جيشنا

احتفال تسليم وتسلّم قيادة قوات الأمم المتّحدة المؤقتة في لبنان
إعداد: نينا عقل خليل

أقيم في المقر العام لقيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان احتفال تسليم وتسلّم قيادة هذه القوات، ما بين الجنرال الإيطالي باولو سييرّا المنتهية ولايته وخلفه الجنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو.
حضر الاحتفال إلى جانب وزيرة الدفاع الإيطالية السيدة ريبورتا بينوتي، والمنسق العام للأمم المتحدة في لبنان السيد ديريك بلامبلي، ممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، قائد الجيش العماد جان قهوجي، النائبان علي فياض وعبد المجيد صالح، قائد الجيش الإيطالي بينالي بنتالي، وشخصيات رسمية وعسكرية وروحية وبلدية واجتماعية، إضافة إلى موظّفي الأمم المتحدة ومدعوّين.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الأمم المتحدة، ثم جرى عرض عسكري للقائدين الخلف والسلف اللذين وضعا إكليلًا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا الـ«يونيفيل» على وقع موسيقى الموتى.
بعدها أقيمت مراسم التسليم والتسلّم، حيث سلّم الجنرال سييرّا علم الأمم المتحدة لخلفه الجنرال بورتولانو إيذانًا ببدء ولايته.
وألقى الجنرال سييرّا كلمة قال فيها: «بكثير من الرضى والحنين أقول وداعًا بعد 30 شهرًا من الخدمة تحت الراية الزرقاء في جنوب لبنان. لقد واجهت بالفعل أوقاتًا صعبة عصيبة خلال ولايتي وفترات من التوتّر المتصاعد والقرارات الصعبة، وأعترف أنني قضيت ليالي كثيرة بلا نوم محاولًا حماية الاستقرار في هذه المنطقة وضمان أمن شعبها.
وأودّ أن أعرب عن امتناني لأشخاص كثيرين عاونوني خلال ولايتي، وأشكر السلطات اللبنانية والمرجعيات الروحية التي ساندتني بمنحي ثقتها خلال هذه المهمة المعقدة، والتي أبقت أبوابها على الدوام مشرّعة لي ولطاقمي بروح من الحوار الصادق والدعم المتبادل، وأشكر أيضًا القوات المسلّحة اللبنانية والقوى الأمنية التي تربطنا بها شراكة استراتيجية هي حجر الأساس لتنفيذ ولايتنا، كما أنني ممتن جدًا للشعب اللبناني ولأهالي الجنوب على وجه الخصوص».
وبدوره، ألقى الجنرال بورتولانو كلمة شكر فيها الحضور على الترحيب الحار به كرئيس لبعثة الـ«يونيفيل» وكقائدٍ لها، وأضاف: «إنني مدرك أن الـ«يونيفيل» تعتبر إحدى الأدوات الرئيسة لجهود المجتمع الدولي للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المهمة، وتعتبر نموذجًا لحفظ السلام بشكل عام، وأعلم أيضًا أنني أتولى قيادة البعثة في مرحلة حافلة بالتحديات، إلأ أنني وإذ أنظر إلى هذا الحفل الحاضر هذا اليوم، تملأني الثقة بإمكان اعتمادي على مجموعة كبيرة من الشركاء المحلّيين والدوليين بالإضافة إلى طاقم عمل من العسكريين ممن يتمتعون بالكفاءة والخبرة».
وقال: «في الأشهر القادمة سأواصل التقدم على الطريق عينها من خلال ما يلي:
أولًا: رصد وقف الأعمال العدائية وتعزيز احترام الأطراف للخط الأزرق.
ثانيًا: التعاون الوثيق مع الجيش اللبناني على الصعيد التكتيكي مع مواصلة الحوار الإستراتيجي.
ثالثًا: دعم الجماعات المحلية بكل ما تيسّر من إمكانات لدى الـ«يونيفيل» حفاظًا على رابط الثقة والصداقة الوثيقة التي تجمعنا بأهالي الجنوب».
كذلك، تحدثت وزيرة الدفاع الإيطالية السيدة ريبورتا بينوتي وقالت: «هي مهمة صعبة وخطيرة وطويلة ومع ذلك واجبة، لا بد لي أن أؤكد صحة هذه الأقوال، وأكرر أن المهمة كانت ولا زالت بالفعل واجبة، فالشعب اللبناني تربطنا به علاقات صداقة تاريخية، ولبنان رائع الجمال يعود تاريخه إلى آلاف السنين، وأهم موارده في يومنا هذا تنبع من شعبه».
أضافت: «تمثّل الـ«يونيفيل» بالنسبة إلى وزارتي كما بالنسبة إلى بلدنا إحدى المهمات الأكثر تكلفة لناحية تخصيص الموارد البشرية والمالية في الخارج، إلا أن اليونفيل بالنسبة إلينا مصدر فخر وإن بعثة الـ«يونيفيل» تقدم مثالًا عن النموذج العملاني الناجح».
وشددت السيدة بينوتي على «التزام بلادها المسؤوليات الدولية على ضوء الوقائع والنتائج التي تحققت والتي لم تخيّب الآمال والتوقعات قط، فهذه الأرض تقوم الآن على التوازنات الهشة حيث يصعب الحفاظ على السلام، فبالنسبة إلينا نحن ممن نتمتع بحرية التنقل في بلدنا، يصعب علينا تخيّل الحدود التي يفرضها الخط الأزرق إلا أن فرضية تفشي أعمال العنف بسبب الأزمات المجاورة مرفوض، لهذا السبب على الرغم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي تعصف بشدة في إيطاليا، ما زلنا موجودين هنا في لبنان دعمًا لمسار الاستقرار والسلام».
من جهته، اعتبر المنسق العام للأمم المتحدة السيد ديريك بلامبلي «أن نجاح الجنرال سييرّا في مهمته واضح لنا جميعًا من خلال دوره في المحافظة على الهدوء الذي يسود على الخط الأزرق منذ تبني القرار 1701 قبل نحو ثماني سنوات، والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتعميق الاستقرار في جنوب لبنان».
وقال: «للأسف كنت أقل نجاحًا في مهمتي المتعلّقة بالتشجيع على تطبيق ما تبقى من بنود، بإنهاء الاحتلال للجزء الشمالي من قرية الغجر أو السعي إلى وقف دائم لإطلاق النار».
واعتبر أنه «كان هناك إجماع مطلق في مجلس الأمن حول أهمية المحافظة على الهدوء هذا، واعتراف بأهمية الدور الذي تؤديه الـ«يونيفيل» في ذلك، وتقدير كبير لمساهمة الجنرال سييرّا في هذا الإطار الذي أشيد بدوره لأجل السلام في المنطقة».
وفي الختام، قلّد قائد الجيش العماد جان قهوجي الجنرال سييرّا وسام الأرز الوطني، كما قلّدته وزيرة الدفاع الإيطالية بينوتي أيضًا وسامًا. وقدّم له قائد الجيش الإيطالي درع الجيش، كما قدم درعًا آخر لقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن شربل أبو خليل، وقدّم مفتي صور حسن عبدالله ممثلًا بالشيخ حيدر عواضة درعًا تقديريًا للجنرال سييرّا، ليختتم الحفل بكوكتيل على شرف الحضور.