ناس وحقوق

إيزيدية: داعش باعني وداعشي اشتراني... بـ31 دولارًا
إعداد: جان دارك أبي ياغي


أخبار الفظائع التي ارتكبها داعش وخصوصًا في حق العراقيات الإيزيديات، ما زالت تسدد الصفعة تلو الأخرى إلى ضمير العالم الذي يتفرّج على مآسٍ تعيد البشرية إلى أشد العصور ظلامية. وفي هذا السياق كشفت مراهقة عراقية إيزيدية كانت أسيرة لدى جماعة «داعش» أنه تم بيعها «كالعبيد» إلى أسترالي في التنظيم يدعى خالد شروف بمبلغ 40 ألف دينار عراقي (نحو 31 دولارًا فقط)، والذي مارس بحقها كل أساليب الاضطهاد والتعذيب والاغتصاب. ورجح عضو بهيئة الإبادة الجماعية وجود ما بين 2000 و4000 إيزيدية لدى التنظيم، حسب ما نقل موقع السومرية نيوز.


في التفاصيل، تقول الإيزيدية التي تدعى كليلة (19 عامًا): «لقد عانينا الكثير من الأعمال غير الإنسانية، فقد تم بيعنا كالعبيد وفي كل يوم كانت تأتي مجموعة من الإرهابيين لشراء مجموعة منا».
كما كشفت مواطنة إيزيدية أخرى عن أبشع صور الانتهاكات التي تمارس ضدهن من قبل العصابات الإرهابية التي تجبرهن على التعري قبل بيعهن لتتم المعاينة والمشاهدة ومن ثم يتمّ اقتيادهن بقوة السلاح وضرب السياط.
وكانت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية كشفت بتاريخ 10 نيسان الماضي، عن قيام عناصر من تنظيم «داعش» باغتصاب فتيات إيزيديات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات، إبان اجتياحهم قضاء سنجار غرب الموصل.
وأورد تقرير لمنظمة العفو الدولية شهادات لنساء وفتيات إيزيديات تعرّضن لانتهاكات جنسية من إرهابيي داعش، كشفن أن بعض الضحايا أقدمن على الانتحار أو محاولة ذلك لتفادي الاغتصاب.
وقد أقدمت شابة تدعى جيلان وتبلغ من العمر 19 عامًا، على الانتحار خوفًا من تعرّضها للاغتصاب، حسب ما روت شقيقة الضحية في تقرير المنظمة غير الحكومية، والتي تعنى بحقوق الإنسان.
كما أكدت إحدى الإيزيديات، التي خطفت على يد التنظيم وتمكّنت لاحقًا من الهرب واقعة انتحار جيلان في شهادتها  أمام المنظمة. وقالت الشاهدة: «ذات يوم، قدّمت إلينا ملابس تشبه أزياء الرقص، وطلب منا الاستحمام وارتداء هذه الملابس. جيلان أقدمت على الانتحار في الحمام».
وأبلغت شابة أخرى، كانت رهينة عند التنظيم الإرهابي، منظمة العفو الدولية أنها حاولت الانتحار مع شقيقتها هربًا من «الزواج القسري».
وأوردت المنظمة روايات لضحايا أخريات، منهن رندة، البالغة من العمر 16 عامًا، التي خطفت وأفراد عائلتها، واغتصبها رجل يكبرها بضعف عمرها، مرتين.
وأكدت منظمة العفو أن غالبية الذين اتخذوا النساء والفتيات «سبايا»، كانوا من مقاتلي التنظيم، إلا أن بعض المؤيدين له قاموا أيضًا بالاعتداء على النسوة.
وأشارت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية إلى أن «الحصيلة الجسدية والنفسية لأعمال العنف الجنسية المروعة التي مرت بها تلك النسوة، كارثية»، مضيفة أنّ «العديد منهن عذبن وعوملن كالرقيق. حتى اللواتي تمكنّ من الهرب، لا زلن يعانين من آثار صدمة نفسية عميقة».