وقفة وفاء

أصدقاء الجيش في سيدني يحتفون به وبشهدائه
إعداد: روجينا خليل الشختورة

زيارة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني الى أستراليا

 

وقفة الوفاء للجيش اللبناني لا تقتصر على أبناء الوطن المقيمين فيه، بل تشمل المغتربين منهم في أرجاء المعمورة. فهؤلاء الذين اتجهوا إلى مشارق الأرض ومغاربها، ظلت جذورهم مشدودة إلى أرض الطفولة والأجداد، ولم يتأخروا مرة في تأكيد روابطهم بلبنان أياً كانت المسافة بينهم وبينه جغرافياً وزمنياً.
وقفة الوفاء تلك كانت هذه المرة من الجالية اللبنانية في أستراليا التي انبثقت منها «لجنة أصدقاء الجيش اللبناني» في سيدني، وهذه الأخيرة دعت لجنة «تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني» في لبنان، إلى زيارة أستراليا. هناك كان اللقاء مفعماً بالمشاعر الوطنية وبفيض من المحبة عبّر عنه أبناء الجالية اللبنانية بسلسلة نشاطات احتفاءً بالجيش اللبناني وشهدائه الأبرار.

 

اللقاء الأول
في سيدني، كان عرّاب اللقاء رئيس دير مار شربل الأب الدكتور أنطوان طربيه محوطاً بفاعليـات من الجالية اللبنانية في أستراليا، حيث استقبلت لجنة «أصدقاء الجيش اللبناني» في سيدني لجنة «تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني» في لبنان برئاسة الآنسة جوانا قهوجي، والعقيد طوني عازار ممثلاً قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وأعضاء الوفد، الآنسة جويس منيّر (نائبة الرئيسة) والسيدتان باسكال خوري وكلود حداد (أرملتا ضابطين شهيدين).
الأب طربيه رحّب بزيارة الوفد اللبناني منوّهاً بهدفه الإنساني بامتياز: دعم أبناء شهداء الجيش.
الآنسة جوانا قهوجي عبّرت بدورها عن سرورها بزيارة أستراليا وقالت: أفخر بأن أزور هذا البلد الصديق وهذه الجالية المتمسّكة بجذورها، وإني بالمناسبة أعبّر عن شكري واعتزازي بما تقوم به لجنة دعم أيتام شهداء الجيش ومن خلالها الجالية اللبنانية بكامل هيئاتها وشرائحها.
بعد الاستقبال، انتقل الوفد إلى منزل السيد قيصر سركيس الذي أقام على شرف الزائرين حفل عشاء شارك فيه عدد من الأصدقاء.

 

