مسافات بلا حدود

أفكار... خواطر... وأخبار
إعداد: رويدا السمرا

أفكار وخواطر استوحيتها من حَدَث أو حديث، أوجّهها لنفسي أولاً، ثم لمن يشاركني الرأي بضرورة إعادة بناء مجتمعنا من الصفر. فأنا وأنت وكلّنا مسؤولون عن الحال التي وصلنا إليها من فساد الأخلاق واهتراء المبادئ، والاستخفاف بالمثل القائل أن القناعة كنز لا يفنى. أنا وأنت يمكن أن نبدأ بعملية تقييم للذات، إذا شعر واحدنا، وهو يقرأ هذه الأفكار والخواطر، بوخز "المسلّة تحت باطو". وليقطع عهداً على نفسه، بنفض الغبار عن نفسه أولاً، ليصبح مرآة، تنعكس عليها صورة ولده في المستقبل. وعندها فقط نكون قد وضعنا الحجر الأساس لبناء مجتمع، لا يفتته الحد الآخر لسلاح العولمة أو قاتل المخيلة... الإنترنيت.

■ قالوا: ومن وضَعكِ علينا مرشدة إجتماعية؟
 قلت: من ساواك بنفسه ما ظلمك.

● الإعتراف بالخطأ فضيلة... لمن يعترف بالفضائل.
 

■  الخنوع والتسلّط عاشقان يربطهما الضعف.

●  من يفضّل الشرّ على الغباوة... غبيّ.
 

■ يعتقد بعضهم أن الطعن بالظهر يكون بالخنجر فقط. لكن الدبّوس يؤلم أيضاً.

●   حرام أن نفضّل ما نحب على من نحب.
 

■ سأله: أيهما تختار: المال، أو نفسك ومن تُحب؟
أجابه: المال طبعاً، لكي أشتري به نفسي ومن أُحب!
سؤال وجواب، يختصران الدرب الملتوية التي نتبعها من دون تفكير، في لُهاثنا وراء المادة، فنشتري النفس ومن نحبّ... بعد فوات الأوان، أو نخسرهم الى الأبد.

● الزمالة: لا مبالاة مهذّبة.
الرِفقة: مصالح مشتركة. الصداقة: مسامحة، إحساس بالآخر، ثقة متبادلة، ثقة متبادلة وثقة متبادلة.

 

■ ورد في القاموس: الصديق من صَدَقَك المودّة والنصيحة. والمثل قال: الصديق من صَدَقَك لا من صدَّقك. فمن لا يعرف معنى الصداقة، هو يقرأ ولا يتعلّم، يسمع ولا يُصغي.
● مهمّ أن نجد صديقاً، والأهم أن نحافظ على صداقته.
 

■ ماذا نقول عمّن يرفض ترميم صداقته المتزعزعة، بجلسة حوار صريح أو حتى بعتب جارح، ويدعم رفضه بحجة لا تقبل الجدل: أنا هيك شو بدك تغيّرني؟
● ما من أحد لا يشعر بالخيانة مهما تكن صغيرة، لكن التعامل معها يختلف: ¬ الوصولي: يتغاضى عنها إذا خَدَمَتْ مصالحه. ¬ الجبان: يخاف من نار المواجهة، فيتحرّق بصمت من الألم. ¬ الغبي المتحذلق: يُقابل الخيانة بالخيانة. ¬ العاقل: يواجه بها الخائن ليعرف خلفياتها والمسببات.
 

■ انفخت الدف وتفرّقوا العشّاق: لقد أصبح لكلمة “محبّة” معنى غريب هذه الأيام، حتى بات لساني يتردد في استعمالها، وتتراجع أذناي عند سماعها، تحسباً لأي طارئ. فالمحبة صارت كما الحب، أشبه بالدف الذي يُصدر أنغاماً شاذة وضوضاء مزعجة، كلما رمى فيه “الحبيب” قطعة من الخرضاوات: نقرةٌ خفيفة لكلمة سوء مبطنة بالخبث، يرميها “صديقي” من وراء ظهري على دفّ “محبتنا”. إيقاعٌ صاخب لخيانة “مدروسة” يستغفل بها المحبوب “حبيبته” المتغافلة. قرقعةٌ صمّاء لأنانية “حسّاسة” وكذب متحذلق. ضوضاء مزعجة لاتهامات باطلة وعدم مراعاة لشعور الآخر. أصوات شاذة لعنفوان زائف أحمق، وعناد متهكّم! وما المشكلة؟ فالحفل قائم والنغم عارم والمحبّ هائم وعفوه دائم!! ويُملأ الدفّ ويمتلئ. ويثقل ويثقل... الى أن ينفخت ويتفرّق العشّاق.
● من اعتاد الطعن من الخلف لا يرى وجه ضحيته.
 

