مناسبة

إطلاق الحملة التذكيرية للتوعية من مخاطر الألغام
إعداد: باسكال معوّض بومارون

تعزيز الأمان والتنمية

 

برعاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، أطلق المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اللبناني الحملة الوطنية التذكيرية للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، بالشراكة مع «بنك لبنان والمهجر» وبالتعاون مع «اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام».

 

إطلاق الحملة التي حملت هذا العام عنوان «تعزيز الأمان والتنمية» تزامن مع اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية، وحضر الاحتفال الذي أُقيم في «المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهداف إنسانية» في ثكنة سعيد الخطيب في حمانا، اللواء الركن جورج شريم ممثلًا وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن جهاد بشعلاني، ممثلون عن برنامج الأمم المتحدة والسفارات المشاركة في المشروع، رئيس مجلس إدارة ومدير عام «بنك لبنان والمهجر» سعد أزهري، رئيسة اللجنة الوطنية لنزع الألغام الدكتورة حبوبة عون، بالإضافة إلى ضباط كبار وشخصيات رسمية.

 

اللواء الركن شريم
ذكّر اللواء شريم في كلمته بأنّ «لبنان ما زال يعاني تبعات الحروب التي شهدها خلال حقبات مختلفة، وخلّفت في أرضنا ألغامًا وقنابل عنقودية»...
وأضاف: انطلاقًا من مسؤولية حماية شعبه والدفاع عن أرضه، كان للجيش شرف الوفاء لرسالته والتضحية في سبيل إنجاز مهمّة لا تقل أهمية عن خوض المعارك والحروب، ألا وهي مواجهة عدو مستتر «استوطن» مساحات واسعة من أراضينا، مصطادًا الضحايا والأبرياء من أطفال ومزارعين، ومواطنين عزّل.
وأكد أنّ المهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى تمويل يفوق قدرات الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة، إلا أنّنا مصرّون على إكمالها، لجعل ترابنا المجبول بدماء شهدائنا خاليًا من أي جسم مشبوه، ولاستعادة كل شبر من أرضنا ما زال محتلًا بالألغام والذخائر غير المنفجرة، فيعود المزارعون إلى حقولهم بأمانٍ، ويلعب الأطفال في الساحات، وتنطلق بذلك الدورة الاقتصادية والتنموية والعمرانية والسياحية.
وتابع قائلًا: هدفنا في المرحلة المقبلة، بالتعاون مع الدول الصديقة والجهات المانحة، هو أن نتمكّن معًا من إنجاز تحرير أكثر من 46 مليون متر مربع من الأراضي التي ما زالت بحاجةٍ إلى تنظيف. قرار يتطلب تنفيذه سنوات طويلة لعدة أسباب أهمها تقني يتعلق بطبيعة الأرض، ومالي يتعلق بتوفير التمويل اللازم لزيادة عدد الفرق في إزالة مخلفات الحروب.
وأعلن إنجاز مهمة مسح الأراضي التي كانت تحتلها المنظمات الإرهابية في جرود عرسال ورأس بعلبك، بعد تحريرها في معركة «فجر الجرود» وتحديدها، بدعمٍ أميركي وأوروبي، حيث تقدّر المساحة الملوثة فيها بأكثر من مليون متر مربع، على أن تبدأ أعمال تنظيفها في الأسابيع المقبلة، وإذا توافرت كل الإمكانات اللازمة، قد تُنجز هذه الأعمال في غضون عامَين، فيستعيد أهالي المنطقة أراضيهم التي حُرموا منها على مر أعوام، ليلوّنوها مجددًا بأخضر الحياة.
وختم: «باسم وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، أشكر المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام على إطلاق هذه الحملة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، وبالشراكة مع «بنك لبنان والمهجر». كما أشكر كل الدول الصديقة ممثلة بحكوماتها ومنظماتها غير الحكومية، وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، على تعاونها المستمر والدائم مع الجيش اللبناني للعمل على تنظيف الأراضي الملوثة، والمساهمة في حملات التوعية في مختلف المناطق اللبنانية، كما أنحني إجلالًا أمام الجرحى والمعوّقين وأرواح الشهداء، وأثمّن جهود أولئك العاملين بصمتٍ جنودًا مجهولين، في معركة تحرير جديدة للأراضي من رجس عدو غادر، ليزهر الأحمر حقولًا خضراء حان وقت قطافها».

