- En
- Fr
- عربي
عبارة
لا تنفكّ اسرائيل تتحين الفرص، وتستغلّها، في سبيل اقتراف عمل عدواني في هذه النقطة أو تلك من حدودنا الجنوبية، ففي مرّة تزيد مواقعها ونقاط مراقبتها بشكل استفزازي، وفي مرّة تطلق القنابل المضيئة أو القذائف المتفجرة عند الحدود. وكم عمدت إلى تجاوز الخط التقني وصولًا إلى محاولات تخطّي الخط الأزرق، حيث تكون وحداتنا في مواجهتها على الدوام. في الوقائع أيضًا، التعدي على المواطنين يمنعهم من متابعة أعمالهم اليومية بالشكل الطبيعي الذي يعرفه البشر، ومن الاهتمام بأرزاقهم وجني محاصيلهم، انتقالًا إلى محاولات إلقاء القبض على الرعاة وأسرهم، وتشريد قطعانهم في الأودية وخلف السفوح. لا يبعد ذلك عن ذاكرتنا الاعتداءات الاسرائيلية الأخرى، من خرق جويّ في يوم، وعدوان على المياه الاقليمية وثرواتها في يوم آخر، هذا عدا عن الرغبة الدائمة في تعكير الأمن في الداخل، والتسلّل إلى هنا وهناك من خلال شبكات التجسس والتخريب.
إن العين الإسرائيلية، في المختصر، هي على لبنان، على موقعه الطبيعي، على تنوّع مكوّناته الاجتماعية، على انجازات أبنائه وأحلامهم، وجهودهم الحثيثة للسير بوطنهم إلى المراتب الراقية التي يستحقّها. هذه صيغة فريدة تزعج اسرائيل، وتفضح مبررات وجودها. وهذا رصيد حضاري، وصدى إعلامي، يخيفانها ويسبقان خطواتها مهما أسرعت وتلاحقت في المعمورة. وهذا أيضًا تاريخ عريق يحفر عميقًا في الأرض، والأرض هي أرض الأجداد، أودعت بين أيدي جنود أخلصوا للقسم، وتدافعوا إلى الجنوب للدفاع عنه، وإلى الشمال والشرق لضبط الحدود ودرء رياح الخارج المسمومة عن الوطن، وإلى الغرب لحماية الشاطئ من كلّ طارئ، بعزائم كأمواج البحر لا تعرف السكينة والهدوء.