مؤتمر صحافي
تخلّل الزيارة مؤتمر صحافي عقدته لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني خصـّص لشرح أهداف اللجنة وبرنامج الزيارة لأستراليا.
استهل رئيس دير مار شربل الأب طربيه المؤتمر بكلمة رحّب فيها برئيسة اللجنة وأعضائها وبالعقيد عازار ممثلاً قائد الجيش والأب أنطوان طحان رئيس دير مار أنطونيوس قزحيا ونائب الرئيس العالمي في الجامعة الثقافية في العالم السيد ميشال الدويهي.
الأب طربيه تحدث عن الاستشهاد كقضيّة سامية، فالاستشهاد هو من أجل شيء أثمن من الحياة من أجل الوطن. وقال: لذلك نلتقي لنفكر بالجيش وبأبناء شهداء الجيش الذين بقوا أمانة للبنانيين وللمؤسسة العسكرية والاهتمام الإنساني بهم هو قضية إنسانية. من هنا كانت فكرة «ذكرى ورجاء» وهو عنوان الإحتفال يوم الخميس (6 أيار: عيد الشهداء). والإحتفال هو وقفة تقدير وشكر من الجالية اللبنانية لشهداء الجيش ولنتعاون مع اللجنة التي شرّفتنا بزيارتها.
ثم ألقت الآنسة قهوجي كلمة عرّفت فيها عن اللجنة فقالت:
«تشكّلت لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني رسمياً بتاريخ 10 تشرين الأول 2009 ببيان علم وخبر من وزارة الداخلية والبلديات الرقم 1574، وهي جمعية خيرية لبنانية مركزها اليرزة في قضاء بعبدا، غايتها الأساسية تنمية روح العلم والمعرفة والثقافة عند أبناء شهداء الجيش اللبناني، والعمل على دعمهم ومساعدتهم على مختلف المستويات الإجتماعية والإسكانية والصحية، لتمكينهم من مواجهة الصعوبات والأعباء الحياتية كافة».
وأشارت إلى أن «إنشاء اللجنة قد ساهم في إضفاء أجواء من الوفاء وعرفان الجميل عند الكثيرين من اللبنانيين لمن قدّموا حياتهم ودماءهم لأجل عزّة لبنان وسيادته وكرامة شعبه، إذ تقوم اللجنة بالاهتمام المباشر بأولاد الشهداء وتواكب وتساند بذلك ما تقوم به قيادة الجيش في هذا المجال».
وأوضحت أن «اللجنة قامت بنشاط أول لها في مجمع البيال في بيروت، حيث نظّمت احتفالاً خيرياً كبيراً ضم إلى جانب قائد الجيش العماد جان قهوجي كبار الضباط ومجموعة من مختلف شرائح المجتمع اللبناني على تنوعه السياسي والعسكري والاجتماعي والديني.
وقد كان لهذا الإحتفال المميز والناجح دور أساسي في إطلاق أعمال اللجنة وتأمين دعم مادي مهم لأكثر من 500 ولد من أبناء شهداء الجيش اللبناني. هذه الهبات تمّ توزيعها خلال احتفال أقيم في العاشر من شهر كانون الثاني 2010 في نادي الرتباء المركزي في الفياضية.
ومع مطلع هذا العام بدأ التواصل مع مجموعة من الأستراليين اللبنانيين الذين يحملون في قلوبهم محبة وتقديراً لتضحيات الجيش اللبناني كان بنتيجتها أن تشكّلت لجنة أصدقاء الجيش اللبناني في سيدني والتي لها كل الشكر والإمتنان مني شخصياً ومن كافة أعضاء اللجـنة على دعوتنـا للمشاركة في الإحتفال الخيري تحت عنوان «ذكرى ورجاء» (Legacy of Hope)، الذي أقيـم في 6 أيار والذي صادف عيد الشهداء في لبنان، وعاد ريع هذا الإحتفال إلى أبناء شهداء الجيش اللبناني عبر لجنة دعم وتنسيق نشاطـات أبناء شهـداء الجيش اللبناني».
وختمت الآنسة قهـوجي بالقول: «إننا نعتبر أن تنظيم هذا الإحتـفال والإهتـمام بهذه القضية الإنسانية من قِبل أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا هو تعبير عميق عن الترابط بين اللبنانيين المقيمين والموجودين في بلاد الإنتشار، وبالتالي هو دليل ساطع على التفاعل الإنساني وجسور الصداقة التي تربط أستراليا بلبنان».
وخلال حوار بين قهوجي وأعضاء اللجنة والإعلاميين لفتت إلى أن الجمعية تسعى الى إنشاء مركز دائم في جونية إلى جانب مركزها الحالي في اليرزة.
ورداً على سؤال عن أنواع المساعدة وهل تشمل الطبابة والتعليم قالت:
«إن الطبابة والدراسة يغطيهما الجيش ونحن نساعد مادياً أولاد الشهداء، ونؤمن لهم ما يساهم في تخطي بعض المشكلات، كما أننا ننظم رحلات للأولاد».
وسئل العقيد عازار عما تعني له ولقيادة الجيش أن تكون الجالية الأبعد في أستراليا هي الأقرب إلى هموم الجيش اللبناني وشهدائه؟
فأجاب: «أولاً أشكركم وأقول إن هناك دعوة وجّهت لحضرة العماد قائد الجيش وشرّفني أن أمثله في الإحتفال، وأستراليا كما قلت بعيدة ولكن وقفة الجالية وشعورها تجاه الجيش له معانٍ كبيرة عندنا.
وقائد الجيش لبّى الدعوة وشرفني بإلقاء كلمته بالمناسبة وستكون خير دليل على المشاعر والإحساس الذي نحسّه كقيادة جيش بالنسبة إلى الدعوة والعمل هنا من أجل مساعدة أولاد الشهداء».
واختتم المؤتمر بكلمة شكر للأب طربيه وأوضح فيها ما تقوم به لجنة أصدقاء الجيش في أستراليا، وحيّا العماد قهوجي وكل أفراد الجيش اللبناني، وشكر كل أعضاء اللجنة الذين أوكلوا إليه مهمة تنسيق الشؤون المتعلقة بزيارة الوفد.

