وجوه

إسمه سيظلّ محفورًا في تاريخ الأمة
إعداد: أنطوان صعب

جياب: «جنرال الشّعب» الذي قاتل الفرنسيين والأميركيين... وصنع استقلال فييتنام


غيّب الموت في الرابع من شهر تشرين الأول الفائت، بطل الاستقلال الفييتنامي وقائد جبهة تحرير فييتنام الجنوبية «فيتكونغ».
آخر ابطال الحرب الثورية، الجنرال «فو نغوين جياب»، توفي عن عمر مئة وعامين، بعدما كان قضى سنواته الأربع الأخيرة في مستشفى عسكري في العاصمة هانوي.
مئات الآلاف من الفييتناميين خرجوا الى شوارع هانوي لوداع «جنرال الشّعب» الذي أقيمت له أضخم جنازة بعد جنازة الرئيس «هو شي منه» العام 1969.


من هو الجنرال جياب؟
ولد جياب في 25 اب العام 1911، وهو سياسي وعسكري فييتنامي، كان ضابطًا في الجيش الشعبي الفييتنامي. يعدّ «فون نجوين جياب» من أهم شخصيات حرب فييتنام، وقد عرف بوضعه خطة معركة «ديان بيان فو» التي هزم فيها فرنسا في 7 حزيران 1954، مؤسسًا لقيام فييتنام مستقلّة وانتهاء الهيمنة الفرنسية على الهند الصينية. وقد أدّى الانتصار على الفرنسيين إلى تقسيم البلاد وبداية عهد جديد من الحروب، بين الشمال الشيوعي والجنوب المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية، إذ كانت فييتنام الجنوبية تتلقّى من الأميركيين مساعدة سنوية بقيمة 30 مليار دولار. ولكن مع اشتداد الضربات من قبل فييتنام الشمالية انعدمت فعالية «جيش فييتنام الجنوبي» وبدأت هذه المساعدة بالتقلّص لتصل إلى حدود المليار دولار سنويًا، ما أدى لاحقًا إلى انهيار هذا الجيش، وشكّل خسارة مدويّة للولايات المتحدة الأميركية.
وتمكّن جياب بعد ذلك من تحقيق انتصار على الأميركيين أدّى إلى توحيد فيتنام، ليتولّى بعدها وزارة الدفاع في بلاده.
ألّف جياب العديد من الكتب الحربية في مجال الاستراتيجيات العسكرية، فألهمت خططه الحربية المقاتلين في مختلف أنحاء العالم الذين أرادوا التحرّر من الاستعمار.
والعام 1993 عاد جياب إلى الانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية، مرددًا مقولة: «نستطيع أن نترك الماضي وراءنا ولكن لا نستطيع نسيانه».

 

الوداع الأخير
دفن جياب في مسقط رأسه «كوانغ بينه» المنطقة التي تبعد 500 كلم تقريبًا عن العاصمة.
وقد سارت شاحنة عسكرية تحمل نعشه الملفوف بالعلم الوطني الفييتنامي في أرجاء العاصمة حيث احتشد مئات الآلاف لوداع ثاني أكثر شخصية محبوبة في البلاد بعد مؤسس الحزب الشيوعي الفييتنامي وقائد منطقة فييتنام الشمالية ثم رئيس فييتنام الموحدة «هو شي منه».
وقد نعاه الأمين العام للحزب الشيوعي «نغوين فو ترونغ» واصفًا إياه بـ«جنرال الشعب»، وقال إن «اسمه سيبقى محفورًا إلى الأبد في تاريخ الأمة»، مضيفًا «أن وفاة ذلك الذي نجح في هزم الفرنسيين والأميركيين على حدّ سواء، هي خسارة كبرى للشعب والبلاد».