 

كلمات المشاركين
افتُتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة «اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام»، ألقتها الدكتورة حبوبة عون التي أعلنت أنّ شعار «اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام» لهذا العام، هو الأمم المتّحدة تعمل من أجل «تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأرض الآمنة والبيت الآمن».
وأضافت: «منذ العام 1990 وإعلان انتهاء الحرب في لبنان، والجيش اللبناني جاد في تأمين الأرض الآمنة والبيت الآمن لكل أبناء الوطن من دون تمييز، يضحّي بنفسه على الجبهات كما في العمليات الإنسانية لنزع الألغام وتطهير الأماكن الخطيرة... ويعمل تعزيزًا للتنمية والأمان بمهنيةٍ عالية، وبهذا أضحى المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اللبناني في طليعة المراكز على المستوى العالمي، وتميّز ببنائه الشراكات الناجحة مع الجمعيات العالمية ذات الاختصاص، والجهات المانحة العالمية والمحلية ومنظّمات الأمم المتحدة، والقطاع المدني المحلي كما القطاع الخاص».
وتمنّت على المعنيين كافة «الاستمرار في دعم لبنان في معالجة هذه المشكلة، لأنّ لا تنمية ولا أمان بوجود مشكلة الألغام».

 

العميد الركن البشعلاني
بعد عرض فيلم وثائقي عن مخاطر الألغام، ألقى العميد الركن البشعلاني كلمة أشار فيها إلى أنّ «التوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب تُعد إحدى أهم النشاطات المتعلقة بالألغام، إلى جانب عمليات التنظيف ومساعدة الضحايا. وقد شملت أعمال التوعية التي قام بها المركز بالتعاون مع اللجان والمؤسسات المعنية، نحو مليون ومئة ألف مواطن على الصعيدَين المباشر وغير المباشر، في مختلف المناطق اللبنانية».
وأعلن أنّ إطلاق هذه الحملة يأتي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، وبدعمٍ من الجهات المانحة بهدف تعزيز الوعي لدى المواطنين المتمسكين بأرضهم رغم المحن، وذلك بالتكامل مع برنامج مساعدة الضحايا وعمليات التنظيف...
وأشار إلى «أنّ المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وبمشاركة فوج الهندسة في الجيش اللبناني والمنظمات والجمعيات المحلية والأجنبية العاملة في مجال نزع الألغام لأهدافٍ إنسانية، قد نظف حتى نهاية العام 2018 نحو 108 ملايين متر مربع، أي ما يعادل سبعين في المئة من الأراضي المشبوهة أو الملوّثة بالألغام والقنابل العنقودية»، وأكد «أنّ تعاوننا المميز والراقي يجعل طموحاتنا كبيرة، ومع الطموحات تظهر التحديات، وأهمها تأمين الدعم اللازم لمتابعة ما بدأناه... فالتعاون بين الجمعيات الأهلية المحلية والدولية والمؤسسات الرسمية هو مفتاح نجاح عملنا المشترك للوصول إلى أفضل النتائج».

 

أزهري
من جهته، أعلن مدير عام «بنك لبنان والمهجر»، أنّ «المصرف يفخر بأن يكون اللاعب الأول من القطاع الخاص في تبنّي هذه القضية الوطنية وفي إطلاق حملات التوعية حول مخاطر الألغام والقنابل العنقودية، وينبع ذلك من الأهمية العالية التي يعطيها البنك لنشاطاته في المسؤولية الاجتماعية، ومن دوره العملي عبر إطلاقه برنامج «بلوم عطاء» الذي بدأ في العام 2010، والذي قام حتى الآن بالتعاون مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام بنزع الألغام والقنابل العنقودية من 230 ألف متر مربع من الأراضي اللبنانية، وبإعادة تأهيل أراضي المنطقة من خلال زرع الأشجار ومساعدة أهالي الضحايا وبث الأمل والحياة في ربوعها»، مؤكدًا «أنّ البنك سيسعى جاهدًا لتحقيق الهدف الإنساني والتنموي النبيل، وهو إزالة الألغام والقنابل العنقودية جميعها من الأراضي اللبنانية وإعادة الحياة الآمنة والمتطوّرة إليها».
وأخيرًا، قدّم الرائد علي مكّي شرحًا عن أعمال المركز تحت شعار «تعزيز الأمان والتنمية»، مشيرًا إلى نشاطاته ومشاريعه المستقبلية، كما تم عرض برنامج الحملة ومحطاتها.
 
عطاء
تبنّى بنك لبنان والمهجر قضية نزع الألغام في العام 2010، وذلك من خلال بطاقة «بلوم ماستركارد عطاء» التي تسمح لحامليها بدعم نزع الألغام. يأتي الدعم من خلال ثمنها ومع كل استعمال لهذه البطاقة.
تعدّ بطاقة «بلوم ماستركارد عطاء» الأولى من نوعها في العالم، وقد اختارت شركة «ماستركارد» برنامج «عطاء» لدعمه في العام 2014، وذلك عبر إدراجه تحت برنامج Purchase with Purpose العالمي.
كما قام المصرف بترشيح المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام لجائزة «سفير السلام» (2015) في اليوم العالمي للسلام، وتمّ تكريمه تقديرًا لجهوده الحثيثة في تحرير الأراضي من عبء الألغام وخطرها.
في العام 2018 تسلّم المصرف من الرئيس الإقليمي لماستركارد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جائزة «أفضل بطاقة مرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات في المشرق للعام 2018» وذلك عن بطاقة «بلوم ماستركارد عطاء».