 

رحلة... الى السلام والوفاق
نائب الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية السيد ميشال الدويهي أقام رحلة بحرية على شرف الوفد بمشاركة راعي لجنة أصدقاء الجيش في أستراليا رئيس دير مار شربل الأب طربيه والأب طحان وأعضاء من اللجنة ومجموعة من الأصدقاء.
 وأحب الدويهي أن تكون الرحلة في عرض البحر لأنه يـؤمن بـأن رحلة لبنان ستنتهي بالرغم من الأنواء والأمواج العاتيـة إلى السلام والوفـاق والطمأنينة، وهذا ما عبّر عنه مشيداً بنشـاطات اللجنتين اللبنانية والأسترالية وبالأهداف الإنسانية التي تتحملها الآنسة قهوجي ورفاقها.

 

في برلمان الولاية
بدعوة من النائب إدوار عبيد وبحضور رئيس مجلس النواب ريتشارد طربيه والوزيرة باربرا بيري والنائب شوكت مسلماني والأب طربيه والأب طحان وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية، تمّ تكريم الوفد في برلمان الولاية.
وقبل أن يتبادل الوفد والنواب الهدايا الرمزية، ألقى النائب عبيد كلمة قال فيها:
«أهلاً بكم في البرلمان وأشكر الأب طربيه واللجنة على دعمهم لكم لأن أهم شيء يمكن أن نفعله هو دعم عائلات الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان. ونحن ندرك أن الجيش هو خلاص لبنان، لذلك قمنا في أستراليا كجالية لبنانية بتظاهرات ضد الحرب لدعم المؤسسة العسكرية، ونأمل لكم النجاح في مهمتكم».
ثم كانت كلمة لرئيس المجلس ريتشارد طربيه قال فيها: «فخر لنا أن نستقبل هذا الوفد في المجلس ونؤكد لكم أننا ندعم لبنان وندعم الجيش وندعمكم...».
الوزيرة باربارا بيري قالت: «جميل أن نلتقي بكم جميعاً ونحيي فيكم مواقفكم ووجعكم خصوصاً وأنكم تدعمون 500 طفل من أبناء شهداء الجيش...».
بعدها شكر النائب مسلماني النائب عبيد على دعوته وقال إن الجالية اللبنانية إلى جانب لبنان وجيشه الذي استبسل في نهر البارد وفي كل مكان. كذلك شكر الأب طربيه النواب على بادرتهم منوّها بالنوايا الصادقة والطيبة التي يعمل أصحابها من أجل أهداف نبيلة يجسّدها أعضاء اللجنة وجميع الداعمين لها.
وكانت للآنسة قهوجي كلمة قالت فيها: «أولاً أود أن أشكر حضرة السيد عبيد لأنه جمعنا هنا اليوم وعلى تنظيمه هذا الغداء على شرفنا... نتمنى أن تكبر هذه العلاقة بالرغم من المسافة الجغرافية التي تفصل بين بلدينا إذ إننا نتقاسم القيم الإنسانية نفسها. ودعوني أقول مجدداً أننا نشعر بفخر وشرف عظيمين لوجودنا هنا اليوم».
ونيابة عن قائد الجيش، قال العقيد عازار: «أعجز عن وصف شعورنا وشكرنا لدعمكم اللجنة التي تنطلق من رحم الشهادة والمعاناة لدعم عائلات شهداء الجيش. إنني أنقل إليكم تحيات العماد قائد الجيش ومحبته لما تمثّلون من قيم ولدعمكم لبنان وجيشه».

