العوافي يا وطن

إجراءات لإشاعة الإطمئنان لدى المواطنين
إعداد: ليال صقر
تصوير: المعاون نسيب قرضاب

مهام جسيمة تُلقى على عاتق المؤسسة العسكرية يوماً بعد يوم، وبينما يمرّ لبنان في واحدة من أكثر مراحل تاريخه دقّة وحساسية، تتجه الأنظار الى ذوي البذّات الخضراء المرقّطة يحفظون أمنه ويضمنون استقراره. يتطلب الوضع من حامي الحمى، جهوزية تامة فيلبّي العسكريون نداء الواجب وكما في كل مرة لا يبخلون بأية تضحية.
 

قائد فوج التدخل الثاني:الأمن في قبضة الجيش


ينفّذ فوج التدخل الثاني شأنه شأن قطع أخرى مهام حفظ الأمن، الفوج أصلاً موجود على الأرض منذ فترة طويلة، لكن دقّة المرحلة اقتضت مزيداً من الإجراءات والتدابير.
قائد الفوج العقيد الركن جورج بطرس يؤكد أن الأمن في قبضة الجيش وأن العسكريين في جهوزية تامة: نقاط المراقبة والحواجز الثابتة والمتحركة والدوريات الراجلة والمؤلّلة التي يقومون بها في منطقة بيروت، هدفها إشاعة جوّ من الإطمئنان في المنطقة نظراً الى الأوضاع القائمة.
في المقابل يعتبر العقيد الركن بطرس أن ما يمرّ به لبنان حالياً، مرحلة عابرة، محنة لا بدّ للوطن أن يتخطّاها كما سبق له وتخطّى سواها وانتصر على شدائدها مهما عَظُمت.
انتشار الجيش يحمل الى المواطنين رسالة: الجيش يسهر على الأمن وسوف يتصدى لأي عملية تخلّ به أو تهدد استقراره.
 

• العسكريون في الشوارع والساحات منذ فترة طويلة، وهذا أمر ليس سهلاً؟
- يقول العقيد الركن بطرس: لا مشكلة فعلى الرغم من أن الأمر قاسٍ لما يتطلبه من حجز وجهوزية دائمة فالعسكريون يدركون أهمية الدور الذي يضطلعون به.

 

لا خوف على الوطن
النقيب ريان معيكي من الفوج نفسه يتحدث عن الإجراءات الميدانية، فيقول: الجهوزية تامة، وبمعدل 24 ساعة في اليوم، يتم التدقيق بهويات العابرين أي بقانونية تجوّلهم ويتم تحويل المخالفين أو الذين يشتبه بقيامهم بأمور مخلّة بالأمن الى المراجع المختصة. ويضيف قائلاً: الواجب يتقضي من العسكريين تنفيذ المهام ساعة تقتضي الظروف تنفيذها، أيّاً كان هذا الوقت...
المعنويات مرتفعة والناس يبدون تجاوباً وإيجابية واضحين في التعاطي مع هذه الإجراءات إذ أنهم يدركون أنها لمصلحتهم وضمان أمنهم واستقرار حالهم.
أمّا عن الضغط الذي يعانيه العسكريون فيقول: هو أقلّ واجب وتضحية يمكن للجيش أن يقدّمها.
وختم مؤكداً: لا خوف على الوطن طالما هنالك من يبذلون الغالي والرخيص لأجل حفظ أمنه ورفع رايات مجده وعَليائه.

 

مطلوب منّا...
يتمركز عسكريو التدخل الثاني في نقاط ثابتة وأخرى متحركة الى جانب بعض النقاط الحسّاسة، في واحدة من هذه النقاط التقينا الرقيب مهدي كانون وسألناه عن الإجراءات التي يتخذونها في المنطقة، فقال:
مطلوب منّا حفظ الأمن ومكافحة أي شغب وأي عمل مخلّ بالأمن فضلاً عن المراقبة والتفتيش الدقيق... مطلوب منّا أيضاً بذل جهد كبير لنكون عند حسن ظنّ الشعب الذي يعلّق آماله علينا، نحن هنا لنطمئن اللبنانيين أننا الى جانبهم لنزرع الأمل والطمأنينة في قلوبهم. وأضاف: يكفينا أن نشعر باحترام الناس لنا واعتمادهم علينا، وهذا ما نلمسه. وختم قائلاً: «ما نقوم به أقلّ واجب» ولكننا نأمل أن تحقق جهودنا النتيجة المرجوة.