■ يُضحكني أن يضع الخائن ثقته بخائن مثله.
● الذكي هو من يضحكُ للناس ويُضحكهم، ويضحك أحياناً من نفسه، لا من يَضحك على نفسه وعلى الناس أو يَضحك منهم.
 

■ لا نعرف كيف نتعامل مع الخيل، فنرى النبل في البغال! يعجبنا التلوّن في الحرباءة، فننسب إليها الوضوح! نتغاضى عن الشواذ من حولنا، فنُثني على شجاعة النعامة! نتحايل على أخطائنا وعيوبنا، فنشهد لصدق الثعالب! نزحف لخدمة مصالحنا وأهوائنا، فنؤمن بكبرياء الثعابين! تُخَمْخِم نفسُنا في سراديب عُقَدِها ومغاور جهلها، فنتصوّر الوطاويط نسوراً في الفضاء!
● لا أُخلي أبداً قلبي من الحب. فإما أن أُسعد من أُحبّ، وأفخر بنفسي، أو أسكبه حبراً على ورق، أعبّر به عن قناعاتي، فأفخر أيضاً بنفسي.
 

■ يهزأ منك بسماجة ويجرّح بك أما الناس، بحضورك أو بغيابك، ويتشدّق بالضحك مزهواً بـ”بظُرفه” و”فطنته”. وإذا وجّهت إليه ملاحظة في محلها، على انفراد أو أمام الناس، ينجرح شعوره لأنه “حساس”. كثيرون منا يخلطون بين الأنانية الوقحة والحساسية. فالحساس لا ينزع الستر عن الآخرين ليغطي به عورته.
● قال لها: ¬ ألا تغارين؟ ¬ الغيرة ضعف والحسد مرض. وأنا أكره الإثنين. ¬ أنت مدّعية، فالكلّ يغار. ¬ أنا قنوعة. أحاول تحقيق ما أريده، لا ما يريده الآخرون لي. أهتم بما عندي، لا بما عند الغير، فهناك دائماً الأفضل والأجمل والأغنى والأقوى. ومن راقب الناس مات هماً. ¬ وحبيبك؟ ¬ وما دخل حبيبي في الموضوع؟ ¬ ألا تغارين عليه؟ ¬ حبيبي هو حبيبي لأنه ارتقى الى مستوى الإخلاص. هو وأنا نكره الخيانة لأنها عمل جبان. لقد التزمنا الصدق والوضوح في علاقتنا. وغيرتي عليه، إذا شعرت بها يوماً، لا يمكن أن تعني سوى الشكّ في حبه لي. وعندها سوف يكون لكل حادث حديث. ¬ أرى أنك من النوع المثالي! ¬ وما العيب في أن يحاول كل منا، تحويل المثال الى مثل، بقليل من ترويض النفس والرياضة الذاتية؟ ¬ معظم الناس لا يحبون المثاليات. ¬ بل بعض الناس لا يحبونها لأنهم لا يتذوّقون الحياة، فالمثاليات لها نكهة مميزة. كما أن بعضهم يهرب منها لأنه يخاف من مواجهة نفسه. ¬ آه... لقد دخلنا في التحليل النفسي. من الأفضل أن أنسحب... ¬ أما قلت لك؟
 

■ لماذا ننتظر حتى نموت لكي نحصل على الراحة الأبدية في حضن الأرض، بينما هي مستعدة بكرمها الدائم، أن تعطينا راحة البال في كل لحظة نعيشها.
● ما الحكمة من اللهاث وراء مقعد فخم، لا نستطيع، من شدّة تعب النهار وإرهاقه أن نجلس عليه لنتمتع بأفكار أولادنا، ونصغي الى مشاكلها، ونشعرهم بمحبتنا لهم؟
 

■ لماذا نركض حتى نوفّر ثمن فراش وثير، لا نتمكن من النوم عليه لأنه لا يغمض لنا جفن ونحن نفكر بالديون التي تراكمت علينا لتحصيل ثمنه؟
● أولادنا يبحثون عن الراحة خارج المنزل لأننا نمارس عليهم الضغط الذي نتحمله بحجة توفير الراحة لهم!!
 