 

في ظل الأرزة
قام الوفد بزيارة القنصل العام روبير نعوم يحيط به أعضاء من لجنة المتابعة التي يرعاها منذ سنوات دعماً للجيش اللبناني. فرحّب سعادته بالوفد شارحاً كيف تألفت لجنة المتابعة والنشاطات الكبيرة التي قامت بها لدعم الجيش خصوصاً حين كان في قلب المعركة في نهر البارد يقدّم الشهداء على مذبح لبنان وفي المراحل اللاحقة، مشيداً بالدور الذي أدّاه أعضاء اللجنة وبتجاوب الجالية معها.
وبعد الزيارة، انتقل القنصل نعوم مع الضيوف والمشاركين إلى حديقة الـ«بوتانيك» حيث تفقّدوا الأرزة اللبنانية الموجودة فيها والتي ترمز إلى كل لبنان وإلى انتشار أبنائه في عالم الإغتراب. وقد أثنى أعضاء اللجنة على جهود القنصـل العام نعوم ونشاطاته ووطنيته ورعايته اللبنانيين كافة في ولاية نيوساوث ويلز.
كذلك، أقام رجل الأعمال جورج غصين وعقيلته البروفسورة فاديا بو داغر غصين مأدبة عشاء على شرف الوفد.

 

ذكرى ورجاء
الحدث الأبرز في الزيارة كان احتفال 6 أيار في صالة «بل ڤيو» وعاد ريعه لأبناء شهداء الجيش اللبناني من خلال «لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني».
تقدّم الحضور الوزيرة باربرا بيري ممثلة رئيسة حكومة الولاية كريستينا كينيللي، السناتور جان عجاقة، داريل ملحم ممثلاً رئيس الوزراء كيفن راد، فيليب رادوك ممثلاً زعيم المعارضة الفدرالية، قنصل لبنان العام في الولاية السيد روبير نعوم، قنصل لبنان في كانبيرا السيد ماهر الخير، قنصل بنغلادش العام السيد أنطوني خوري، الأب أنطوان طربيه والآباء أنطوان طعمه، يوسف سليمان، إيلي رحمة وفادي نعمه، رؤساء وأعضاء بلديات، رؤساء أحزاب وجمعيات وروابط ومؤسسات ونوادٍ ورجال أعمال من الجالية اللبنانية.
وتميّزت المناسبة بالسخاء اللافت لا سيما من قبل السيد قيصر سركيس الذي تجاوز ما تبرع به الستين ألف دولار وهو داعم مزمن ومعروف لمؤسسة الجيش اللبناني.
بعد النشيدين اللبناني والأسترالي، عرّف المناسبة الدكتور علي بزي والإعلامي أنور حرب منوّهين بدور الجيش وعمل اللجنة. ثم رحّب الأب الدكتور طربيه بالحضور وبالوفد القادم من لبنان وبكل الداعمين مشدداً على أهمية الشهادة مستذكراً قول السيد المسيح «فما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيـل أحبائه»، وأضاف الأب طربيه أن الشهادة من أجل الوطن هي التضحية الأعظم والأكبر التي يقدّمها أي مواطن لوطنه. وتأسيس لجنة أصدقاء الجيش اللبناني في أستراليا وهذا الحفل «ذكرى ورجاء» ما هما إلا واجب علينا لهؤلاء الشهداء الأبطال الذين شرّفوا الوطن بتضحياتهم, وإنها لمناسبة نقول فيها «شكراً» لكم, نحن لن ننساكم ولن ننسى عائلاتكم وأولادكم...
وبعدها كانت كلمة قنصل لبنان العام السيد نعوم الذي شدّد بدوره على دور الجيش في الدفاع عن الوطن وتضحياته على مدى السنوات لحماية أرضه وحدوده وديموقراطيته. وأضاف نعوم أن تكريم الجيش هو الأمر البدهي الذي ينبغي على كل إنسان أن يقوم به.