 

ثقة المواطنين بالجيش: 100٪
تابعنا الجولة، وعند تقاطع حسّاس التقينا الرائد الياس مراد الذي أكّد بدوره أن المهام الموكلة اليهم ذات طابع دقيق. فالمنطقة قريبة من بقعة الاعتصام وهي غاية في الحساسية، ما يستدعي جهوزية تامة وتدخلاً سريعاً لإبقاء الحركة تحت سيطرة الجيش.
وتابع: هدفنا حفظ الأمن وتأمين حرية الحركة للناس بمعنى أن يكون المواطن مرتاح البال في تنقلاته.
 

• سألناه الى أي حدّ يعتمد الشعب اللبناني اليوم على الجيش لحفظ أمن البلد حسب رأيك؟
فأجاب بكل اندفاع: اللبنانيون يعلّقون اليوم أملهم على الجيش بنسبة 100٪، وثقتهم بالمؤسسة العسكرية مطلقة.
وعن شعوره حيال ذلك قال: من الضروري أن نكون أقرب ما يكون من الناس وأن نقوم بواجبنا تجاههم.
وأخيراً قال: أوقات راحتنا قليلة، ووجودنا على الأرض وبين الناس كثيف وكلها إجراءات لحلّ المشاكل حتى قبل حدوثها. صحيح أن الوضع يتطلب منا جهداً كبيراً لكن رفاقنا ضحوا بأرواحهم في نهر البارد في سبيل خلاص الوطن وحفظ أمنه وسلامه فكيف عسانا نبخل بتعب وجهد.

 

الأزمة لا بدّ ستنتهي
في المنطقة عينها التقينا الملازم ربيع خير وسألناه عن المعنويات في ظل هذه الإجراءات المكثفة والمرهقة الى حد ما، فأجاب: هذه الأزمة شأنها شأن كل الأزمات التي عصفت بلبنان، لا بدّ لها وأن تنتهي. وكما حصدنا النصر بعد محنة نهر البارد سوف نحصد في الغد القريب استقراراً وسلاماً.
الجندي حسني شكر يعتبر مشاركته في مهام حفظ الأمن استكمالاً لمهام أخرى شارك فيها، ويعتبر أن مواجهة الإرهاب وحفظ الأمن مهمتان تكمل واحدتهما الأخرى. وكما انتصرنا على الإرهاب سوف ننتصر على الأزمة.

 

الفرح في عيونهم
مضى على ابتعاد هذا الجندي عن عائلته اثنا عشر يوماً، ولكنه يعتبر أن الصعوبات تضمحلّ عندما يرى الارتياح في عيون الناس، والفرح في عيون الأولاد وهم يحيّوننا يخفّف وطأة التعب وجهد الساعات.
والى نقطة أخرى... النقيب غيث داغر مع مجموعة عناصر نحييهم ونسأل عن مهامهم، يقول: كلها إجراءات تصبُّ في خانة حفظ الأمن لضبط الوضع وتأمين راحة المواطنين الذين يتعاملون بإيجابية جليّة مع العسكر، ويعلّقون آمالاً كبيرة على هذه المؤسسة التي يعتبرونها الضمانة الوحيدة المتبقية للوطن.
وأضاف: يدرك العسكريون أن هذه الإجراءات مرحلية، والجهد الذي تتطلبه المرحلة مؤقت وبالتالي فإن عليهم تحمّل قسوة الوضع كي يخرج لبنان من الأزمة التي يمرّ بها. وأكّد على أن الدوريات متواصلة من السابعة صباحاً حتى الواحدة فجراً ومن ثمّ الى السابعة صباحاً أي بمعدل 24/24 ساعة يومياً.
أما ختام جولتنا فكان مع الرقيب الأول محمود خلف الذي قال: الفترة التي يمرّ بها لبنان هي من أصعب الفترات في تاريخه، لكن المعنويات مرتفعة وتجاوب الناس مع الإجراءات التي يتخذها الجيش، والتعاطف الذي يبدونه يخفّف عنهم تعب الساعات وجهد المهمات.