قواعد التغذية

أكل الغضب
إعداد: ليال صقر الفحل

هروب من الواقع... فوقوع في الخطأ الغذائي
 

كنت غاضبًا، متوتّرًا، فأكلت من دون وعي... كم مرة سمعنا أشخاصًا يردّدون هذه العبارة؟ فكيف نتجنّب ما يسمّى «أكل الغضب» الناتج عن الضغط النفسي؟
 

الضغط النفسي
أظهرت دراسات حديثة أنّ ما يقودنا إلى تناول الطعام بصورة غير اعتيادية هو جزء من كيفيّة تجاوب نظامنا الجسدي مع الضغط النفسي. إذ أن هرمونات الدماغ وخلاياه تؤثر مباشرة في نظامنا الغذائي. لذلك، نجد أنه في حال الانفعال الشديد، يلجأ الغاضبون إلى تنفيس غضبهم عبر تناول الطعام، وهو أمر غاية في الخطورة على المدى البعيد، إذ يقود إلى السمنة والعادات الغذائية السيّئة. خصوصًا وأنَّ التوترّ يؤدي إلى تناول المأكولات الشهيّة المليئة بالسعرات الحرارية، كالحلويات والـ Fast Food...
وبما أنّنا عرضة للضغط النفسي، من المهم أن نعتمد أسلوب حياة صحّي يخفّف أعراض هذا الضغط وتداعياته، ومن هذه الخطوات يذكر اختصاصيو التغذية الآتي:
- اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوّع بعيد من الحلويات والدهون والأطعمة الجاهزة، وغني بالدهون غير المشبعة، كتلك الموجودة في زيت الزيتون، والأحماض الدهنية كالمكسّرات النيّئة والأسماك.
- اعتماد الحبوب الكاملة والخبز المصنوع من القمح الكامل، كونها غنَّية بالألياف والمعادن وتبعث على الشعور بالامتلاء والشبع لفترة أطول.
- تخفيض كمية الطعام في الوجبة الواحدة وزيادة عدد الوجبات إلى 5.
- أخذ قسط وافر من النوم، فقلّة النوم ترفع نسبة الكورتيزول في الدم وتزيد الشعور بالتعب ممّا يدفعنا إلى تناول المزيد من الطعام للحصول على الطاقة.
- التكيّف مع حالات التوتر والغضب، لأنّ تضخيم الأحداث والتفكير بما يوتّرنا بصورة مستمرّة يجعلنا عرضة لمشاكل نفسيّة وجسدية كثيرة.
- ممارسة رياضة المشي مع القيام بتمارين التنفُّس كوسيلة لتخفيف الضغط النفسي، فالجسم يفرز خلال السير (لمدة نصف ساعة يوميًّا)، هرمونات تزيد من السعادة وتمكّننا من النظر إلى أمور الحياة بإيجابيّة وتفاؤل.
- الترفيه عن النفس وممارسة هواية مفضّلة، فالاهتمام بالنفس وتدليل الحواس من شأنه أن يساعد في علاج التوتر وإراحة أعصاب الجسم.
- الابتعاد عن الفراغ، فالملل يجعل من الطعام خير صديق للأشخاص الذين يلجأون إليه للهروب من الوحدة والاكتئاب والإحباط.

 

العودة إلى أسباب الغضب
إلى ما سبق، بيّنت دراسات حديثة أنَّ العودة إلى أسباب الغضب مهمّة في العلاج، وينصح الخبراء بأن يسأل الشخص نفسه: لماذا أنا غاضب؟ وهل يستحق الأمر أن أغضب إلى هذه الدرجة؟ ماذا بإمكاني أن أفعل حتى أخفّف من غضبي؟ يتيح هذا النوع من الأسئلة أو محاكاة الذات التفكير برويّة وهدوء لتخطّي لحظات الغضب.
أما في حالات الغضب الشديد واستحالة فكرة مساءلة الذات، فينصح الخبراء بضرورة التعبير عن الغضب عبر ممارسة هواية ما كالعزف والرسم والاستماع إلى الموسيقى المفضّلة، أو استخدام الأدوات الخاصة بتخفيف التوتر، مثل Stress ball، أو دمية الملاكمة Boxing Dummy.