■ أولادنا يبحثون عن التعاطف والتفهّم، في البُدَع الشاذّة والحركات المتطرّفة، ويحققون رغباتهم في الإنحراف وتعاطي المخدرات، لأننا نفرض عليهم رغباتنا: ¬ “أريدك طبيباً حتى أرفع رأسي عالياً بين الناس”. ¬ “أريدك أن تحصلي على عريس “لقطة”، فأنا لا أريد أن تعاني من الفقر الذي عانيت منه مع والدك!”.
● نركض وراء دولار واحد ونفرح إذا أمسكنا به. فيقودنا الدولار من دون أن ندري، الى زُمرة من فئة العشرة دولارات، وهي تقودنا بدورها الى عصابة من فئة المئة دولار. وهكذا، الى أن نصبح أعضاءً في مافيا الملايين أو في أحسن الأحوال “أزلاماً” لها. ونشقى ونتعب لنكسب دولاراً تسرقه منّا الدولارات! فلمَ لا يقوم كل منا بخطوة جريئة، ويعود هو وأولاده الى أرض جدوده إن استطاع، أو يزرع بذور الفكرة في أحفاده للمستقبل؟ لمَ لا يعود كل منا الى أرضه، فيكتفي بخيرات ترابها المعطاء ويشتري راحة البال والضمير؟ لمَ لا نعود الى الأرض، فنتفرّج من بعيد ونسخر من الدولار وهو يركض ويركض ولا يجد من يلاحقه ليسرقه أو يسرقه، فيدخل في دوامة شرّه، الى أن يتفتت، وتحمله الرياح بعيداً ليعود من حيث أتى، ونعود نحن الى أصالتنا. من هنا وهناك
 

■ جاء إبني إليّ يشكو من أخته التي قرصته: ¬ ماما، ماما، لقد عضّتني بأصابعها.
● كنا نتنزه في الحديقة، عندما توقّف إبن أخي (ثلاث سنوات)
فجأة وأخذ يحدّق برجل ملتح وأصلع تماماً: ¬ عمّي، أنظر الى السيد هناك، لقد وضع رأسه بالمقلوب.
 

■ كانت الصغيرة تقضي عطلة نهاية الأسبوع مع جدتها عندما أصرّت على الذهاب معها لسماع القداس. وقبلت الجدة بعد أن أخذت وعداً منها بأنها ستلزم الهدوء في الكنيسة ولن تتكلم أو تحدث أية ضجة. وبالفعل التزمت الطفلة بوعدها خلال القداس لفترة من الوقت، لكنها شعرت بالملل. وإذ رأت الضوء الأحمر فوق المذبح، مالت على جدتها وهمست في أذنها: ¬ جدتي عندما يصبح الضوء أخضر، هل يمكننا الذهاب؟
● سألت على الفطور، إبن أختي البالغ من العمر سنتين ونصف، إذا كان يريد عصير البرتقال، فأشار بيده الصغيرة الى الحليب وقال: ¬ لا، أنا أريد عصير البقرة!
 

■ كنت أتنزه مع إبني (ثلاث سنوات) ، عندما نظر الى أعلى وشاهد خطوطاً بيضاء:
¬ ماما أنظري، هناك طائرة تخدش السماء!!
● قال ولدنا إبن الخمس سنوات، فيما كنّا زوجي وأنا نغمره بالقُبل: ¬ القبل تُضحك قلبي.
 

■ قرر كاهن في أحد المعابد البوذية ويدعى “كانترول”، أن يمارس الرياضة الروحية بالتزام الصمت لفترة طويلة. وأعلن للكهنة الآخرين، عن نيته بالتحاور معهم، عبر الرسائل المكتوبة فقط. وفي المساء، كتب “كانترول” لرفيقه: “أشكرك سلفاً لأنك ستوقظني عند الفجر لجلسة التأمل”. ولكن، وبعد أن استفاق الكاهن في اليوم التالي عند التاسعة صباحاً وأصيب بخيبة كبيرة، تنبّه الى ورقة مطوية كانت بالقرب منه، كُتب عليها: “استيقظ “كانترول”، إنها الساعة الخامسة”.
● قالت لزوجها بخجل: ¬ عزيزي، أنا آسفة جداً، لكني أغرقت محرّك السيارة بالماء. ¬ لا عليك حبيبتي، إهدأي، سوف أذهب لألقي نظرة عليها. أين وضعتها؟ ¬ في قعر البحيرة!
 

■ في إحـدى القـرى الصغيرة، قـام صاحب المقهى، المواجه لمقبرة القرية، بوضع لافتة كتب عليها: “من الأفضل لك أن تكون هنا بدلاً من الجهة المقابلة”. فردّ عليه حارس المقبرة، بتعليق لافتة على مدخلها تقول: “كل الموجودين هنا، أتوا من الجهة المقابلة”.