 

كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي

كلمة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ألقاها ممثله العقيد طوني عازار الذي قال:

 

أيها الحضور الكريم
يسرني بداية أن أنقل إليكم تحية قائد الجيش العماد جان قهوجي وخالص شكره على مبادرتكم الطيبة، بإقامة هذا الحفل الخيري الذي يعـود ريعه إلى أبناء شهداء الجيش اللبناني، معبّرين من خلال هذه الوقفة الوطنية الرائعة أسمى التعبير، عن عمق انتمائكم إلى الوطن الأم، واعتزازكم بالجــيش وتقديركم لتضحيـات شهدائه الأبطال، الذين بذلوا أرواحهم على مذبح سيادة الوطن وكرامة شعبه.
إنها ثمرة مواطنية أصيلة وإرادات خيرة من قبل جمعية أصدقاء الجيش في مدينة سيدني، ومعهم أفراد الجالية اللبنانية في أستراليا، تضاف إلى سلسلة طويلة من وقفات الجالية إلى جانب الجيش، معنوياً ومادياً لا سيما خلال معركة نهر البارد، حيث كان لهذه الوقفات التي ما تزال ماثلة في الأذهان صداها الإيجابي الكبير على صعيد الجيش والوطن، وأثرها العميق في نفوس العسكريين والمدنيين على حد سواء.
اعلموا أن ضريبة الدم الباهظة التي قدّمها الجيش في السنوات الفائتة في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب والعابثين بالأمن، قد حفظت وحدة الأرض والشعب وسلامة المؤسسات، وبالتالي جنّبت الوطن مخاطر التفكك والإنزلاق نحو المجهول. وبفضل هذه الدماء الزكية، ها هو لبنان اليوم يستعيد موقعه الريادي بين سائر البلدان موئلاً للأحرار ومصهراً للثقافة والحضارات، وها هي مسيرة النهوض والتطوير والإزدهار تندفع قدماً نحو الأمام، بفعل توافق اللبنانيين، ومظلّة الأمن والإستقرار التي يوفّرها الجيش على امتداد مساحة البلاد، وخير دليل على ذلك، النشاط الإقتصادي الذي يشهده الوطن وتوافد المغتربين والأصدقاء لزيارته بهدف الإقامة الهانئة بين ربوعه والتمتّع بجماله وخيراته وكرم أبنائه.
إن ثقتكم الغالية بالجيش اللبناني ووفاءكم لشهدائه الأبرار، هما وسام رفيع يعلّق على صدر كل جندي لبناني، وحافز لنا لمواصلة طريق التضحية والعطاء بكل عزم وإصرار، وكذلك عربون تضامن مع أفراد عائلات الشهداء، الذين يقدّمون كل يوم، أمثولة في الصبر على الجراح والإنتصار على الذات. فلتطمئن نفوسكم التوّاقة للعودة إلى أرض الآباء والأجداد، بأن لا خوف على وطن تنبض في عروق أبنائه إرادة الإنتصار والحياة، ويحلّق به جناحاه المغترب والمقيم، قويين متعاضدين متكاملين، ولا خوف على وطن جيشه حصن وحدته، وهذا الجيش يجدّد العهد والوعد أمامكم اليوم، بأنه سيبقى على قدر آمالكم به، درع الوطن وملاذ الشعب ومرتجاه. فليكن موعدنا الدائم عطاءً لا ينضب في سبيل خدمة لبنان ورفعته، وليكن لقاؤنا القادم إن شاء الله على أرضه، لنشارك معاً في مسيرة بنائه وازدهاره.
 

