- En
- Fr
- عربي
جولة ميدانية
مئة وعشرون يومًا، لا بل أكثر. بعض هذه الأيام كان مرصودًا للعمل على مدار الساعات الـ24. لم يقو عليهم تعب ولا أعاق إصرارهم خطر. فمنذ حصل ذلك الانفجار الرهيب وهم هناك في قلب الدمار، وفي المناطق المحيطة التي أصابها مخلفًا الضحايا والخسائر والألم. في المرفأ عملوا بسواعدهم وآلياتهم ومعداتهم لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا، ولإعادة المرفق الحيوي إلى الحياة خلال أيام معدودة. في المناطق المتاخمة كانوا للمواطنين نسمة الأمل وعنوان الثقة. وفي المحصلة تجاوزوا ما ألقي على عاتقهم من مهمات، وأعطوا أكثر ما يمكن أن يُنتظر منهم بشهادة القريب والبعيد. لكل ذلك، ولأكثر منه كانت زيارة قائد الجيش لهم أكثر من زيارة تفقدية، كانت تحية لجهودهم الهائلة ولعطائهم اللامحدود...
في فوج الهندسة كما في فوج الأشغال المستقل كان قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى جانب رجاله الأشداء، الأوفياء، وكان فخورًا بهم، وبما أنجزوه في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها الوطن.
التقى العماد عون الضبّاط وسأل عن سير العمل، وأطلعه قائدا الفوجين على التفاصيل المتعلقة بأوضاعهما العملانية واللوجستية بعد الفترة الطويلة من الجهود المتواصلة للمساعدة في إزالة أضرار مرفأ بيروت.
في فوج الهندسة تفقّد قائد الجيش السرايا وتوقف مطولًا أمام جهود سريتَي الوقاية من أسلحة الدمار الشامل والخبراء والمتفجرات، مشيدًا بمساهمة الفوج في إقفال المعابر الحدوديّة وتعقيم مراكز الجيش. كما حَضَرَ مناورة تحاكي تفتيش سيارة مشبوهة ومعالجتها بواسطة الكلاب البوليسيّة والروبوتات.
وكانت له جولة مماثلة في فوج الأشغال المستقل حيث عاين التجهيزات التي استخدمتها الوحدات لتنفيذ المهمّات الصعبة التي كُلفت بها.
أثنى قائد الجيش على الدور الذي أدّاه الفوجان بعد انفجار المرفأ، ونوّه بالإرادة الصلبة والحرفية التي أظهروها خلال عمليّات البحث والإنقاذ ورفع الركام ومعالجة المواد الخطرة والتنسيق مع مختلف الفرق المحليّة والأجنبيّة، إذ أشاد الجميع باحتراف عناصر الجيش. واعتبر أنّ التدخّل الفوريّ للعسكريين في هذه الظروف القاسية أعطى نتائج فعّالة وإيجابيّة.
وقبل أن يغادر خاطب العسكريين مؤكدًا: «إنّنا نمرّ بمرحلةٍ صعبة تتطلب الجهوزية العالية والصبر والعزيمة والحكمة في التصرف، ولكن إيماننا بِكُم كبير وأنتم فخر لنا وللبنان».