأذى... ونتمنّى لكم دوام الصحّة والعمل الدؤوب والمستقبل المشرق.

 

اختتام الاحتفال
السنوات التي يمضيها التلميذ الضابط في الكلية الحربية، محفوفة بالمصاعب، ولكنها أيضًا فترة اكتساب المهارات والخبرات والاستفادة من التوجيهات.
قائد الكلية العميد فادي غريّب الذي رافق برعايته التلامذة الضباط، التقاهم عشية التخرّج، فزوّدهم بعض التوجيهات، وأكّد لهم أنّ مدرّبيهم ينتظرون نجاحهم في الميدان... وأشار إلى أن التعب الذي شعروا به خلال الفترة التدريبية لا يُقارن بتعب المسؤولية التي هم قادمون عليها. وطلب منهم التحلّي بالجدية والمسؤولية الذاتية, قائلاً: حين كنتم تلامذة كنا نحن مسؤولين عنكم، ولكنّكم اليوم بتّم مسؤولين عن الأرواح والعتاد وعن تنفيذ المهمات، فكونوا جاهزين لمواجهة الأخطار...
في ختام الاحتفال، توجّه الجميع لالتقاط الصورة التذكارية في ساحة الشرف أمام النصب التذكاري للضباط شهداء الجيش، ومن ثم إلى كوكتيل في ردهة الشرف، وكلمة في السجل الذهبي لكل من وزير الدفاع وقائد الجيـش.


بعيد الجيش بأول آب                    بالكلية الحربية
استلوا سيوف أسود الغاب            حتى يصونوا الهوية
ثلاث سنين من الأتعاب                 والليالي المضنية
بتلبقلن صارت التياب                    والهيبة العسكرية
ويا ضباط القضية                        للوطن إنتو هدية
مبروك عليكم النجوم                    فوق كتاف العلية
مهما ليالي الشدة تدوم               إنتو الشمس المضوية
إن غلطوا الإعدا وشنوا هجوم         إنتو حصون الحرية
حتى لو القيامة تقوم                   رح تبقى الجمهورية
ورح تبقوا الخط المرسوم               للراية اللبنانية

 

حنا شعيا والد الملازم رالف شعيا

 
 

المتخرّجون
بموجب المرسوم الرقم 3887 تاريخ 31/7/2016 رُقّي إلى رتبة ملازم في الجيش كل من المتخرّجين الآتية أسماؤهم:


 

• القوات البرية:
أحمد نجار، خليل الأشقر، مايكل رحمة، رامي راشد، عدي عياش، هادي أبو خليل، جوليان زياده، علي العاكوم، وئام قرقوط، إميل مشحّم، فادي داود، رالف شعيا، الياس أيوب، نيقولاس شاهين، ماريو الصرّاف، بهاء هاني، مارون العيراني، أكرم حنا، حمودي حيدر، محمد جابر، الياس الياس، جوزف أبو بطرس، رباح المهتار، ابراهيم وهبه، محمد الحجار، أنطوني مالك، محمد الحلاني، ديب فارس، محمد عمر، عماد جرجس، أحمد صبره، عماد الحاج حسن، قزحيا تادروس، حمود زهرمان، نيكولاس مخلوف، مروان عبدالله، رشاد الدهيبي، صادق غضبان، الياس طنوس، إيليو الطويل، لؤي البعيني، إيلي الحداد، وسام فرنجيه، ألان جبرائيل، أديب لحود، بيتر رحمه، ابراهيم الرجب، عبد الرحمن المصري، محمد غادر، الياس نصر، عاصم حمادي، سقراط البراضعي، إياد أبو فرج، لبيب كفوري، فادي زغيب، إيلي بطرس، محمد أبو شقره، أنطونيو مرقص الدويهي، جاد بدر، جوزيف ضاهر، محمد حمد، سليم طنوس، جورج توفيق، سامي الطويل، محمد غادر، فادي الحداد، إيلي نهرا، مهدي يزبك، جورج شاهين، جاد بو ضاهر، ماجد لطّوف، ربيع عساكر، جميل عيسى، عباس قمح، شربل دوميط، شعلان البيطار، محمد محمد حبلص، حنا الزاخم، ساري متري، فراس حرب، ابراهيم الزلمه، علي الحجار، هاشم ابراهيم، طوني السغبيني، عباس مرتضى، شربل الخوري، سيلفستر موسى، غدي نحاس، برنار البعيني، محمد خير الحجيري، جاد زغيب، جورج نعيمه، حسين الشل، أدكار موللر، فرناند عيسى، هلال صعب، بلال قدور، حسن الغويل، كرستيان فرنسيس، دافيد وازن، محمود عبد القادر، ألفراد صفير، أحمد كنج، أحمد حسن، عائد أبو فاعور، جاد كفروني، جورج سركيس، جوني الياس، حمزه طعمه، سليمان فرح، جورج الملكي، جورج عطالله، ذخيا صفير، رواد البردان، سركيس عبود، خليل طعوم، علي راضي، كارل يوسف، عماد علي طراديه، جوزف أبو سعد، محمد درويش علم الدين، عثمان برغل، بشار عباس، ماهر صبرا، الياس شاهين، باسل المولى، الياس رحيم، علي خليفه، الياس فارس، علي الطحان، رامي الحارس، جورج النمر، موريس هرموش، محمد سلامي، عبدالله كوراني، روماريو سعيد، محمد علي توبي، حسين يوسف، أحمد الربيع، ريتشارد المعراوي، جورج البرقاشي، نضال مصلح، عبدالله سويد، علي عبدالله، عباس بشر، وليد طعمي، محمد عاكوم، محمد السيد قاسم، علي دنش، أيلا حيدر، نادر شيّا، خليل بدوي، زياد هاجر، فادي علوش، علي الرضا شكر، إيلي رباحي، محمد ناصر الدين، محمد هدى، محمد علي سلامي، علي مشيمش، رالف أبي خليل، سهيل الدنا، كريم سرحال وأحمد عمر.

 

• القوات الجوية:
إيلي الغصين، حسين المولى، شربل بو ملهم، أنطوني لبه جيان، جان معوض، ديب عبدالله، أحمد عبد الرزّاق، إيلي الجبور، محمد الموسوي، محمد يزبك، شربل فارس وإدي فهد.
 

 

• القوات البحرية:
عبد الوهاب القصاب، حسين الموسوي، صالح حيدر، علي خير الدين، فادي حسن، توفيق هليط، ابراهيم الحايك، أحمد حميه وهادي عبود.