 

عشتم وعاش لبنان

 

من وحي المناسبة
ثم كانت كلمة لكل من الوزيرة باربرا بيري والنائب الفدرالي داريل ملحم اللذين أعربا عن تشجيعهما اللجنة ووجّها باسم الحكومتين الفيدرالية والمحلية تحياتهما إلى الجيش اللبناني.
كذلك أبدى النائب فيليب رادوك في كلمته تعاطفه مع اللجنة وتقديره عملها.
أعقبه القنصل ماهر الخير بقصيدة من وحي المناسبة.
ثم اعتلت المسرح رئيسة اللجنة جوانا قهوجي التي شاهدت مع الحضور فيلماً وثائقياً عن تأسيس اللجنة وإنجازاتها، ثم دعت السيدة باسكال سلوم وهي زوجة الضابط الشهيد ابراهيم سلوم التي تحدثت عن تجربتها كيف عاشت يتيمة بعد استشهاد والدها وكيف عاش زوجها الشهيد يتيماً بعد استشهاد والده أيضاً ليصبح أولادها الثلاثة اليوم يتامى. وكانت كلمة مؤثرة وبليغة.
أما رئيسة اللجنة جوانا قهوجي فوجّهت تحية من القلب إلى الجالية اللبنانية في أستراليا، وقالت: «إنه لشرف وفخر عظيمان أن نكون في حضرتكم هنا الليلة، منذ وصولنا إلى أستراليا شعرنا أننا في ديارنا بين أبناء الجالية اللبنانية ونحن ممتنون. إن كفاحكم للمحافظة على إرثكم اللبناني مع افتخاركم بحمل الجنسية الأسترالية خلق صلة قوية للغاية بين المجتمعين اللبناني والأسترالي، واهتمامكم بالجيش اللبناني وعلى الأخص بشهدائه جعلنا نشعر بأننا نحظى بدعم ومنحنا حافزاً إضافياً للعمل بكدّ أكثر من أجل قضيتنا.
كما ذكر سابقاً فقد تأسست لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني العام الماضي بهدف مساعدة أولاد شهداء الجيش اللبناني الذين لا تتعدى أعمارهم الـ18 عاماً.
لقد نشأت لجنتنا بفضل حبنا للجيش اللبناني ورغبتنا في تكريم شهدائه والتعبير عن شكرنا على التضحيات التي قدّموها.
حين بدأنا عملنا لم نظن قط أننا سنصبح على نطاق عالمي. ووجودنا هنا لما كان ممكناً لولا عمل لجنة أصدقاء الجيش اللبناني المكوّنة حديثاً في سيدني. منذ وصولنا إلى هنا، شاهدنا كم أن الحكومة الأسترالية حضنت اللبنانيين ومنحتهم فرصاً كثيرة للاندماج في هذا البلد الجميل والمنظّم. لقد لاحظنا كيف أن أستراليا هي فعلاً المكان المناسب لتعزيز قضية وطنية وخصوصاً قضيتنا.
نحن مجتمعون هنا اليوم لتكريم الرجال الشجعان الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا، عبر توحيد جهودنا في سبيل مساعدة عائلاتهم التي تحتاج الى معرفة أن لبنان واللبنانيين في كل أرجاء العالم لن ينسوا أبداً بأن الشهداء سقطوا من أجل لبنان موحّد وخالٍ من تعصّب وتمييز، حالمين بأن تصبح بلادنا يوماً ما مزدهرة مثل أستراليا.
وأخيراً نود أن نشكر الجميع، على أمل رؤيتكم جميعاً وقد عدتم إلى لبناننا الحبيب، لبنان الأرض التي نعشقها، ودعوني أكرر نهاية أننا في غاية الفخر لوجودنا هنا الليلة».
ختام الحفل كان مع فرقة أرز لبنان بقيادة إيلي عاقوري والتي قدّمت لوحات فولكلورية، وهدية رمزية إلى الآنسة قهوجي من القنصل نعوم، قبل أن يودّع المضيفون ضيوفهم بحرارة مقدمين تبرعات سخية لصالح أبناء شهداء الجيش.

