- En
- Fr
- عربي
ازمات كثيرة وحل واحد
تسود بعض انحاء العالم ازمات منها ما انفجر كما حدث في افغانستان حيث تشهد حرباً من نوع جديد وهي حرب ضد الارهاب تقودها الولايات المتحدة في الجو والسياسة والاقتصاد وتخوضها قوى افغانية على الارض، ومن الازمات مازالت نائمة تحتاج الى ضجة صغيرة كي تفيق وتنفجر ومنها ما يعيش حالة الانفجار الدائم كما نشهد في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط عموماً.
في ازمة كوبا عام 1962 وبعد اكتشف الاميركيون وجود صواريخ بالستية سوفياتية مركزة على الجزيرة وموجهة باتجاه ارض الولايات المتحدة قال وزير الدفاع الاميركي في حينه رداً على سؤال حول الاستراتيجية المعتمدة لمواجهة هذا الوضع: انتهى عهد الاستراتيجية وبدأ عهد ادارة الازمات.
ومن الواضح أن ما حدث في افغانستان هو ادارة لازمة كانت مخالفة للسياق العام للاستراتيجية الاميركية. اما ما يحدث في منطقتنا فهو خلاف ذلك، هناك استراتيجية عدوانية اسرائيلية تعتمد على احتلال الارض وزرع المستوطنات والتفوق العسكري الاستراتيجي وتشكيل تهديد نووي وتقليدي للدول العربية وايران وربما باكستان. في المقابل يعتمد العرب عموماً استراتيجية السلام الشامل والعادل. وفي تصادم هاتين الاستراتيجيتين الحتمي نشبت حروب وازمات ليس آخرها الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي واعمال القمع الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وهكذا نرى العدو يحاول اكتساب ما امكنه من الازمات الدولية ليوظفها في خدمة استراتيجية العدوانية متلافياً اي توجه نحو تحقيق السلام في المنطقة.
ازاء تضارب الاستراتيجيات والازمات يبقى هناك حل واحد لمواجهتها هو الموقف الوطني اللبناني الموحد في الاصرار على السلام الشامل والعادل واستعادة الحقوق المشروعة للبنان وسوريا والشعب الفلسطيني مجتمعة دون تجزئة.
أن الموقف الموحد الرسمي والشعبي هو الكفيل بمواجهة الاستراتيجيات والازمات على اختلافها وقد اثبت فعلاً نجاحه خلال الازمة الراهنة.