- En
- Fr
- عربي
كلمتي
ويعود الجيش لتجديد انطلاقته - وهي لم تتوقف - على درب التاريخ الوطني الذي لم يتوقف هو الآخر. محطات زاخرة بالمآثر، طافحة بالآمال والأمنيات في وطن هو كله جنود، انتماءً ومحبةً وثقةً وتعاوناً. وتنطلق المؤسسة العسكرية، بعد أن تمّ اختيار قائدها السابق رئيساً للبلاد، لتواصل زخمها وتؤكد ارتباطها بتراب الوطن وأصوله وقوانينه ومبادئه، وها هو أحد أبنائها الكبار قائداً تُلقى على كاهله أعباء مواصلة حمل الشعار ورفع العلم، وترسيخ مبادئ الشهادة والبطولة والتضحية، في سبيل القيام بالواجب على كل صعيد.
لقد تمّ الانطلاق من أن كل ضابط من هذه المؤسسة هو مخلص لها، قادر على حمل مشعلها؛ كيف لا وقد تربى في معاهدها، وتدرّب ودرّب عند سفوحها وفوق جبالها، وخاض غمار مهماتها، وبذل العرق والدم عند كل منعطف من منعطفاتها، وكان له رفاق شهداء وجرحى ومعوقون، وبقي هو معرضاً لكل صعوبة وكل مخاطرة، بشكل دائم، فما من يوم إلا وكانت أمامه تضحية جديدة في سبيل الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمن أبنائه وحماية أرضه وصون كرامته. وما يؤكد الانتماء المميّز للوطن لدى القائد الجديد، هو الوظائف العسكرية العديدة التي تولّاها على مدى خدمته، والمهمات التي نفّذها، والثكنات التي خدم فيها، والمناطق التي انتقل اليها، والمراكز التي تبوأها، فكأنّ الوطن بأسره مدينته وبلدته وقريته، أو فكأن أبناء المؤسسة جميعاً هم أسرته وعائلته، خصوصاً وأنه العليم بأحوالهم، المطلع على قدراتهم، العارف المدرك حاجاتهم وحاجات وحداتهم. فكم من مرة شارك رفاقه ومرؤوسيه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، أو إسكات فتنة أو مقاومة إرهاب، وكم من مرة عانى نقصاً في عتاد أو أعطالاً في آلات، ولم يتردد مع ذلك في أمر، ولم تهن عزيمته.
القائد الجديد للجيش، وقبل أن يعلن «الجيش بقيادتي»، خَبِرَ المصاعب، وسيواجهها، وعرف النواقص وسيعالجها، وعانى الجراح وسيبلسمها. كما أنه عايش حدود بلاده شبراً شبراً وسيحميها، وأدرك طموحات أبناء وطنه، وسيعمل مع أركان قيادته، وجميع رجالها، على تأمين المناخات الصافية المناسبة للانطلاق نحو التقدم والازدهار.