 

 

السفير دانيال يستضيف اللجنة
أمضت اللجنة برئاسة جوانا قهوجي وممثل قائد الجيش العقيد عازار يوماً أخيراً طويل في العاصمة كانبيرا في ضيافة السفير جان دانيال وعقيلته وبمشاركة القنصل ماهر الخير وعدد من الأصدقاء.
وقد بدأ اليوم الطويل بزيارة البرلمان الأسترالي حيث جال الوفد في أروقته وقاعاته الفخمة مع شرح مفصل من قبل أحد المسؤولين في البرلمان.
انتقل الوفد من هناك إلى طاولة الغداء في بيت السفير اللبناني الذي رحب بالزائرين فرداً فرداً وحملهم تحياته وتقديره ومحبته إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي.
ثم كانت كلمة من العقيد عازار شكر فيها السفير على كرمه وحفاوته بعد ذلك قدّم عازار باسم قائد الجــيــش درعاً تذكارياً الى السفير دانيال، كما قدّمت جويس منير نائبة رئيسة اللجنة درعاً باسم لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني، وقد بادلهما السفير بدوره بتذكارين رمزيين.
ثم انتقل الوفد الى المتحف الحربي حيث وضع العقيد عازار وجوانا قهوجي باسم قائد الجيش إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول، ثم جال الجميع في قاعات المتحف وقد قدّم القنصل الخير لكل منهم زهرة حمراء لتوضع في العروة كما جرت العادة احتراماً وتقديراً للشهداء.

 

عشاء وداعي في دير مار شربل
اختتمت زيارة الوفد بعشاء وداعي في دير مار شربل دعا إليه الأب الرئيس والآباء الأجلاء ليلة الجمعة. حضر العشاء إلى جانب أعضاء لجنة أصدقاء الجيش اللبناني سيادة المطارنة عاد أبي كرم وعصام درويش، وفضيلة الشيخ مالك زيدان، المعتمد الديني لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية لمدينة سيدني والوزيرة باربرا بيري ووفد لجنة التنسيق القادم من لبنان.
تميّز العشاء بجو من الألفة والصداقة، فبعد بركة المطران أبي كرم، رحّب الأب طربيه بالحضور ودعا الدكتور مصطفى علم الدين الذي يمثّل وجه الإعتدال في الجالية، لإلقاء كلمة بالمناسبة.
بعد ذلك، ألقت الآنسة  قهوجي كلمة مقتضبة معبّرة عن شعورها العميق حيال اللجنة رئيساً وأعضاء، وحيال الجالية. كما تحدثت الآنسة جويس منير باسم اللجنة شاكرة حسن الضيافة والدعم ووجهت تحية إلى الجالية وقالت «إن ما تعملونه حيال أطفالنا سيظل مزروعاً في بالنا إلى الدوام». ثم تمّ تبادل الهدايا التذكارية والدروع التقديرية بين لجنة دعم وتنسيق نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني ولجنة أصدقاء الجيش اللبناني.
وقدّم كذلك العقـيد انطوان عازار درع قائد الجيش الى اللجنة وإلى الأب طربيه.

 

الصحافة اللبنانية في أستراليا واكبت الزيارة
واكبت الصحافة اللبنانية في الإغتراب الزيارة، حيث كانت صحف «التلغراف» و«النهار» و«الأنوار» و«المستقبل» تنقل تباعاً أخبار الوفد من أستراليا الى لبنان والعالم.
إضافة إلى الصحف، خصّصت مجلة «النجوم» الأسترالية اللبنانية في عدد أيار 2010 مساحة في صفحاتها الأولى تحدثت فيها عن زيارة الوفد اللبناني إلى أستراليا، كما أجرت مقابلة حصرية مع رئيسة اللجنة الآنسة جوانا قهوجي.
إلى ذلك، أجرت الإعلامية سيلفيا مزهر من راديو «اس بي اس» في سيدني مقابلات مباشرة مع أعضاء الوفد. كما أجرت إذاعة صوت الغد في استراليا مقابلة بثت مباشرة على الهواء مع رئيسة اللجنة الآنسة جوانا قهوجي.